بيان الشيخ الألباني حكمة الله عز وجل في شرعه بسد الذرائع.
A-
A=
A+
الشيخ : أنا أضيف إلى هذا الكلام شيئًا آخر وهي أن سنة الله - تبارك وتعالى - في خلقه لا تتغير ولا تتبدل الضلال لا يمشي بين الناس إلا كما قال ذلك الشاعر" أرى خللا ... وميض نار " " " ويوشك أن يكون لها ضرام فإن النار من عودين تذكى " " " وإن الحرب أولها الكلام " وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر فالمصائب الكبيرة ما تأتي الأمة إلا بمقدماتها الصغيرة وهذا أمر ملموس باليد في الحقيقة تتصوروا قرية أو بلدة ليس فيها سينما وهذا قديمًا أما الآن بنقول ليس فيها تلفاز صعب جدًّا أن تجد فيها تبرج النساء لكن ما يكاد السينما يدخل قرية أو تلفاز إلا يبدأ الفساد ينتشر الشرك الأكبر لا يقع في الأمة إلا بمقدمات الشرك الأصغر وكما جاء في التفسير المأثور في قوله - تبارك وتعالى - في سورة نوح - عليه السلام - قال - تعالى - عن قومه : (( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا )) يقول ابن عباس كما في " صحيح البخاري " كان هؤلاء الخمسة عبادا لله صالحين صالحين فلما ماتوا جاء الشيطان وأوحى إليهم ما يوحي اليوم إلى الذين ينشرون الأصنام في الباحات والساحات في البلاد الإسلامية هؤلاء أولياء لله صالحين ماتوا بتخاف تنسوهم ولذلك ما بصير تدفنوهم مع عموم مقابر المسلمين لأ لازم تحترموهم وتجعلوا قبورهم في أفنية دوركم حتى ما تنسوا ذكرهم كل ما خرجتم من دوركم رأيتموهم تذكرتم أعمالهم وصلاحهم ... من هنا دخل الشيطان عليهم فجعلوا القبور تتميز عن قبور المسلمين كل واحد ... فتركهم جيلا من الزمان ثم جاء إلى الجيل الثاني قال بقاء قبور هؤلاء ما يليق بمقامهم فتأتي سيول جرافة فتأخذهم وتضيع آثارهم فتنسونهم وتنسون ذكرهم وأعمالهم لذلك قال الشيطان أرى أن تتخذوا لهم أصناما لتبقى مع الأيام مع حوادث الأيام ... فنحتوا لهم أصناما ... وضعوها في أمكنة عديدة تركهم هكذا جيلا جاء إلى الجيل الثالث بعد هؤلاء آبائهم وأجدادهم وأولادهم ... من عباد الله الصالحين إلى آخره فلا يجوز أن تبقى أصنامهم ... يجب أن تتخذوا لها بيوت خاصة ... وهكذا وضعوها ثم أوحى إليهم أن يقدسوها وأن يعظموها ومع الانتهاء نسيت الغاية الأولى التي أوحى بها ودخل منها وعبدوهم من دون الله - عز وجل - وأرسل الله نوحا - عليه السلام - وجرى ما جرى مما هو مفصل في نفس السورة إذن الشرك الأكبر ما دخل أمة من الأمم إلا من طريق الشرك الأصغر ومن ذلك الغلو في الأنبياء والأولياء الصالحين ومن أجل ذلك نهى الرسول - عليه السلام - كما تعلمون من بناء المساجد على القبور ذلك لأنه كان سببا في عبادة المقبورين فيها لقد توسل وتوصل الشيطان إلى أن يورد قوم نوح - عليه السلام - موارد الشرك والهلاك بوضع الأصنام في بيت في مكان خاص لكنه كان أخبث مع اليهود والنصارى عندما أوحى إليهم أن يدفنوا أوليائهم وصالحيهم في البيوت التي يعبد فيها الله وحده لا شريك له ولهذا جاء في الصحيح أن أم سلمة وأم حبيبة - رضي الله تعالى عنهما - لما رجعتا من الحبشة ذكرتا كنيسة رأتاها في الحبشة وذكرتا من حسن وتصاوير فيها فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بَنَوا على قبره مسجدًا ، وصَوَّروا فيه تلك التصاوير ، أولئك شرار الخلق عند الله - تبارك وتعالى - ) ، ( أولئك شرار الخلق عند الله - تبارك وتعالى - ) ؛ أي : النصارى الذين جعلوا قبور الأنبياء والصالحين مساجد هم شرار الخلق لكن جاء حديث آخر يبين أنهم ليسوا هم وحدهم شرار الخلق في هذه الوسيلة الشركية بل قد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ مِن شرار الخلق من تقوم عليهم الساعة وهم يتَّخذون قبور أنبيائهم مساجد ) .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 269
- توقيت الفهرسة : 00:00:00