مقدمة فيها الثناء على الشيخ الألباني والحث على الأخذ من علمه
A-
A=
A+
الطالب : إخواني إنها لفرص نادرة تسنح لنا أن نلتقي مثل هذا اللقاء ونحن على منهج في الحق سواء إن شاء الله لا نريد ما يريد الناس بعلمهم وإنما نريد خيري الدنيا والآخرة ، يقرِّبنا إلى الله - تبارك وتعالى - ويزلفنا من جنَّته وينيلنا ثوابه إن شاء الله في الآخرة وهي الحيوان كما قال الله - تبارك وتعالى - : (( وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ )) ، ومن هنا أقول بأن وجود شيخنا في بلد لا أقول ونحن قريبون منه ولكن لو كان في قارة شاسعة الأطراف وكان عند غير الناس من أهل بلادنا أو من غير أهل بلادنا لكان حريًا لهم أن يسعوا إليه وأن يغرفوا من علمه وأن ينالوا مما أفاء الله عليه من بركة السنة المطهرة التي لا نعلم في زماننا هذا من حذقها وأحاط علمًا بأسانيد الرجال وقدرة على تمييز الضعيف من الحسن والصحيح ومعرفة مراتب الحديث علوًّا ونزولًا إلى غير ذلك من علوم السنة المطهرة ما نعلم من شيخنا والحمد لله وإذا كان الناس من بعيد يزهدون في علم الشَّيخ لا لأنه علم فحسب ولكن لأنهم أعجز من أن يحملوا هذا العلم في عقولهم فيقعوا فريسة له في الحق ونحن والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات لا نعلم من أنفسنا إلا أننا نحبُّ الحقَّ ونسعى إليه ونُجهد أنفسنا مهما استطعنا في سبيل الوصول إليه والعمل به والتحقق منه وإذا كان شيخنا جزاه الله خيرًا وأطال في عمره وبارك في سعيه ونفعنا بعلمه والمسلمين عامة وهو موجود بين أظهرنا في بلدنا هذا الطيب إن شاء الله إذا كان الأمر كذلك فنحن ينبغي أن نكون أحرص ما يكون على تحصيل ما نقدر عليه وتطيقه عقولنا وقلوبنا معًا وقد قلت مرارًا وتكرارًا بأن وجود الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني في الأردن هو نعمة أفاء الله بها على الأردن وأهله ، فهنيئًا لنا نحن أهل الأردن ما أفاء الله به علينا من وجود شيخنا وأستاذنا وحبيبنا ومقدّمنا ومقدّم أهل العلم في زماننا هذا ، ولا نغلو في ذلك ولا نتجاوز الحقيقة ، بل نحن نقصر عنها ، ولا نقول أكثر ، بل نغمط الشيء حقَّه إذا قلنا فيه أقل من ذلك ، وهو حقيق لأكثر وأكثر مما ذكرت ، والناس يُعرفون بآثارهم ، وشيخنا - حفظه الله وأطال في عمره وأمدَّ في حياته وبارك في سعيه - هو مَن هو فيما نعلم ويعلم الناس عنه ، فنسأل الله - تبارك وتعالى - أن يزيدنا تمسُّكًا بالسنة وسعيًا في العمل بها ، وأن يجعل قلوبنا موصولة بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسبابها ومن أعظم أسبابها في زماننا شيخنا - حفظه الله ورعاه - ، وأودُّ هنا أن أقول لإخواني بأن شيخنا في هذه الأيام وقبل هذه الأيام بمدة ليست بالقصيرة هو مشغول بما عنده من ثروات طائلة من ثروات طائلة من العلم يخرج كنوزها ويقدمها للمسلمين كافة في أرجاء الأرض بل ولغير المسلمين كذلك ذلكم أن هذا العلم في هذا الزمان المتفرّد به قليلون والساعون إليه قليلون والمجدّون السير إليه قليلون فنسأل الله أن نكون من هؤلاء القليلين الذين يسعون لهؤلاء القليلين ويأخذون أنفسهم بجهاد هؤلاء القليلين إن شاء اللهومن هنا أقول حرصنا على أن نأخذ ما نأخذ إلا لشيء واحد فقط هو أننا نعلم بأن هذا العلم هو الذي يقوّم العقول وهو الذي يثبت القلوب وهو الذي يربو به العلم في الصدور وهو الذي يجعل الإنسان قادرًا على تمييز الحق من الباطل وتستبين له طرائق الرشد ويعرف بها خطو النبي - صلى الله عليه وسلم - ليسلك سبيله من ورائه ولعل لنا في هذا الحديث إن أذن لنا شيخنا أن نورد حديثًا أمامه وهو أن النبي - عليه الصلاة والسلام - عندما سأل أصحابه : ( أي المؤمنين أعجب ؟ ) . فقالوا . أو : ( أيُّ المؤمنين أعجب ؟ ) . فقالوا : الأنبياء . فقال : ( وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم ؟ ) . قالوا : نحن أول . قالوا : الملائكة . قال : ( ما لهم لا يؤمنون وهم عند ربِّهم ؟! ) . ثم قالوا : الأنبياء . قال : ( ما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم ؟ ) . ثم قالوا : نحن يا رسول الله . قال : ( وما لكم لا تؤمنون وأنا بينكم أو فيكم ؟! إنما أعجب الناس إيمانًا قوم يأتون من بعدكم يؤمنون بما في هذه الصحف ) ، فنسأل الله أن نكون منهم والآن أدع المقال أو المقام لشيخنا وأستاذنا لعله يفيء علينا مما أفاء الله عليه ولنكن بحق وصدق إن شاء الله تلامذة خير وهدى وبرور وجزاك الله عنا خير .
الشيخ : بارك الله فيكم جميعًا .
الشيخ : بارك الله فيكم جميعًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 223
- توقيت الفهرسة : 00:00:00