ما هو القول الصحيح في تفسيرقول الله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله : (( ونحن أقرب إليه منحبل الوريد )) ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب ، هنا يقول أعرفكم أنني أحبكم في الله .
الشيخ : أحبَّهُ الله .
السائل : يسأل فيقول : في كثير من التفاسير إن لم يكن كلها يتأولون قول الله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بأنه - سبحانه - معنا بعلمه وسمعه وبصره ، ويتأولون قوله - تعالى - : (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) بأن الملائكة هي القريبة منا ، فما رأي فضيلتكم إذا خرجنا من هذا التأويل وقلنا بإن الله - تبارك وتعالى - معنا معية تليق بجلاله سبحانه ، وقريب منا قربًا يليق بجلاله ؟
الشيخ : هذا الذي خرج إليه السَّائل مقبول في الجملة ، لكن في خصوص قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) السبب على تأويل هذه الآية ، وأنا حينما أقول تأويل ، فإنما أعني به المعنى العربي الأصيل ، وهو التفسير ، لأن التأويل له معنيان : معنى لغوي ، ومعنى اصطلاحي طارئ ، أما المعنى اللغوي فهو التفسير ، وحينما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) ، إنما يعني هذا المعنى وهو التفسير وهوما يؤول إليه الأمر في النهاية ، ولا يعني التأويل بالمعنى الاصطلاحي والذي هو : إخراج معنى آية ما أو حديث ما عن ظاهره إلى معنى آخر إما لقرينة شرعية أو عقلية كما يقولون ، فالتأويل بمعنى تفسير النص بخلاف ما يتبادر هذا اصطلاحي ، أما التأويل بمعنى التفسير فهو المعنى الشرعي والعربي الأصيل القديم وعلى ذلك جال استعمال القرآن كما سمعتم : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) وكذلك مثلًا حينما دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس وقال فيه : ( اللهم فقِّهْه في الدين ، وعلِّمْه التأويل ) لم يقصد - عليه السلام - بالتأويل هنا أنُّو يكون ماهر مثل علماء الكلام اللي بيعطلوا النصوص الشرعية بتأويلها وإخراجها عن دلالاتها الصحيحة ؛ لأ ، المقصود اللهمَّ فقِّهْه في الدين وعلِّمْه التفسير أي تفسير القرآن ، وكذلك كان ، فقد استجاب الله - عز وجل - دعاء نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - فصار ابن عباس مع صغر سنه حيث مات النبي صلى الله عيه وسلم وهو قد أشرف على البلوغ ، مات وابن عباس صغير السن مع ذلك فهو بحقٍّ تُرجمان القرآن ، قد ثبت عن ابن عباس أنه فسر هذه الآية وعلى ذلك أقول تأولها بما يسميه بعض الناس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي أخرج المعنى عن ظاهره ، ليس الأمر كذلك ، وحينما قال " قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ )) بعلمه " هذا ليس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي كان ينبغي أن يقول كما يبدو من كلام .
السائل : وهو معكم بذاته أو أن يسكت وأن لا يفسر ، ما دام أن ابن عباس أوَّلًا : فسر هذه الجملة من هذه الآية بمعنى : وهو معكم أين ما كنتم بعلمه ، هذا تفسير من تُرجمان القرآن ، وثانيًا : ليس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي لم يُخرج دلالة الآية عن ظاهرها ، بل دلالة السياق والسباق كل منهما يؤيدان هذا الذي فسر به ترجمان القرآن هذه الآية الكريمة ، لعلك تأتينا بالآية .
السائل : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ... )) ؟
الشيخ : إي وما قبلها .
السائل : يقول : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) .
