كلام الشيخ عن عدم ثمرة تقسيم الدور لكفر وإسلام ومهمة الداعية في مثل مجتمعاتنا التي تظهر فيها المعاصي بل وحتى الكفريات .
A-
A=
A+
الشيخ : لكن أنا أسأل الآن ما هي ثمرة هذه البحوث إذا ما أردنا أن نتوسع فيها ما هي الثمرة العملية ؟ نعم .
السائل : أستطيع سيدي حاولنا أن نجتهد في هذا الأمر ليس لذات التقسيم إنما لأنه تشخيصه الواقعي مهم لبيان أسلوب الدعوة فالطبيب لا يستطيع أن يصف الدواء المناسب إلا إذا عرف المرض وشخصه فلا بد أن أعرف هل أنا أمام سرطان لأعطي حقنة من نوع معين أم هل أنا أمام التهاب لوزتين أوما شابه لأعطي مسكن حرارة فبالتالي تشخيص واقعنا وفهمه إعطاؤه الوصف الدقيق مهم في بيان وسائل الدعوة للانتقال إلى دار الإسلام المنشودة يعني عجل الله بقيامها لأجل هذا فهل هناك ترابط بين هذا التقسيم وبين طريقة الدعوة أم كل منهما في ؟
الشيخ : في الأمثلة التي تذكرها هي معقولة لكن أنا في ظني بعد أنا على الأقل ما تبيَّنت لي الثمرة لأني سأذكر وشيئًا تعرفونه جيِّدًا أن في بعض الأحاديث الصحيحة أن خير الناس في آخر الزمان هو الذي عنده يعني غنم يخرج بها إلى رؤوس الجبال فيعتاش منها فيسلم الناس من شره ويسلم هو من شرهم مثل هذا الزمن في أي صنف نصنفه ثم ما هي الثمرة التي تترتَّب من وراء هذا التصنيف ؟ ونحن ما وصلنا بعد في ظني إلى مثل هذه المرحلة التي أشار إليها الحديث لكني أريد أن أفهم أن ما علاقة هذا التقسيم بالنسبة للداعية ؟ وأنا أعتقد في الواقع أن سبب هذا السؤال وهذا البحث العلمي الدقيق الدقيق الذي أعتقد أنه ليس من فرائض العلم بل من نافلة العلم أعتقد أن السبب في ذلك أننا لا ندري كجمهور من أين نبدأ في الدعوة فإذا عرفنا من أين نبدأ في ظني لم نكن بحاجة إلى مثل هذا التصنيف الدقيق والذي يحتاج إلى علم وإلى فقه ثم قد يترتب من وراء ذلك بعض الاختلافات النظرية بين زيد وبكر وعمرو ونحو ذلك نحن في اعتقادنا أننا في زمن نص على مثله الرسول - عليه السلام - في غير ما حديث صحيح وهذه الأحاديث بلا شك يعني قرأتموها وهضمتم دلالتها ونحو ذلك ، ولكن ربما يخفى من بعض الجوانب التي يمكن أن يستنبط منها أعني بذلك قوله - عليه السلام - المروي في " صحيح مسلم " من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( بدأ الإسلام غريبًا ، وسيعود غريبًا ، فطوبى للغرباء ) فقبل أن أذكر بعض الروايات الأخرى هل من شك أن هذا الحديث يصدق علينا نحن في زمننا هذا أم لا ؟ نعم .
السائل : ليس هناك شك .
