هل يكتفى بحفظ متن العقيدة الطحاوية أم يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول .
السائل : هل يكتفي فقط بحفظ متن : " العقيدة الطحاوية " ، أم يبدأ ويحفظ القرآن الكريم ، مع العلم بأنه يحفظ أكثر مِن خمسة أجزاء ؟
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال ينبغي أن نقدم له بكلمة لعها تكون موجزة : العلم مِن حيث وجوب تحصيله ينقسم إلى قسمين : واجب أو فرضٌ عيني ، فرضٌ عَيني لا بد منه لكل مسلم ، والقسم الآخر : فرضٌ كِفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، على ضوء هذا التقسيم العلمي الصحيح يجب أن ينطلق الشاب المسلم في طلبه للعلم ، فلا يُقدِّم الفرضَ الكفائي على الفرض العيني ، لأن الفرض الكفائي إذا لم يقم هو بشخصه به فليس آثمًا ، أما الفرض العيني إذا لم يقم هو به فهو آثم . إذا كان الأمر كذلك ووضح لكم الجواب ، حينئذٍ نعود إلى الإجابة عن السؤال فنقول : قبل أنْ يهتمَّ المسلم بحفظ القرآن كله أو بعضه ، فضلًا عن أنه قبل أن يهتم بحفظ كثير مِن أحاديث نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فعليه فرضَ عَينٍ أن يصحح عقيدته ، بعد ذلك فقراءتُه للعقيدة الطحاوية ، هذه الرسالة المباركة المكثفة ، والتي جمعت ما يجب على كل مسلمٍ أن يعتقده فهذا فرضُ عين على كل مسلم ، لا أقول الآن : فرض عين عليه أن يقرأها ، لأن مجرد القراءة _نعلم كثيرًا من الناس اليوم يقرؤون القرآن ، ولكنهم لا يتدبرون القرآن خلافا لقول ربنا - عز وجل - : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) - فإذًا ليس المقصود مِن قراءة العقيدة الطحاوية مجرد القراءة ، وإنما قراءة مقرونة بالفهم ، وهذا في اعتقادي لا يتيسر لكل شاب يستطيع أن يقرأ ، فقد يقرأ وقد يفهم وقد لا يفهم ، ولذلك فعليه أن يستعين فيما إذا أَشكل عليه شيء مما يقرؤه ، بسؤال مَن حوله من أهل العلم إعمالًا منه لقوله - تبارك وتعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فإذا انتهى طالب العلم مِن قراءة هذه العقيدة وفهمها وتبنيها إلا ما استُثني منها ، وهنا يظهر أهمية العالم الذي لا بد أن يتوجه إليه بسؤاله في بعض ما قد يُشكل عليه . إذا انتهى مِن هذه العقيدة وفهمِها وتبنيها ، فليس معنى ذلك أن هذا المسلم قد أدى الفرض العيني بكل تفاصيله ، ليس كذلك ، بل عليه كذلك أن يصحح عبادته : أن يصحح طهارته ، أن يصحح صلاته ، وكذلك صيامه ، وهذا أمرٌ لا بد منه لكل مسلم بالغ مكلف - الصلاة ، والصيام - ، فإذا كان غَنيًا فيجب عليه وجوبًا عَينيًا أن يعرف أحكام الزكاة التي تتعلق بماله ، كذلك أن يعرف كيف يحج إلى بيت الله الحرام ، وهكذا ، فما كان مِن الأحكام الشرعية متعلقًا بالإنسان بشخصه : كالصلاة والصيام ، فعليه أيضًا أن يتقن الأحكام التي تتعلق بتصحيح طهارته ، وصلاته ، وصيامه ، بعد ذلك يتوسع في العلمِ سواء في حفظ القرآن ، أو في حفظ حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - أو في حفظ الفقه ، سواء كان فقهًا مذهبيًا ، أو كان فقهًا مقارنًا . المهم أن نُفرِّق بين طلب العلم الذي هو فرض عَين على كل مسلم ، وطلب العلم الذي هو فرضُ الكفاية ، ومِن الفرض العيني تصحيح العقيدة وتصحيح العبادة ، نعم .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
