لماذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ما هم به في قوله : ( لقد هممت أن آمر بحطب، فيحطب، ثم آمر بالصلاة، فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال، فأحرق عليهم بيوتهم ) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : وبهذه المناسبة يتساءل كثيرون من الناس حينما يسمعون هذا الحديث فيقولون : ما معنى همَّ الرسول بحرق المتخلفين ثم لم يفعل ؟ لأن الحديث هكذا يقول : ( لقد هَمَمْتُ أن آمر رجلًا فيصلي بالناس ) أي نيابة عنه - عليه السلام - ( ثم آمر رجالًا فيحطبوا حطبًا من البرية ، ثم أحرِّقَ عليهم بيوتهم ) إلى آخر الحديث ، فهَمَّ الرسول - عليه السلام - ولم يفعل ، لماذا لم يفعل ؟ الجواب واضح جدًّا ؛ لأن البيوت التي فيها المتخلفون عن صلاة الجماعة ليس فيها فقط هم أنفسهم لهم نساؤهم لهم ذراريهم وأولادهم وهكذا ، ومعلوم أن النساء كما قال - عليه السلام - : ( بيوتهنَّ خيرٌ لهنَّ ) ؛ يعني أن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في مسجدها والعكس بالعكس أن يصلي الرجل في مسجده خير له من أن يصلي في بيته هذا بالنسبة للنساء البالغات فبيوتهن خير لهن وأولى وأولى الذرية سواء كنَّ ذكورًا أو إناثًا هؤلاء لا يجب عليهم الصلاة من أصلها وبالتالي لا يجب عليهم حضور الجماعة في المساجد فلو أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نفذ ذاك الوعيد الشديد وهو تحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة لأصاب العذابُ من لا يستحقه وهذا خلاف النص القرآني الذي يقول : (( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى )) هذا هو السبب في عدم تنفيذ الرسول - عليه السلام - وعيد تحريق بيوت المتخلفين عن الصلاة أي : صلاة الجماعة في المسجد فالشاهد أن هذا الحديث دليل واضح لجمهور العلماء الذين رأوا كراهة عقد جماعة ثانية وثالثة .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 265
- توقيت الفهرسة : 00:00:00