مناقشة أفكار الذين يريدون بناء المساجد كما بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده ، وبيان ردهم فيما هو غير ذلك من المرافق والجواب عليها .
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ ، اسمح لي : هم يقولون هذا فقط في بناء المسجد ، أما في مكتبة ملحقة بالمسجد فقالوا : لا مانع من بنائها بالأسمنت والحديد ، وإنما المسجد فقط يتأتسوا !
الشيخ : إيش هو الذي ما فيه مانع ؟
السائل : ما في مانع أن تبنى المكتبة !
الشيخ : المكتبة ؟
السائل : المكتبة الملحقة بالمسجد والدورات والحمامات للمسجد والمرافق هذه يقولون : لا مانع أن تبنى بالحديد والإسمنت ، إنما المسجد فقط يأتسى فيه بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعل أبي بكر وعمر .
الشيخ : يا أخي ما اختلفنا ، فعل أبي بكر وعمر يدل على ماذا ؟
الطالب : على الأفضل .
الشيخ : على الوجوب ؟
السائل : على الأفضل ، ويقولون : هذا الأفضل ونريد أن نحيي هذه السنة .
الشيخ : طيب ، هؤلاء الذين يقولون : هو الأفضل ، هل يتمسكون بكل شيء هو الأفضل ؟
السائل : والله هم متمسكون تمسك والله على خير والله أعلم .
الشيخ : الله أعلم مستحيل .
السائل : ثم يا شيخ !
الشيخ : الله أعلم مستحيل .
السائل : هم قالوا : اسأل الشَّيخ ناصر والشيخ مقبل ، واسأل المشايخ في هذه المسألة ، ثم الآن ما أنفقوا ، قالوا اسأل العلماء ، لأن هناك أناس يريدون التبرع للمسجد ، فهم كانوا على هذا الرأي وقالوا اسألوا المشايخ وأهل العلم ، فماذا يعني يجيبوا في هذا ، هم هذا طلبهم يا شيخ ، هم كانوا مستفتين ؟
الشيخ : سبق الجواب ، وليس عندي غير ما سمعت ، ولكني الآن أصرح فأقول : قولهم هذا أهو في كل بلد أم في بلاد النخيل ؟
السائل : والله في بلدهم هم يريدون فعل هذا الفعل ، ما سألتهم هذا السؤال ، الله أعلم .
الشيخ : يا شيخ ، يجب أن تسألهم حتى تعرف ضيق عَطَلهم ودائرة فكرهم ، محدودة جدًّا ، هؤلاء لا ينظرون إلى أبعد من أرنبة أنفهم ، هؤلاء يحصرون شريعة الله بأرض هم فيها . فإذا أردنا نحن أن نبني مسجدًا هنا ، نرسل إليهم ليرسلوا لنا جذوع النخيل ؟! أيش هذا الكلام ؟! إذا كان عندهم متيسر هذا الأمر ولا يحتاجون لدفع الحر والقر في الشتاء ، إلى مثل هذه السقوف التي نحن نتعاطاها اليوم ، فليفعلوا ذلك ما شاؤوا ، نحن معهم في عدم إدخال الزخارف إلى المساجد ، ونحن ننكر كل هذه الأبنية التي تبنى اليوم على نمطها المساجد . وننكر طريقة التوسعة في المسجدين في الحرم المكي والحرم المدني ، هذه كلها زخارف غير مشروعة ، ويعجبني هنا كلمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- التي رواها الإمام البخاري في صحيحه معلقًا ، قال للذي أمره بزيادة المسجد النبوي قال : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ " : وهذا أنا اتخذه حجة على جماعتك هؤلاء ، " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " ، أرأيت ؟ جمع بين دفع المفسدة وجلب المصلحة ، " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " . في بعض البلاد كمثل بعض البلاد العربية التي يغلب عليها الحرارة ، هم اعتادوا في مثل هذه المساجد التي تخللها الرياح والهواء ، لأنه إذا كان في الباطون يصير جحيم فيه بسبب أن هذا الباطون يحبس الحرارة إلخ . فقصدي أن أقول : أن عمر بن الخطاب حين ضم الزيادة نبه إلى القاعدة في بناء المساجد : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " : التحمير والتصفير زينة ، وهذا منهي عنه في بعض الأحاديث التي ذكرناها ، لكن المحافظة على الناس من الحرِّ والقَرِّ فهذا وسيلة ليتمكَّنوا أوَّلًا : من المحافظة على صحتهم ، وهذا داخل في مثل قوله - عليه السلام - : ( إن لجسدك عليك حقًّا ) والحديث معروف في الصحيح ، مِن حقِّ الجسد على صاحبه أن يدفع عنه شرَّ الحرِّ والقَرِّ ، فإذا ما بنوا مسجدًا كان هذا الحق قائمًا - أيضًا - في هذا المسجد ، فلا يوجد مانع أن يبني هذا مسجدًا بطريقة يكونون فيه مطمئنين بعبادتهم وصلاتهم وخشوعهم ، ولا يهتمون بأخذ المراوح وهم في أثناء الصلاة ، كلا ، وإنما يكون المسجد قد بني بطريقة ليس فيها الأحمر والأصفر وإلخ ، لكن أمنوا الحر والقر ، فالطريقة التي يتبناها هؤلاء كشيء لازم لا يحقق ما قاله عمر بن الخطاب : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ " ، وأنا أقول : إن ما فعله الرسول - عليه السلام - إنما فعل ما فعل لأن هذا الذي تيسر له ، فمن أين لهم أنه لو كان تيسر للرسول - عليه الصلاة والسلام - أعمدة من خشب مثلًا جاهزة مثل السرو وأمثال ذلك من الأشجار المعروفة ، وتيسر له مِن السقوف الخشبية كما كانوا يفعلون عندنا في سورية منذ عهد قريب : يمدون الخشب الرقيق ، وفوقه طين أحمر خليط بالتبن ، فهذا يدفع الحر ، أنا أعتقد لو كان هذا ميسورًا للرسول - عليه الصلاة والسلام - ما كان يتأخر عنه ، ويبنيه كما بنى مسجده الأول . ثم الرسول يا جماعة ليس كأمثالنا نحن اليوم ، فهو مشغول بتبليغ الدعوة ، هو لديه وقت في أن يبني مسجدا على مهل وتخطيط وعلى دراسة إلخ ؟! لا ، هو الآن يريد أن يجمع الناس في هذا المسجد بأقرب طريق ييسره الله - عز وجل - له ، لكن لو تيسر له مثل ما قال عمر بن الخطاب وهو الفاروق كما ذكرنا ، لا يقصر الرسول - عليه السلام - في ذلك ، لأنه جاء في الحقيقة كما نفتخر نحن معشر المسلمين على أصحاب الأديان الأخرى : أن من فضيلة الإسلام أنه جاء لتحقيق مصلحة المادة والروح في آن واحد ، هذا تمسك في هذا الجمود لا يحقق إلا الناحية المادية فقط ، أما الناحية الروحية التي أشار إليها عمر بن الخطاب : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " ، بلا شك أن هؤلاء أحد رجلين : إما أنهم لم يقفوا على أثر عمر ، وإما أنهم وقفوا عليه وركبوا رؤوسهم ، ومن هنا تأتي الفتنة والغرور ، أنه يعجبهم ما يرونه هم ، ولا يعجبهم ما قاله السلف أو ما فعله السلف ، هذا عمر يقول هذه الكلمة ، وذاك عثمان يبني المسجد بطريقته التي يسرها الله - عز وجل - له ، ومع ذلك يعودون إلى بناء المسجد على طريقة الرسول . طريقة الرسول ليس فيها ما يوحي بأنها عبادة مقصودة لذاتها ، وإنما هذا هو الذي تيسر له .
السائل : سنة عادة وليست سنة عبادة ؟
الشيخ : نعم سنة عادة ، هذا هو ، تيسر له هذا فقط .
السائل : الأخ يقول أن الصحابة عرضوا عليه المال والرسول رفض ؟
الشيخ : لا ، هذا حشو ، ليس في حديث : ( عريش كعريش موسى ) أنهم عرضوا عليه شيئًا من هذا ، لكنهم عرضوا عليه أن يرفعوا السقف قليلًا ، فقال لهم : ( عريش كعريش موسى ) .
