كيف يُعرف العائن ؟
A-
A=
A+
السائل : تتمَّةً للسؤال السابق وسؤال آخر : كيف يُعرف العائن ؟ والسؤال التالي : ما فقه حديث ( استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان ) ؟ وهل يُستثنى من ذلك شيء ؟ هل يُستثنى من هذا الحديث شيء ؟
الشيخ : أما طريقة معرفة العائن فلا نعلم شيئًا مذكورًا في السنة ، وإنما يُرجع في ذلك إلى القرائن . إن القصة التي أشرت إليها آنفًا تتعلق برجلين اثنين خرجا إلى البرية ، فنزل أحدهما في بحيرة بعد أن تعرَّى ببدنه الأعلى ، فلما رآه صاحبه قال : ما رأيت مثل اليوم قط ، أعجبه حسن بدنه وربما بياض لونه ، فما كاد هذا أن يتمَّ كلامه إلا والرجل تلبَّط واضطرب في الماء في البحيرة ؛ حتى كاد أن يغرق ، ثم خرج أو أُخرج ، فذهب أهله إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحكوا له القصة فقال : ( من تظنُّون فيه ؟ ) . قالوا : فلان الذي كان معه ، فجيء به وأمره - عليه السلام - بما سبق ذكره آنفًا مع الإجمال الذي أشرتُ إليه ، فهذه القرينة هي التي عيَّنت أن العائن هو الذي كان معه ، أما غير هذه القرائن فلا نعلم في السنة ما يُحدِّد العائن .
لكن بهذه المناسبة يبدو أن بعض الناس يشتهرون بينهم بالإصابة بالعين ، ولذلك فقد ذكر بعض الفقهاء حكمًا ولا نراه مشروعًا ؛ لأنه لم يرد في السنة ، ومع ذلك ففيه تعطيل آلة البصر ، فقد ذكروا أن من عُرف بأنه يُصيب بعينه يُؤتى بحديدة فتحمى بالنار ، ثم تُقرَّب هذه الحديدة إلى عين العائن حتى ينطفي نورها ، وبانطفاء نورها يذهب هذا السحر الموجود في عين العائن .
قد جاء في بعض كتب الحنفية وهذا الحكم بطبيعة الحال لا يُمكن أن يُطبَّق لو كان مشروعًا إلا في من كان مشهورًا بالإصابة بالعين ، وسمعت شقيقًا لي لما كنا في بلاد في بلادنا الأصلية ألبانيا كان له صاحب يقول لأخي : تعال بنا نخرج نصطاد العنب ، كانت البلاد هناك في ألبانيا البيوت هناك غير هذه البيوت التي غلبَ علينا فيها تقليد الإفرنج ، كانت فعلًا بيوتًا إسلامية ؛ حيث ليس هناك نافذة ممكن أن تُطل منها المرأة بحيث لا تُرى ، ولو كانت هذه النافذة لها نوع من الشَّبك كالقفص له عيون يرى من كان وراءه من يمرُّ في الطريق ، أو من يطرق الدار ، وهذا موجود في جدة إلى الآن كآثار قديمة ، حتى هذه النوافذ لم تكن ، كانت البيوت نوافذها تطلُّ على باحاتها فقط ، ثم كانت الجدر عالية ومرتفعة ، ويزرعون هناك أشجار الأعناب ولا أقول الكروم ؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يُسمِّينَّ أحدكم العنب كرمًا ، فإنما الكرم قلب الرجل المؤمن ، ولكن ليقل : الحَبَلة الحَبَلة أو عرائش الأعناب ) ، فكانوا يزرعون هذه العرائش في بيوتهم بكثرة ، ويرفعونها حتى تعلو الجدار العالي ، فتتدلَّى أغصانها على الشارع على الطريق ، ثم بالتالي إذا ما عقدت وحملت يتبيَّن فيها العنب حينما يحين وقت قطافها ، فكان صاحب أخٍ لي يقول له : هيا بنا نصطاد العنب ، كيف ؟ كان مجرَّد أن يوجِّه عينه إلى العنقود الذي يُعجبه وكأنما قطعه بالمقصِّ ، فالظاهر أن هناك ناس يُعرفون بالتجربة أنه عائن ؛ مثلًا قد يكون هناك مجلس من النساء خاصة فيكون ولد صحته جيدة ، وليس فيه من عين ومن مرض ، وإذا به ينقلب رأسًا على عقب ؛ فيظنُّون في إحدى الجالسات ، وتصبح الأصابع تُشار إليها ، فإذا تكرَّر حضورها في مجلس آخر مرارًا وتكرارًا صارت مشهورة بأنها عائنة ، فيجب حينذاك أن تُحصَّن الأولاد الصغار والبنات الصغار بما كان نبيُّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - يرقي الحسن والحسين بقوله : ( أُعيذكما بكلمات الله التامة من كلِّ شيطان وهامَّة ، وعين لامَّة ) .