الشيخ : لا شك لنتابع الآن بعض الروايات الأخرى منها قوله - عليه السلام - كما في " مسند الإمام أحمد " : أنه سُئل مَن هم الغرباء ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) أظن أنه الأمر حينما يرد نفس السؤال أن يكون نفس الجواب أنه هذا واقعنا فالدعاة من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم لكن الذي يهمني أخيرا هو الرواية الثالثة قال - عليه السلام - : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، وأنت إذا تذكرت معنى السنة شرعًا وأنه على خلاف معنى السنة عرفًا فقهيًّا فهمت أن السنة في هذا الحديث هي على نحو قوله - عليه السلام - في حديث الرهط المروي في " صحيح البخاري ومسلم " ومعروف حديث الرهط وفيه : ( فَمَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس مني ) ، فقوله - عليه السلام - : ( مَن رَغِبَ عن سنَّتي ) لا يعني من ترك السنن القبلية مثلًا والبعدية وإنما يعني بداهة منهجي وطريقتي أي : السنة التي تشمل الشريعة كلها من العقائد وأنت نازل إذا كان الأمر كذلك فالحديث الثالث الذي ذكرته آنفًا يعطينا أن الدعاة هم غرباء في غرباء هم غرباء في غرباء هم غرباء لأنهم يدعون إلى إصلاح ما أفسد الناس من سنته - عليه السلام - في غرباء وهم الصالحون أما غير الصالحين نفضنا أيدينا منهم بعد هذا البيان أعتقد أنه كما يقول النحاة لا محل للإعراب للتفصيل الذي ذكرته وأنه قد يختلف الحكم بين دار إسلام ودار عهد دار حرب إلى آخره لماذا ؟ لأن الواجب اليوم على الدعاة الغرباء في الغرباء ليس هذا البحث من الفقه النافلة وليس من الفقه الفريضة بل هو عليهم ما هو آكد وأوجب بكثير من ذلك تمامًا ثم هم إذا اشتغلوا بما توحي هذه الأحاديث فإنما يحملهم على أن يحقِّقوا الأسوة الصادقة بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي قال ربنا - عز وجل - في القرآن في حقِّه - عليه الصلاة والسلام - : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) نحن الآن بغض النظر عن التصنيف الذي طرحته آنفًا وهل نقول نحن الآن في دار حرب ؟ لا نحن لسنا في دار حرب هل نقول نحن في دار إسلام ؟ والله مشوبة فيها كفر وفيها جاهلية وإلى آخره طيب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يرسل الرسل إلى القبائل منها من استجابت للدعوة ودخلت في الإسلام في الإسلام وقد لا يكون الإيمان دخل بعد في قلوبهم ومنهم من كانوا لا يزالون في كفرهم وضلالهم فكان - عليه الصلاة والسلام - يرسل الرسل ويبعث الدعاة إلى هؤلاء وهؤلاء لدعوتهم إلى الإسلام ولعلكم تذكرون حديث أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - المروي - أيضًا - في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له : ( ليكُنْ أوَّل ما تدعوهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، فإن أطاعوك فَمُرْهم بالصلاة ) إلى آخره ، وأيضًا في " الصحيحين " أن نبيَّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسل معاذًا وأبا موسى صحبة إلى اليمن وقال لهما : ( تطاوعا وتياسرا ) ، فكانوا ذهبوا إلى اليمن وقد استجاب من استجاب إلى دعوة الإسلام . الآن أعود إلى طرح سؤال لنأخذ أصغر مجتمع سواء قلنا إنه إسلامي أو إسلامي مطعم بجاهلي هل نعتقد أن هذا المجتمع الصغير ولنضرب مثلًا ببلدنا هذا طبعًا نحن فهمنا أن أكثرهم لا يستجيبون للدعاة وأن هؤلاء الدعاة غرباء في الغرباء يعني الصالحين هؤلاء الصالحون الآن هل عقيدتهم صحيحة ؟
نعم .
السائل : أستطيع سيدي حاولنا أن نجتهد في هذا الأمر ليس لذات التقسيم إنما لأنه تشخيصه الواقعي مهم لبيان أسلوب الدعوة فالطبيب لا يستطيع أن يصف الدواء المناسب إلا إذا عرف المرض وشخصه فلا بد أن أعرف هل أنا أمام سرطان لأعطي حقنة من نوع معين أم هل أنا أمام التهاب لوزتين أوما شابه لأعطي مسكن حرارة فبالتالي تشخيص واقعنا وفهمه إعطاؤه الوصف الدقيق مهم في بيان وسائل الدعوة للانتقال إلى دار الإسلام المنشودة يعني عجل الله بقيامها لأجل هذا فهل هناك ترابط بين هذا التقسيم وبين طريقة الدعوة أم كل منهما في ؟
الشيخ : في الأمثلة التي تذكرها هي معقولة لكن أنا في ظني بعد أنا على الأقل ما تبيَّنت لي الثمرة لأني سأذكر وشيئًا تعرفونه جيِّدًا أن في بعض الأحاديث الصحيحة أن خير الناس في آخر الزمان هو الذي عنده يعني غنم يخرج بها إلى رؤوس الجبال فيعتاش منها فيسلم الناس من شره ويسلم هو من شرهم مثل هذا الزمن في أي صنف نصنفه ثم ما هي الثمرة التي تترتَّب من وراء هذا التصنيف ؟ ونحن ما وصلنا بعد في ظني إلى مثل هذه المرحلة التي أشار إليها الحديث لكني أريد أن أفهم أن ما علاقة هذا التقسيم بالنسبة للداعية ؟ وأنا أعتقد في الواقع أن سبب هذا السؤال وهذا البحث العلمي الدقيق الدقيق الذي أعتقد أنه ليس من فرائض العلم بل من نافلة العلم أعتقد أن السبب في ذلك أننا لا ندري كجمهور من أين نبدأ في الدعوة فإذا عرفنا من أين نبدأ في ظني لم نكن بحاجة إلى مثل هذا التصنيف الدقيق والذي يحتاج إلى علم وإلى فقه ثم قد يترتب من وراء ذلك بعض الاختلافات النظرية بين زيد وبكر وعمرو ونحو ذلك نحن في اعتقادنا أننا في زمن نص على مثله الرسول - عليه السلام - في غير ما حديث صحيح وهذه الأحاديث بلا شك يعني قرأتموها وهضمتم دلالتها ونحو ذلك ، ولكن ربما يخفى من بعض الجوانب التي يمكن أن يستنبط منها أعني بذلك قوله - عليه السلام - المروي في " صحيح مسلم " من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( بدأ الإسلام غريبًا ، وسيعود غريبًا ، فطوبى للغرباء ) فقبل أن أذكر بعض الروايات الأخرى هل من شك أن هذا الحديث يصدق علينا نحن في زمننا هذا أم لا ؟ نعم .
