ما حكم الصلاة في ثوب أو مسجد فيه صلبان ؟
A-
A=
A+
الشيخ : وهنا أنا يعجبني حديث وهو كان في الحقيقة قديمًا ضعفته لأنه موجود في سنن الترمذي بإسناد لا تقوم به حجة ، ثم بعد ذلك أوقفني الله - عز وجل - على إسناد آخر له في بعض المخطوطات في المكتبة الظاهرية ، فثبت الحديث عندي ، وهو من الأحاديث التي تُفرج عن المسلمين المتمسكين بدينهم ، والذي يصدق عليهم قوله - عليه السلام - : ( لا تقوم الساعة حتى يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر ) ، ذاك الحديث الذي في الترمذي ، وتقوى بغيره يقول - عليه السلام - : ( أنتم في زمان من ترك عُشر ما أُمِرَ به هلك ، وسيأتي زمانٌ مَن تمسَّكَ بعشرِ ما أُمِرَ به نجا ) ، لماذا ؟ لأنه لا يستطيع . خذ مثال من واقعنا اليوم : أين الجهاد في سبيل الله ؟ الشباب المسلم يتحرَّق للجهاد في سبيل الله ، لكن كل الظروف المحيطة بهم تحول بينهم وبين الجهاد ، إذن هذا غير مستطاع ، إذًا : (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) هذه مقدمة لأصل إلى موضوع الصلاة في المسجد الذي فيه صلبان ، الصلاة في المسجد الذي فيه زخارف ، نحن ننكر هذه الأمور كلها ، لكن ماذا نفعل ؟ هل نصلي في بيوتنا ؟ لأنه لا يخلو مسجد إلا ما ندر جدًّا جدًّا إلا وفيه مخالفة للشريعة ، وهنا أنا أتذكر أثرًا رواه أبو داود في " سننه " وهو من حِصة كتابي " صحيح سنن أبي داود " : أن ابن عمر دخل مع صاحب له مسجدًا ليصلي ، وإذا بأحدهم ينادي الصلاة الصلاة ، قال : اخرج بنا ، فهذا مسجد فيه بدعة " . نحن إذا أردنا أن نفعل فعل ابن عمر أغلقنا المساجد أمامنا ، ونلزم بيوتنا ، هل جاء زماننا هذا أن لا نصلي في أي مسجد ؟ الجواب : لا ، لماذا ؟ " ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جلُّه " . إذًا ، إذا كان احدنا باستطاعته أن يختار مسجدا على آخر لسبب أو آخر اختاره وصلى فيه ، أما أن يتخذ وجود هالمنكرات والصلبان والزخارف والبدع التي ملأت كل المساجد ، الأئمة الجهلة الذين قد لا يحسنون قراءة الفاتحة ونقول : لا لا نصلي إلا في بيوتنا ، ونترك جماعة المسلمين بمثل هذه الحجج الواهية ، نقول : لا ، الإسلام يقول : اتقوا الله ما استطعتم . هذا الذي أردت أن أذكر به ، ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ، وأن يزدنا علمًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 234
- توقيت الفهرسة : 00:00:00