فإذًا لا نستطيع أن نتخذ طريقة معيّنة لتمييز العائن من غيره إلا إن كان مشهورًا بالإصابة .
الشيخ : أما طريقة معرفة العائن فلا نعلم شيئًا مذكورًا في السنة ، وإنما يُرجع في ذلك إلى القرائن . إن القصة التي أشرت إليها آنفًا تتعلق برجلين اثنين خرجا إلى البرية ، فنزل أحدهما في بحيرة بعد أن تعرَّى ببدنه الأعلى ، فلما رآه صاحبه قال : ما رأيت مثل اليوم قط ، أعجبه حسن بدنه وربما بياض لونه ، فما كاد هذا أن يتمَّ كلامه إلا والرجل تلبَّط واضطرب في الماء في البحيرة ؛ حتى كاد أن يغرق ، ثم خرج أو أُخرج ، فذهب أهله إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحكوا له القصة فقال : ( من تظنُّون فيه ؟ ) . قالوا : فلان الذي كان معه ، فجيء به وأمره - عليه السلام - بما سبق ذكره آنفًا مع الإجمال الذي أشرتُ إليه ، فهذه القرينة هي التي عيَّنت أن العائن هو الذي كان معه ، أما غير هذه القرائن فلا نعلم في السنة ما يُحدِّد العائن .
لكن بهذه المناسبة يبدو أن بعض الناس يشتهرون بينهم بالإصابة بالعين ، ولذلك فقد ذكر بعض الفقهاء حكمًا ولا نراه مشروعًا ؛ لأنه لم يرد في السنة ، ومع ذلك ففيه تعطيل آلة البصر ، فقد ذكروا أن من عُرف بأنه يُصيب بعينه يُؤتى بحديدة فتحمى بالنار ، ثم تُقرَّب هذه الحديدة إلى عين العائن حتى ينطفي نورها ، وبانطفاء نورها يذهب هذا السحر الموجود في عين العائن .
قد جاء في بعض كتب الحنفية وهذا الحكم بطبيعة الحال لا يُمكن أن يُطبَّق لو كان مشروعًا إلا في من كان مشهورًا بالإصابة بالعين ، وسمعت شقيقًا لي لما كنا في بلاد في بلادنا الأصلية ألبانيا كان له صاحب يقول لأخي : تعال بنا نخرج نصطاد العنب ، كانت البلاد هناك في ألبانيا البيوت هناك غير هذه البيوت التي غلبَ علينا فيها تقليد الإفرنج ، كانت فعلًا بيوتًا إسلامية ؛ حيث ليس هناك نافذة ممكن أن تُطل منها المرأة بحيث لا تُرى ، ولو كانت هذه النافذة لها نوع من الشَّبك كالقفص له عيون يرى من كان وراءه من يمرُّ في الطريق ، أو من يطرق الدار ، وهذا موجود في جدة إلى الآن كآثار قديمة ، حتى هذه النوافذ لم تكن ، كانت البيوت نوافذها تطلُّ على باحاتها فقط ، ثم كانت الجدر عالية ومرتفعة ، ويزرعون هناك أشجار الأعناب ولا أقول الكروم ؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يُسمِّينَّ أحدكم العنب كرمًا ، فإنما الكرم قلب الرجل المؤمن ، ولكن ليقل : الحَبَلة الحَبَلة أو عرائش الأعناب ) ، فكانوا يزرعون هذه العرائش في بيوتهم بكثرة ، ويرفعونها حتى تعلو الجدار العالي ، فتتدلَّى أغصانها على الشارع على الطريق ، ثم بالتالي إذا ما عقدت وحملت يتبيَّن فيها العنب حينما يحين وقت قطافها ، فكان صاحب أخٍ لي يقول له : هيا بنا نصطاد العنب ، كيف ؟ كان مجرَّد أن يوجِّه عينه إلى العنقود الذي يُعجبه وكأنما قطعه بالمقصِّ ، فالظاهر أن هناك ناس يُعرفون بالتجربة أنه عائن ؛ مثلًا قد يكون هناك مجلس من النساء خاصة فيكون ولد صحته جيدة ، وليس فيه من عين ومن مرض ، وإذا به ينقلب رأسًا على عقب ؛ فيظنُّون في إحدى الجالسات ، وتصبح الأصابع تُشار إليها ، فإذا تكرَّر حضورها في مجلس آخر مرارًا وتكرارًا صارت مشهورة بأنها عائنة ، فيجب حينذاك أن تُحصَّن الأولاد الصغار والبنات الصغار بما كان نبيُّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - يرقي الحسن والحسين بقوله : ( أُعيذكما بكلمات الله التامة من كلِّ شيطان وهامَّة ، وعين لامَّة ) .
فإذًا لا نستطيع أن نتخذ طريقة معيّنة لتمييز العائن من غيره إلا إن كان مشهورًا بالإصابة .