الشيخ : يعلم الشاهد بدأ بالآية : (( يَعْلَمُ )) آ ، فـ ((هُوَ مَعَكُمْ )) أي : بعلمه ؛ ولذلك يجب أن نلاحظ حينما نحن نقول علينا حينما نَدَّعي أننا مع الكتاب والسنة ولا نقتصر في دعوانا على ذلك ، بل نضم : وعلى ما كان عليه السلف الصالح ، هذه الضميمة هو : لكي لا نقع في الإفراط والتفريط كما وقعت الفرق الأخرى ، الذين لم يلتزموا معنا هذا المنهج العلمي الصحيح : الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ، فنحن نريد أن نفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح ، هذه الآية لم يتوقف فيها فيما علمنا أحد من علماء السلف الصالح سواءً كان صحابيًّا أو تابعيًّا أو مِن أتباعهم بل قد ذكرنا آنفًا عن ابن عباس وعلى ذلك جرى المفسرون كابن جرير وابن كثير (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) أي بعلمه ، هذا ليس تأويلًا كما أولوا (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) بمعنى استولى ، (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )) أي : جاء رحمة ربِّك ونحو ذلك ، هذا كله تأويل بل تعطيل ، التفسير السابق الذي ذكرناه للآية ليس بهذا المعنى من التأويل وإنما هو التفسير الذي يدل عليه الأسلوب العربي ، ابن تيمية - رحمه الله - يضرب على ذلك أمثلة كثيرة يريد أن يبيِّن للناس أن ما يسميه بعض الناس أنه تأويل بالمعنى الاصطلاحي المتأخر ليس كذلك بل هو تفسير إذا قال الرجل العربي : سال الميزاب ، سال الميزاب إيش معناه ؟ سال مطر الميزاب آآآه هذا تأويل ، لا ليس تأويلًا ، لماذا ، لأن لا أحد من العرب الذين استعملوا هذه الكلمة يتبادر إلى ذهنه أنَّ الميزاب فعلًا سال من شدة الحرارة التي انصبت عليه ، لا ما أحد يفهم هذا الكلام ، ما هو المفهوم المتبادر إلى الذهن ، أي ذهن ؟! العربي ، حين يسمع قول صاحبه : سال الميزاب ، لا يفهم إلا أنه نزل المطر حتى سال الميزاب ، على ذلك قوله - تعالى - : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا )) اسأل القرية ما أحدمن العرب يفهم حيطانها شجرها أرضها نهرها إلى آخره ، لا ، اسأل القرية أي : سكانها ، وهكذا والعير أي القافلة التي كانت مع العير وهكذا ، هذا ليس تأويلا ؛ ولذلك لا يتورَّطَنَّ أحد منَّا نحن السلفيين أن يفهم أننا إذا فسرنا الآية السابقة بما جاء عن ابن عباس : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) إنو هذا تأويل ونحن لا نؤوِّل نحن نسلم ، نقول هو كذلكم لكن هذا ليس تأويلًا ، نحن نسلم ولا نؤول ونُجري الآيات خاصة آيات الصفات وأحاديث الصفات كما جاءت بدون تأويل ولا تجسيم ، لكن هذه الآية : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بعلمه ، ليس تأويلًا ، وإنما هو المعنى الصحيح لغةً ونقلًا عن ابن عباس نعم .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
الشيخ : أحبَّهُ الله .
السائل : يسأل فيقول : في كثير من التفاسير إن لم يكن كلها يتأولون قول الله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بأنه - سبحانه - معنا بعلمه وسمعه وبصره ، ويتأولون قوله - تعالى - : (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) بأن الملائكة هي القريبة منا ، فما رأي فضيلتكم إذا خرجنا من هذا التأويل وقلنا بإن الله - تبارك وتعالى - معنا معية تليق بجلاله سبحانه ، وقريب منا قربًا يليق بجلاله ؟
الشيخ : هذا الذي خرج إليه السَّائل مقبول في الجملة ، لكن في خصوص قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) السبب على تأويل هذه الآية ، وأنا حينما أقول تأويل ، فإنما أعني به المعنى العربي الأصيل ، وهو التفسير ، لأن التأويل له معنيان : معنى لغوي ، ومعنى اصطلاحي طارئ ، أما المعنى اللغوي فهو التفسير ، وحينما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) ، إنما يعني هذا المعنى وهو التفسير وهوما يؤول إليه الأمر في النهاية ، ولا يعني التأويل بالمعنى الاصطلاحي والذي هو : إخراج معنى آية ما أو حديث ما عن ظاهره إلى معنى آخر إما لقرينة شرعية أو عقلية كما يقولون ، فالتأويل بمعنى تفسير النص بخلاف ما يتبادر هذا اصطلاحي ، أما التأويل بمعنى التفسير فهو المعنى الشرعي والعربي الأصيل القديم وعلى ذلك جال استعمال القرآن كما سمعتم : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) وكذلك مثلًا حينما دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس وقال فيه : ( اللهم فقِّهْه في الدين ، وعلِّمْه التأويل ) لم يقصد - عليه السلام - بالتأويل هنا أنُّو يكون ماهر مثل علماء الكلام اللي بيعطلوا النصوص الشرعية بتأويلها وإخراجها عن دلالاتها الصحيحة ؛ لأ ، المقصود اللهمَّ فقِّهْه في الدين وعلِّمْه التفسير أي تفسير القرآن ، وكذلك كان ، فقد استجاب الله - عز وجل - دعاء نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - فصار ابن عباس مع صغر سنه حيث مات النبي صلى الله عيه وسلم وهو قد أشرف على البلوغ ، مات وابن عباس صغير السن مع ذلك فهو بحقٍّ تُرجمان القرآن ، قد ثبت عن ابن عباس أنه فسر هذه الآية وعلى ذلك أقول تأولها بما يسميه بعض الناس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي أخرج المعنى عن ظاهره ، ليس الأمر كذلك ، وحينما قال " قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ )) بعلمه " هذا ليس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي كان ينبغي أن يقول كما يبدو من كلام .
