ما قولك فيمن لا يسأل الشيخ في درسٍ خشية الناس ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما قولك فيمن لا يسأل الشيخ في درسٍ خشية الناس ؟
A-
A=
A+
السائل : ما قولك فيمن لا يسأل الشَّيخ في درسٍ خشية الناس ؟

الشيخ : الجواب : (( فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ )) ، فإذا كانت السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- تترحم على نساء الأنصار بقولها : " رحم الله نساء الأنصار ، لم يمنَعْهنَّ حياؤهنَّ أن يتفقَّهْنَ في الدين " ، فأولى بالرجال أن لا يمنعهم الحياء أن يتفقهوا في الدين ، فلماذا يستحي الإنسان أن يسأل الشَّيخ وبخاصة أنني لم أفهم مِن السؤال أنه سؤال خاص ، إنما هو سؤال عام ، فلو كان السؤال سؤالًا خاصًّا أوَّلًا بالشخص ، وفيما يتعلق بالأمور الداخلية ، أو النسائية ثانيًا ، فهنا يأتي أثر السيدة عائشة المذكور آنفًا : " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهنَّ حياؤهنَّ أن يتفقَّهْنَ في الدين " : أي لم يمنعهنَّ حياؤهنَّ ، هذا الحياء الذي فطرن عليه ، أو لعلَّ الأصح والأدق أن نقول : الذي كن فطرن عليه ، لأن اليوم اختلف الجو . فمع هذا الحياء ما كان يمنعهن الحياءُ أن يسألنَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عمَّا يخصهن من الأمور الباطنة ، التي يخجل كما ترون الآن الرجال أن يسألوا مثل تلك الأسئلة ، أما نساء الأنصار فكن يجمعن في ذات نفوسهن بين الحياء الذي قال عنه - عليه الصلاة والسلام - : ( الحياء من الإيمان ) ، وفي الحديث الآخر : ( الحياء خير كلُّه ) ، ومع ذلك فما كان ليمنعهن مثل هذا الحياء أن يسألوا أو أن يسألن عن ما يتعلق بأمور دينهن ، ولو كان مما لا يطيب لهن عادة أن يفصحن به وأمام الرجال ، فأولى وأولى أن لا يخجل أي سائل أن يسأل الشَّيخ سؤالًا ما ، ولو كان مِن قَبيل ما يستحيي النساء عادة - ليس الرجال - أن يفصحوا بالسؤال عنه ، هذا أوَّلًا . وثانيًا : قد يمكن أن يخجل بعض السائلين أن يتوجَّهوا بشيء من أسئلتهم أمام بعض الشيوخ الذين لهم مواقف خاصة بالنسبة لتلامذتهم ، أو مريديهم كما يقولون ، وحينئذٍ نحن نعتبر مثل هذا الحياء وصمة عار لنا ، لأن هذا المشار إليه والمجهول لديكم ولدينا جميعًا والحمد لله ، فهو يغمز من قناتنا ويريد أن يسوينا مع سائر الشيوخ ، ولا ينبغي هذا .

طيب غيره ؟

مواضيع متعلقة