كلام الشيخ على حكم استعانة المسلمين بالكفار لصد هجوم صدام حسين على الكويت .
A-
A=
A+
الشيخ : فإذا نظرنا إلى هذا الواقع المؤلم والاعتراف الذي لا يسعنا إلا أن نعترف به ألا وهو أن الدولة السعودية لا تستطيع بما عندها من جيش منعّم ومرفه وما دخل معركة في حياته كلها ولا تمرّس بمثل هذا القتال المرير في الصحراء إذن هل هذا عذر لها ؟ نقول لا لأن الشعب المسلم إن لم نقل الجيش المسلم لا يفترض عليه أن يكون في عدده وعدته ليدفع صولة عدوه على أرضه بمثله عددا وعدّة والتاريخ الإسلامي يشهد بمثل هذا خاصة التاريخ الأول الأنور ولكن مع ذلك كان من الواجب في اعتقادي على الدولة السعودية وعلى الأمراء والعلماء أن يكونوا يدا واحدة وأن يطبقوا أمر الله بأن ينفروا كافة ثم أن يضاف إلى ذلك بدل أن تستعين السعودية بالدول الكفرية تستعين بالدول الإسلامية وأنا على يقين بأن إن استعانت فقد تجد قد تجد وأعني ما أقول وفي الغالب لا تجد لماذا لأن هذه الدول مستعمرة سياسيًّا هي مستعمرة لا تستطيع أن تعمل عملًا على خلاف سيد الدول آنيًا وهي أمريكا ومع الأسف لذلك هي علمت واقع الأمر أعني السعودية فلذلك لم تتقدم لا للصلح الشرعي ولا لمقاتلة الباغي لكن من الذي تقدّم تقدمت أمريكا للمحافظة على مصالحها وكان من سياستها أن أوحت إلى الدولة السعودية أن تتظاهر بأنها تستعين لدفع الضرر الأكبر عنها لأن ضرر الجيش البعثي على جيش التوحيد كما يقولون أضر وأشر من ضرر الأمريكان نحن نقول كان الواجب أن تعمل الدولة السعودية استطاعتها ثم إن هزمت لا سمح الله فيكون لها عذرها عند الله - عز وجل - أما رأسًا تستسلم للعجز ولمخالفة الأوامر الإلهية على شتى أنواعها وأشكالها وتستعين وأقول تتظاهر بالاستعانة لكن الأمر هو أمر بيّت بليل وقيل للدولة السعودية ليس عليك إلا أن تخضعي لدخول الأمريكان في الخليج وفي كثير من الأراضي السعودية أكثر من ذي قبل ثم بدأت بدأت الفتاوى تترا لتأييد هذا العمل أنا أعتقد كان أصح وأشرف أن يقال ما نستطيع إلا هذا أما أن يأتوا إلى النصوص الشرعية وأن يتأوَّلوها وأن يعطلوا دلالاتها الصحيحة وتصبح هذه التآويل عقيدة لطوائف كثيرة من المسلمين هذا شر أكبر من العجز عن مقاومة لا أقول صدام عن مقاومة أمريكا علماء المسلمين حتى في المذهب الحنبلي عالجوا موضوع الاستعانة بالكافر فاختلفوا منهم من قال يجوز ومنهم من قال لا يجوز والقول بعدم الجواز هو الذي جاء فيه الحديث صريحًا بالإضافة إلى أن هذا عدم الجواز يتأيد بنصوص كثيرة وكثيرة جدًّا منها : نهي رب العالمين في أكثر من آية في القرآن الكريم عن موالاة الكفار ومن العجب أن مشايخ السعوديين هم أكثر علماء الإسلام في التنديد بتحذير عن استعانة المسلم بالكافر وعن تولي المسلمين للكافرين والآية من أشهر ما يعلم عند المسلمين (( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )) ليت شعري كما يقولون أي تولي أظهر وأخطر من إدخال الكفار إلى بلاد الإسلام دون إراقة دم هذا أكبر تولي هذا بالإضافة إلى ما قد يترتب من وراء ذلك من إفساد أخلاق قسم كبير من سكان تلك البلاد لأن التقليد اليوم أعمى قلوب كثير من المسلمين ولو كان المقلدون بعيدين عن بلادهم فكيف لا يتأثرون بتقليدهم إذا كانوا في عقر دار المسلمين فأقول علماء المسلمين اشترطوا الذين أجازوا الاستعانة اشترطوا أن تكون القوَّة وأن تكون الغلبة للمسلمين الذين يستعينون بالكافرين وهذا لو لم يكن هناك شرعًا .
الطالب : الموجزين شيخنا .
الشيخ : أقول الموجزين ، قلنا إنهم طائفتان طائفة منعوا بناء على الحديث وطائفة جوّزوا لكن اشترطوا هذا الشرط المعقول أن تكون الغلبة والكثرة والدولة للمسلمين وهذا لا شك لأمن انقلاب داخلي من الجيش المستعان به على الجيش المستعين به فإذًا الذين استعانوا بالكفار خالفوا علماء المسلمين جميعًا وأنا أقول الحقيقة ليس لهم عذر إلا ادعاء الضرورة وقد سبق الجواب عن الادعاء أن هناك ضرورة لأنهم لم يأخذوا بالأسباب التي تحول بينهم وبين أن يقعوا فيما يضطرهم أن يأخذوا بالمحرم شرعًا .
الطالب : الموجزين شيخنا .
الشيخ : أقول الموجزين ، قلنا إنهم طائفتان طائفة منعوا بناء على الحديث وطائفة جوّزوا لكن اشترطوا هذا الشرط المعقول أن تكون الغلبة والكثرة والدولة للمسلمين وهذا لا شك لأمن انقلاب داخلي من الجيش المستعان به على الجيش المستعين به فإذًا الذين استعانوا بالكفار خالفوا علماء المسلمين جميعًا وأنا أقول الحقيقة ليس لهم عذر إلا ادعاء الضرورة وقد سبق الجواب عن الادعاء أن هناك ضرورة لأنهم لم يأخذوا بالأسباب التي تحول بينهم وبين أن يقعوا فيما يضطرهم أن يأخذوا بالمحرم شرعًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 225
- توقيت الفهرسة : 00:00:00