ما الجمع بين حديث ( صيام يوم السبت لا لك ولا عليك ) وباقي الأحاديث الأخرى وما معنى هنا ( لا لك ولا عليك ) هل هو في الأجر أم في غير ذلك ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الجمع بين حديث ( صيام يوم السبت لا لك ولا عليك ) وباقي الأحاديث الأخرى وما معنى هنا ( لا لك ولا عليك ) هل هو في الأجر أم في غير ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤالي من شقين مفترقين في الموضوع أول سؤال الحديث الذي في " صحيح الجامع " الذي أوردتموه أنه رواه الإمام أحمد في " المسند " عن امرأة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( صيام يوم السبت لا لك ولا عليك ) فما وجه الجمع بين هذا الحديث وباقي الأحاديث الأخرى وما معنى هنا ( لا لك ولا عليك ) هل هو في الأجر أم في غير ذلك ؟ هذا السؤال الأول .

سائل آخر : بس استنا عندك ... .

سائل آخر : هذا الشق الأول .

الشيخ : نحن لا نرى فرقًا بين هذا الحديث نحن لا نرى فرقًا بين هذا الحديث وبين الحديث الصريح في النهي عن صيام يوم السبت أذكرك بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص في قصته المعروفة في " الصحيحين " والتي تتلخَّص في : " أن أباه عمرو بن العاص زوَّجَه بفتاة من قريش ، وزوَّجَه وهو صغير ، بعد أيام من زواجه سأل عمرو كنَّتَه عن وضعها مع زوجها " أو عن حياتهم الجنسية ، فأجابت بعبارة في منتهى النعومة والإشعار بالمعنى المراد قالت : " إنه لم يطَأْ لنا بعد فراشًا " ؛ يعني تزوَّجنا وما تزوَّجنا ، " إنه لم يطَأْ لنا بعد فراشًا . فشكاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيقول : زوَّجناه وسألنا الزوجة ، وكان جوابها كذا وكذا " ، ابن عمرو هو الذي يروي القصة يقول : ( فإما لَقِيَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإما أرسل إليَّ ، فقال لي : بَلَغَني أنك تقوم الليل ، وتصوم النهار ، ولا تقرب النساء ) . قال : قلت : قد كان ذلك يا رسول الله . قال : ( فإن لجسدك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا ، ولزوجك عليك حقًّا ، ولزورك عليك حقًّا ) . جاء في حديث سلمان حتى ما يختلط حديث بحديث : ( فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ) ، كان يصوم الدهر - وهنا الشاهد - " كان يصوم الدهر ، ويقوم الليل " ، هذا إنسان لا يصلح للنساء ؛ أليس كذلك ؟ قائم الليل صائم النهار صائم الدهر ، فأراد الرسول - عليه السلام - .

السائل : الحق على أبوه - رضي الله عنه - ، الحق على أبوه ما دام عارف إنه هيك ليش يزوجه ؟

الشيخ : ههه لا ، هو أراد به خيرًا ، أراد أن يحصِّنَه - بسم الله - . المقصود قال له - عليه السلام - : ( صُمْ من كلِّ شهر ثلاثة أيام . والحسنة بعشر أمثالها ، وهذا صيام الدهر ) . قال : يا رسول الله إنِّي شاب . هذا كلام ما تسمعه في هذا الزمان قال : " يا رسول الله ، إنِّي شاب ، إني قوي ، إني أستطيع أكثر من ذلك . فأمَدَّه بصيام أكثر وأكثر إلى أن قال له : ( صُمْ يومًا ، وأفطِرْ يومًا ؛ فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود - عليه السلام - ، وكان لا يفرُّ إذا لاقى ) . والشاهد قال له لنهيه إيَّاه عن أن لا ينهك ولا يهلك نفسه بصيام الدهر ، قال له : ( مَن صام الدهر فلا صام ولا أفطر ) . الآن السؤال يرد هنا والقصة لها تتمة ، وقد تكون معروفة عند بعض الحاضرين ، ( مَن صام الدهر ) يشرع له ذلك ؟ سؤال إن كنت تدري فأدري إن كنت لا تدري فاسأل .

السائل : إني أسأل .

الشيخ : طيب ، نحن نفهم من قوله - عليه السلام - : ( مَن صام الدهر فلا صام ولا أفطر ) ؛ أي : ما صام صيامًا شرعيًّا ، فهو لا يُؤجر عليه ولا أفطر ، لأنه ما أكل كما يأكل الناس ، فهو من الناحية المادية الدنيوية ما أفطر ، ومن الناحية الشرعية ما صام ؛ فهل يجوز للمسلم أن يصوم صيامًا غير شرعي ؟ الجواب بداهةً : لا ، ويؤيد هذا أن في " مسند الطيالسي " و " مسند الإمام أحمد " من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( مَن صام الدهر ضيَّقت عليه جهنم هكذا ) ؛ إذًا نفهم مِن حديث : ( مَن صام الدهر فلا صام ولا أفطر ) أنه لا يجوز أن يصوم الدهر ، وقد شرحت سبب ذلك ؛ لأنه يصوم صيام غير شرعي ، كالذي يصلي صلاة غير شرعية . قول حذيفة بن اليمان حينما رأى رجلًا يصلي لا يطمئن في ركوعه وسجوده قال : " لَئِن مات هذا وهو يصلي هذه الصلاة مات على ملة غير ملة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - " ، إذا عرفنا دلالة حديث : ( مَن صام الدهر فلا صام ولا أفطر ) تيسَّر لنا أن نفهم حديثك أن : ( مَن صام يوم السبت فلا صام ولا أفطر ) ، وحينئذٍ يلتقي هذا الحديث مع الحديث المشهور بأسانيد عديدة وصحيحة : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، ولو لم يَجِدْ أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضَغْه أو فليفطِرْ عليه ) ، نحن على موعد مع الدكتور يسافر اليوم فنمشي إن شاء الله .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : طيب .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : نحن نستأذن من إخواننا لأننا على موعد مع بعض إخوانا الضيوف ، فإن كان هناك سؤال مستعجل نجيبه باختصار .

مواضيع متعلقة