الشيخ : إيش هو الذي ما فيه مانع ؟
السائل : ما في مانع أن تبنى المكتبة !
الشيخ : المكتبة ؟
السائل : المكتبة الملحقة بالمسجد والدورات والحمامات للمسجد والمرافق هذه يقولون : لا مانع أن تبنى بالحديد والإسمنت ، إنما المسجد فقط يأتسى فيه بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعل أبي بكر وعمر .
الشيخ : يا أخي ما اختلفنا ، فعل أبي بكر وعمر يدل على ماذا ؟
الطالب : على الأفضل .
الشيخ : على الوجوب ؟
السائل : على الأفضل ، ويقولون : هذا الأفضل ونريد أن نحيي هذه السنة .
الشيخ : طيب ، هؤلاء الذين يقولون : هو الأفضل ، هل يتمسكون بكل شيء هو الأفضل ؟
السائل : والله هم متمسكون تمسك والله على خير والله أعلم .
الشيخ : الله أعلم مستحيل .
السائل : ثم يا شيخ !
الشيخ : الله أعلم مستحيل .
السائل : هم قالوا : اسأل الشَّيخ ناصر والشيخ مقبل ، واسأل المشايخ في هذه المسألة ، ثم الآن ما أنفقوا ، قالوا اسأل العلماء ، لأن هناك أناس يريدون التبرع للمسجد ، فهم كانوا على هذا الرأي وقالوا اسألوا المشايخ وأهل العلم ، فماذا يعني يجيبوا في هذا ، هم هذا طلبهم يا شيخ ، هم كانوا مستفتين ؟
الشيخ : سبق الجواب ، وليس عندي غير ما سمعت ، ولكني الآن أصرح فأقول : قولهم هذا أهو في كل بلد أم في بلاد النخيل ؟
السائل : والله في بلدهم هم يريدون فعل هذا الفعل ، ما سألتهم هذا السؤال ، الله أعلم .
الشيخ : يا شيخ ، يجب أن تسألهم حتى تعرف ضيق عَطَلهم ودائرة فكرهم ، محدودة جدًّا ، هؤلاء لا ينظرون إلى أبعد من أرنبة أنفهم ، هؤلاء يحصرون شريعة الله بأرض هم فيها . فإذا أردنا نحن أن نبني مسجدًا هنا ، نرسل إليهم ليرسلوا لنا جذوع النخيل ؟! أيش هذا الكلام ؟! إذا كان عندهم متيسر هذا الأمر ولا يحتاجون لدفع الحر والقر في الشتاء ، إلى مثل هذه السقوف التي نحن نتعاطاها اليوم ، فليفعلوا ذلك ما شاؤوا ، نحن معهم في عدم إدخال الزخارف إلى المساجد ، ونحن ننكر كل هذه الأبنية التي تبنى اليوم على نمطها المساجد . وننكر طريقة التوسعة في المسجدين في الحرم المكي والحرم المدني ، هذه كلها زخارف غير مشروعة ، ويعجبني هنا كلمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- التي رواها الإمام البخاري في صحيحه معلقًا ، قال للذي أمره بزيادة المسجد النبوي قال : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ " : وهذا أنا اتخذه حجة على جماعتك هؤلاء ، " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " ، أرأيت ؟ جمع بين دفع المفسدة وجلب المصلحة ، " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " . في بعض البلاد كمثل بعض البلاد العربية التي يغلب عليها الحرارة ، هم اعتادوا في مثل هذه المساجد التي تخللها الرياح والهواء ، لأنه إذا كان في الباطون يصير جحيم فيه بسبب أن هذا الباطون يحبس الحرارة إلخ . فقصدي أن أقول : أن عمر بن الخطاب حين ضم الزيادة نبه إلى القاعدة في بناء المساجد : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " : التحمير والتصفير زينة ، وهذا منهي عنه في بعض الأحاديث التي ذكرناها ، لكن المحافظة على الناس من الحرِّ والقَرِّ فهذا وسيلة ليتمكَّنوا أوَّلًا : من المحافظة على صحتهم ، وهذا داخل في مثل قوله - عليه السلام - : ( إن لجسدك عليك حقًّا ) والحديث معروف في الصحيح ، مِن حقِّ الجسد على صاحبه أن يدفع عنه شرَّ الحرِّ والقَرِّ ، فإذا ما بنوا مسجدًا كان هذا الحق قائمًا - أيضًا - في هذا المسجد ، فلا يوجد مانع أن يبني هذا مسجدًا بطريقة يكونون فيه مطمئنين بعبادتهم وصلاتهم وخشوعهم ، ولا يهتمون بأخذ المراوح وهم في أثناء الصلاة ، كلا ، وإنما يكون المسجد قد بني بطريقة ليس فيها الأحمر والأصفر وإلخ ، لكن أمنوا الحر والقر ، فالطريقة التي يتبناها هؤلاء كشيء لازم لا يحقق ما قاله عمر بن الخطاب : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ " ، وأنا أقول : إن ما فعله الرسول - عليه السلام - إنما فعل ما فعل لأن هذا الذي تيسر له ، فمن أين لهم أنه لو كان تيسر للرسول - عليه الصلاة والسلام - أعمدة من خشب مثلًا جاهزة مثل السرو وأمثال ذلك من الأشجار المعروفة ، وتيسر له مِن السقوف الخشبية كما كانوا يفعلون عندنا في سورية منذ عهد قريب : يمدون الخشب الرقيق ، وفوقه طين أحمر خليط بالتبن ، فهذا يدفع الحر ، أنا أعتقد لو كان هذا ميسورًا للرسول - عليه الصلاة والسلام - ما كان يتأخر عنه ، ويبنيه كما بنى مسجده الأول . ثم الرسول يا جماعة ليس كأمثالنا نحن اليوم ، فهو مشغول بتبليغ الدعوة ، هو لديه وقت في أن يبني مسجدا على مهل وتخطيط وعلى دراسة إلخ ؟! لا ، هو الآن يريد أن يجمع الناس في هذا المسجد بأقرب طريق ييسره الله - عز وجل - له ، لكن لو تيسر له مثل ما قال عمر بن الخطاب وهو الفاروق كما ذكرنا ، لا يقصر الرسول - عليه السلام - في ذلك ، لأنه جاء في الحقيقة كما نفتخر نحن معشر المسلمين على أصحاب الأديان الأخرى : أن من فضيلة الإسلام أنه جاء لتحقيق مصلحة المادة والروح في آن واحد ، هذا تمسك في هذا الجمود لا يحقق إلا الناحية المادية فقط ، أما الناحية الروحية التي أشار إليها عمر بن الخطاب : " أَكِنَّ الناس من الحرِّ والقَرّ ، ولا تُحمِّر ولا تُصفِّر " ، بلا شك أن هؤلاء أحد رجلين : إما أنهم لم يقفوا على أثر عمر ، وإما أنهم وقفوا عليه وركبوا رؤوسهم ، ومن هنا تأتي الفتنة والغرور ، أنه يعجبهم ما يرونه هم ، ولا يعجبهم ما قاله السلف أو ما فعله السلف ، هذا عمر يقول هذه الكلمة ، وذاك عثمان يبني المسجد بطريقته التي يسرها الله - عز وجل - له ، ومع ذلك يعودون إلى بناء المسجد على طريقة الرسول . طريقة الرسول ليس فيها ما يوحي بأنها عبادة مقصودة لذاتها ، وإنما هذا هو الذي تيسر له .
السائل : سنة عادة وليست سنة عبادة ؟
الشيخ : نعم سنة عادة ، هذا هو ، تيسر له هذا فقط .
السائل : الأخ يقول أن الصحابة عرضوا عليه المال والرسول رفض ؟
الشيخ : لا ، هذا حشو ، ليس في حديث : ( عريش كعريش موسى ) أنهم عرضوا عليه شيئًا من هذا ، لكنهم عرضوا عليه أن يرفعوا السقف قليلًا ، فقال لهم : ( عريش كعريش موسى ) .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 234
- توقيت الفهرسة : 00:00:00