السائل : هل يكتفي فقط بحفظ متن : " العقيدة الطحاوية " ، أم يبدأ ويحفظ القرآن الكريم ، مع العلم بأنه يحفظ أكثر مِن خمسة أجزاء ؟
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال ينبغي أن نقدم له بكلمة لعها تكون موجزة : العلم مِن حيث وجوب تحصيله ينقسم إلى قسمين : واجب أو فرضٌ عيني ، فرضٌ عَيني لا بد منه لكل مسلم ، والقسم الآخر : فرضٌ كِفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، على ضوء هذا التقسيم العلمي الصحيح يجب أن ينطلق الشاب المسلم في طلبه للعلم ، فلا يُقدِّم الفرضَ الكفائي على الفرض العيني ، لأن الفرض الكفائي إذا لم يقم هو بشخصه به فليس آثمًا ، أما الفرض العيني إذا لم يقم هو به فهو آثم . إذا كان الأمر كذلك ووضح لكم الجواب ، حينئذٍ نعود إلى الإجابة عن السؤال فنقول : قبل أنْ يهتمَّ المسلم بحفظ القرآن كله أو بعضه ، فضلًا عن أنه قبل أن يهتم بحفظ كثير مِن أحاديث نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فعليه فرضَ عَينٍ أن يصحح عقيدته ، بعد ذلك فقراءتُه للعقيدة الطحاوية ، هذه الرسالة المباركة المكثفة ، والتي جمعت ما يجب على كل مسلمٍ أن يعتقده فهذا فرضُ عين على كل مسلم ، لا أقول الآن : فرض عين عليه أن يقرأها ، لأن مجرد القراءة _نعلم كثيرًا من الناس اليوم يقرؤون القرآن ، ولكنهم لا يتدبرون القرآن خلافا لقول ربنا - عز وجل - : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) - فإذًا ليس المقصود مِن قراءة العقيدة الطحاوية مجرد القراءة ، وإنما قراءة مقرونة بالفهم ، وهذا في اعتقادي لا يتيسر لكل شاب يستطيع أن يقرأ ، فقد يقرأ وقد يفهم وقد لا يفهم ، ولذلك فعليه أن يستعين فيما إذا أَشكل عليه شيء مما يقرؤه ، بسؤال مَن حوله من أهل العلم إعمالًا منه لقوله - تبارك وتعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فإذا انتهى طالب العلم مِن قراءة هذه العقيدة وفهمها وتبنيها إلا ما استُثني منها ، وهنا يظهر أهمية العالم الذي لا بد أن يتوجه إليه بسؤاله في بعض ما قد يُشكل عليه . إذا انتهى مِن هذه العقيدة وفهمِها وتبنيها ، فليس معنى ذلك أن هذا المسلم قد أدى الفرض العيني بكل تفاصيله ، ليس كذلك ، بل عليه كذلك أن يصحح عبادته : أن يصحح طهارته ، أن يصحح صلاته ، وكذلك صيامه ، وهذا أمرٌ لا بد منه لكل مسلم بالغ مكلف - الصلاة ، والصيام - ، فإذا كان غَنيًا فيجب عليه وجوبًا عَينيًا أن يعرف أحكام الزكاة التي تتعلق بماله ، كذلك أن يعرف كيف يحج إلى بيت الله الحرام ، وهكذا ، فما كان مِن الأحكام الشرعية متعلقًا بالإنسان بشخصه : كالصلاة والصيام ، فعليه أيضًا أن يتقن الأحكام التي تتعلق بتصحيح طهارته ، وصلاته ، وصيامه ، بعد ذلك يتوسع في العلمِ سواء في حفظ القرآن ، أو في حفظ حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - أو في حفظ الفقه ، سواء كان فقهًا مذهبيًا ، أو كان فقهًا مقارنًا . المهم أن نُفرِّق بين طلب العلم الذي هو فرض عَين على كل مسلم ، وطلب العلم الذي هو فرضُ الكفاية ، ومِن الفرض العيني تصحيح العقيدة وتصحيح العبادة ، نعم .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 238
- توقيت الفهرسة : 00:00:00