السائل : ليس هناك شك .
الشيخ : لا شك لنتابع الآن بعض الروايات الأخرى منها قوله - عليه السلام - كما في " مسند الإمام أحمد " : أنه سُئل مَن هم الغرباء ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) أظن أنه الأمر حينما يرد نفس السؤال أن يكون نفس الجواب أنه هذا واقعنا فالدعاة من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم لكن الذي يهمني أخيرا هو الرواية الثالثة قال - عليه السلام - : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، وأنت إذا تذكرت معنى السنة شرعًا وأنه على خلاف معنى السنة عرفًا فقهيًّا فهمت أن السنة في هذا الحديث هي على نحو قوله - عليه السلام - في حديث الرهط المروي في " صحيح البخاري ومسلم " ومعروف حديث الرهط وفيه : ( فَمَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس مني ) ، فقوله - عليه السلام - : ( مَن رَغِبَ عن سنَّتي ) لا يعني من ترك السنن القبلية مثلًا والبعدية وإنما يعني بداهة منهجي وطريقتي أي : السنة التي تشمل الشريعة كلها من العقائد وأنت نازل إذا كان الأمر كذلك فالحديث الثالث الذي ذكرته آنفًا يعطينا أن الدعاة هم غرباء في غرباء هم غرباء في غرباء هم غرباء لأنهم يدعون إلى إصلاح ما أفسد الناس من سنته - عليه السلام - في غرباء وهم الصالحون أما غير الصالحين نفضنا أيدينا منهم بعد هذا البيان أعتقد أنه كما يقول النحاة لا محل للإعراب للتفصيل الذي ذكرته وأنه قد يختلف الحكم بين دار إسلام ودار عهد دار حرب إلى آخره لماذا ؟ لأن الواجب اليوم على الدعاة الغرباء في الغرباء ليس هذا البحث من الفقه النافلة وليس من الفقه الفريضة بل هو عليهم ما هو آكد وأوجب بكثير من ذلك تمامًا ثم هم إذا اشتغلوا بما توحي هذه الأحاديث فإنما يحملهم على أن يحقِّقوا الأسوة الصادقة بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي قال ربنا - عز وجل - في القرآن في حقِّه - عليه الصلاة والسلام - : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) نحن الآن بغض النظر عن التصنيف الذي طرحته آنفًا وهل نقول نحن الآن في دار حرب ؟ لا نحن لسنا في دار حرب هل نقول نحن في دار إسلام ؟ والله مشوبة فيها كفر وفيها جاهلية وإلى آخره طيب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يرسل الرسل إلى القبائل منها من استجابت للدعوة ودخلت في الإسلام في الإسلام وقد لا يكون الإيمان دخل بعد في قلوبهم ومنهم من كانوا لا يزالون في كفرهم وضلالهم فكان - عليه الصلاة والسلام - يرسل الرسل ويبعث الدعاة إلى هؤلاء وهؤلاء لدعوتهم إلى الإسلام ولعلكم تذكرون حديث أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - المروي - أيضًا - في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له : ( ليكُنْ أوَّل ما تدعوهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، فإن أطاعوك فَمُرْهم بالصلاة ) إلى آخره ، وأيضًا في " الصحيحين " أن نبيَّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسل معاذًا وأبا موسى صحبة إلى اليمن وقال لهما : ( تطاوعا وتياسرا ) ، فكانوا ذهبوا إلى اليمن وقد استجاب من استجاب إلى دعوة الإسلام . الآن أعود إلى طرح سؤال لنأخذ أصغر مجتمع سواء قلنا إنه إسلامي أو إسلامي مطعم بجاهلي هل نعتقد أن هذا المجتمع الصغير ولنضرب مثلًا ببلدنا هذا طبعًا نحن فهمنا أن أكثرهم لا يستجيبون للدعاة وأن هؤلاء الدعاة غرباء في الغرباء يعني الصالحين هؤلاء الصالحون الآن هل عقيدتهم صحيحة ؟
نعم .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 240
- توقيت الفهرسة : 00:00:00