شرح معنى طاهرتين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فمثلًا كلمة الزكاة هي لغة عربية والمعنى هو - عليكم السلام - التطهير والتزكية لكن في اللغة أريد بها عبادة لها شروطها ومواصفاتها فإذا أطلقت لفظة الزكاة ، لكن في اللغة الشرعية الحج إذا أطلق مقصود عبادة معينة لها أيضًا شروطها مواصفاتها إلى آخره ونأتي أخيرا والمجال الواسع جدًّا إلى كلمة الصلاة فالصلاة في اللغة هي معنى معناها الدعاء لكن إذا أطلق لفظ الصلاة فيجب أن يفهم ليس بهذا المعنى اللغوي الأصيل والضيق وإنما بالمعنى الشرعي الخاص الواسع إذا تبين لنا هذا هذا أمر لا يستطيع أحد أن ينكره أو أن يجادل فيه نعود بعد هذه التوطئة والمقدمة إلى كلمة طاهرتين ( دَعْهما ؛ فإنِّي أدخلتهما طاهرتين ) ، هل نفسر كلمة طاهرتين هنا بالمعنى اللغوي الأصيل معناها نظيفتين أم نفسرهما بالمعنى الشرعي أي موضأتين من هنا نشأ ذاك الخلاف لأنه من يفهم من طاهرتين المعنى اللغوي يصدق عليه أنه حينما غسل الرجل اليمنى ثم ألبسها الجورب بأنه أدخلها طاهرة والباقي كذلك أما من يفهم طاهرتين يعني موضأتين لأنه هذا هو المعنى الشرعي لهذه الكلمة يقول : لا يجوز أن يلبس الجوربين إلا بعد أن يغسل الرجل الأخرى لأن الأولى لا تكون متوضئة أو موضأة إلا بأختها لأنه أي رجل الآن إذا جاء بالفرض الأول وهذا أمر بدهي جدًّا ما هو الفرض الأول بالنسبة للوضوء النية الفرض الثاني أن يغسل وجهه فهل توضأ ؟ ما توضأ وهكذا حتى يوضئ الرجل اليسرى فإذا وضأ الرجل اليسرى صارت كلتا الرجلين طاهرتين شرعا ولغة أما بالمعنى الأول فهما طاهرتين لغة وليس شرعًا فمن فهم من اللفظة طاهرتين المعنى العربي نظيفتين يفهم أنه هذا الشرط ليس صحيحًا بإمكانه أن يغسل رجلًا ويكسيها جوربًا وبالتالي كمل هو ، لكن المعنى الشرعي هو الذي ينبغي أن تفسر وهنا القاعدة أو تمام ما ذكرنا آنفًا في المقدمة ونقول : كل لفظ في الشرع يجب أن يفسر باللغة الشرعية وليس باللغة العرفية إلا إذا قامت قرينة أو قام دليل أيضًا هذا الدليل الشرعي حين ذاك نقول : الكلمة الفلانية نفسرها على المعنى اللغوي وليس على المعنى الشرعي ونضرب على هذا مثلًا مفيدا جدًّا فلو أن الحديث كما نذكر دائما وأبدا حديث ضعيف لا يصح ولكن هذا يقودنا إلى تفسير معنى في حديث صحيح الحديث المشهور على ألسنة الناس يقول : ( بركة الطعام ) .
الطالب : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : ( الوضوء قبله وبعده ) - الحمد لله - .
الطالب : ... عشان اللي قبل دخلنا فيه .
طالب آخر : تفضل شيخ .
الشيخ : هذا الحديث : ( بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ) من حيث روايته ضعيف الإسناد ، وفسره بعض العلماء الذين لا يعنون عادةً بتمييز الصحيح من الضعيف من الحديث بأن المقصود غسل اليدين والمضمضة فقط ، فجاء الرد الصحيح أن الحديث لو صح فلا يجوز تفسيره بهذا المعنى اللغوي فقط ؛ لأنه الوضوء إذا أطلق يراد به الطهارة التي لا تصح الصلاة إلا بها ، لكن الحديث ضعيف ؛ ولذلك فكفينا مؤنة تأويله بمعنى غسل اليدين والفم ، ولكن هناك أحاديث صحيحة حاول بعضهم الانفكاك من معناها الشرعي لأنه فيه تكليف ، والناس عادةً لا يحبُّون تكاليف وبخاصَّة التي يكثر ابتلاء الناس بها مثل قوله - عليه السلام - : ( توضَّؤوا ممَّا مسَّتِ النار ) فقد أول هذا الحديث في الصحيح كما أول ذاك الحديث الضعيف ( توضَّؤوا ) بمعنى تمضمضوا ، ولكن هذا التفسير - يرحمك الله - رُدَّ بما ذكرناه آنفًا أن الأصل في تفسير الألفاظ الواردة في الكتاب أو في السنة باللغة الشرعية وليس باللغة الوضعية الأصيلة ، إذا عرفنا كل هذا كان المتبادر من قوله - عليه السلام - : ( دَعْهما ؛ فإنِّي أدخَلْتُهما طاهرتين ) شرعًا وليس لغة - أهلًا - ، وعلى ذلك ينبغي أن تزول الحيرة .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . في الأقوال التي تقال حول تفسير هذا الحديث - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
الطالب : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : ( الوضوء قبله وبعده ) - الحمد لله - .
الطالب : ... عشان اللي قبل دخلنا فيه .
طالب آخر : تفضل شيخ .
الشيخ : هذا الحديث : ( بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ) من حيث روايته ضعيف الإسناد ، وفسره بعض العلماء الذين لا يعنون عادةً بتمييز الصحيح من الضعيف من الحديث بأن المقصود غسل اليدين والمضمضة فقط ، فجاء الرد الصحيح أن الحديث لو صح فلا يجوز تفسيره بهذا المعنى اللغوي فقط ؛ لأنه الوضوء إذا أطلق يراد به الطهارة التي لا تصح الصلاة إلا بها ، لكن الحديث ضعيف ؛ ولذلك فكفينا مؤنة تأويله بمعنى غسل اليدين والفم ، ولكن هناك أحاديث صحيحة حاول بعضهم الانفكاك من معناها الشرعي لأنه فيه تكليف ، والناس عادةً لا يحبُّون تكاليف وبخاصَّة التي يكثر ابتلاء الناس بها مثل قوله - عليه السلام - : ( توضَّؤوا ممَّا مسَّتِ النار ) فقد أول هذا الحديث في الصحيح كما أول ذاك الحديث الضعيف ( توضَّؤوا ) بمعنى تمضمضوا ، ولكن هذا التفسير - يرحمك الله - رُدَّ بما ذكرناه آنفًا أن الأصل في تفسير الألفاظ الواردة في الكتاب أو في السنة باللغة الشرعية وليس باللغة الوضعية الأصيلة ، إذا عرفنا كل هذا كان المتبادر من قوله - عليه السلام - : ( دَعْهما ؛ فإنِّي أدخَلْتُهما طاهرتين ) شرعًا وليس لغة - أهلًا - ، وعلى ذلك ينبغي أن تزول الحيرة .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . في الأقوال التي تقال حول تفسير هذا الحديث - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 243
- توقيت الفهرسة : 00:00:00