السائل : وهو معكم بذاته أو أن يسكت وأن لا يفسر ، ما دام أن ابن عباس أوَّلًا : فسر هذه الجملة من هذه الآية بمعنى : وهو معكم أين ما كنتم بعلمه ، هذا تفسير من تُرجمان القرآن ، وثانيًا : ليس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي ، أي لم يُخرج دلالة الآية عن ظاهرها ، بل دلالة السياق والسباق كل منهما يؤيدان هذا الذي فسر به ترجمان القرآن هذه الآية الكريمة ، لعلك تأتينا بالآية .
السائل : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ... )) ؟
الشيخ : إي وما قبلها .
السائل : يقول : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) .
الشيخ : يعلم الشاهد بدأ بالآية : (( يَعْلَمُ )) آ ، فـ ((هُوَ مَعَكُمْ )) أي : بعلمه ؛ ولذلك يجب أن نلاحظ حينما نحن نقول علينا حينما نَدَّعي أننا مع الكتاب والسنة ولا نقتصر في دعوانا على ذلك ، بل نضم : وعلى ما كان عليه السلف الصالح ، هذه الضميمة هو : لكي لا نقع في الإفراط والتفريط كما وقعت الفرق الأخرى ، الذين لم يلتزموا معنا هذا المنهج العلمي الصحيح : الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ، فنحن نريد أن نفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه السلف الصالح ، هذه الآية لم يتوقف فيها فيما علمنا أحد من علماء السلف الصالح سواءً كان صحابيًّا أو تابعيًّا أو مِن أتباعهم بل قد ذكرنا آنفًا عن ابن عباس وعلى ذلك جرى المفسرون كابن جرير وابن كثير (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) أي بعلمه ، هذا ليس تأويلًا كما أولوا (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) بمعنى استولى ، (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )) أي : جاء رحمة ربِّك ونحو ذلك ، هذا كله تأويل بل تعطيل ، التفسير السابق الذي ذكرناه للآية ليس بهذا المعنى من التأويل وإنما هو التفسير الذي يدل عليه الأسلوب العربي ، ابن تيمية - رحمه الله - يضرب على ذلك أمثلة كثيرة يريد أن يبيِّن للناس أن ما يسميه بعض الناس أنه تأويل بالمعنى الاصطلاحي المتأخر ليس كذلك بل هو تفسير إذا قال الرجل العربي : سال الميزاب ، سال الميزاب إيش معناه ؟ سال مطر الميزاب آآآه هذا تأويل ، لا ليس تأويلًا ، لماذا ، لأن لا أحد من العرب الذين استعملوا هذه الكلمة يتبادر إلى ذهنه أنَّ الميزاب فعلًا سال من شدة الحرارة التي انصبت عليه ، لا ما أحد يفهم هذا الكلام ، ما هو المفهوم المتبادر إلى الذهن ، أي ذهن ؟! العربي ، حين يسمع قول صاحبه : سال الميزاب ، لا يفهم إلا أنه نزل المطر حتى سال الميزاب ، على ذلك قوله - تعالى - : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا )) اسأل القرية ما أحدمن العرب يفهم حيطانها شجرها أرضها نهرها إلى آخره ، لا ، اسأل القرية أي : سكانها ، وهكذا والعير أي القافلة التي كانت مع العير وهكذا ، هذا ليس تأويلا ؛ ولذلك لا يتورَّطَنَّ أحد منَّا نحن السلفيين أن يفهم أننا إذا فسرنا الآية السابقة بما جاء عن ابن عباس : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) إنو هذا تأويل ونحن لا نؤوِّل نحن نسلم ، نقول هو كذلكم لكن هذا ليس تأويلًا ، نحن نسلم ولا نؤول ونُجري الآيات خاصة آيات الصفات وأحاديث الصفات كما جاءت بدون تأويل ولا تجسيم ، لكن هذه الآية : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بعلمه ، ليس تأويلًا ، وإنما هو المعنى الصحيح لغةً ونقلًا عن ابن عباس نعم .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 251
- توقيت الفهرسة : 00:00:00