من أمثلة شرك الصفات: وصف النبي صلى الله عليه وسلم بعلم الغيب - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من أمثلة شرك الصفات: وصف النبي صلى الله عليه وسلم بعلم الغيب
A-
A=
A+
الشيخ : من هذه الصفات - مثلًا - صفة الاطلاع على ما في القلوب علَّام الغيوب ، الاطلاع على المغيبات هذه كما قال - تعالى - : (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )) فالله - عز وجل - هو وحده عالم الغيب فلا أحد يعلم الغيب فلما كان ربنا - عز وجل - من صفاته أنه متفرد بعلم الغيب فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله حقًّا أن يعتقد بأن بشرًا حتى ولو كان هو الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان يعلم الغيب لا يجوز هذا القول أن هذا إشراك في الصفات كيف يكون المسلم وهو يناشد ربه - تبارك وتعالى - أو يناديه ويتقرّب إليه وإذا به تزلّ به لسانه فيقول مخاطبا نبيه - عليه الصلاة والسلام - بقوله :

" فإنَّ مِن جُودِكَ الدُّنيا وضرَّتَها *** وَمِن علومِك علمُ اللَّوحِ والقَلَمِ "

كيف يقول هذا الكلام مسلم يقرأ قول الله - عز وجل - في القرآن على لسان الرسول - عليه الصلاة والسلام - : (( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ )) ، (( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ )) كيف يقول هذا الشعر كيف يكون المسلمون لا يزالون حتى اليوم ينشدون هذا الشعر ليس هكذا تبسطا وإنما تقربا إلى الله - عز وجل - وليس هذا فقط بل هم يتلون هذه الأبيات على ماء ليشفى المريض فيشفى ببركة ببركة ماذا ببركة هذا الشرك الصريح في هذين البيتين :

" فإنَّ مِن جُودِكَ الدُّنيا وضرَّتَها *** وَمِن علومِك علمُ اللَّوحِ والقَلَمِ "

ما هو علم اللوح والقلم ؟ لقد شرح ذلك الرسول - عليه السلام - بقوله : ( أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى اليوم القيامة ) فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زعم هذا الشاعر يعلم ما في اللوح المحفوظ مما جرى به القلم وليس هذا فقط لأنه قال :

" وَمِن علومِك علمُ اللَّوحِ والقَلَمِ "

من هذه تبعيضية ؛ أي : مِن بعض علومك علم اللوح والقلم كيف يقول هذا مسلم وهو يقرأ تلك الآية وهو ربما يقرأ في " صحيح البخاري " أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قلت يقرأ في القرآن لكن قلت ربما يقرأ في " صحيح البخاري " تحفَّظت وعمدًا فعلت ، لأننا مع الأسف منذ سنين طويلة قلّ من يقرأ في كتب السنة فلا جرم كان ذلك سببًا واضحًا لابتعاد الناس عن الاحتفاظ بجذور السنة فقد جاء في السنة الصحيحة في " صحيح البخاري " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرّ بجارية من جواري الأنصاري وهي تنشد فقالت من جملة ما قالت : " وفينا نبيٌّ يعلم ما في غَدِ " ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يعلم الغيب إلا الله ) اسمعوا رسول الله يسمع جارية تقول " وفينا نبي يعلم ما في غدي " فينكر الرسول - عليه السلام - ذلك عليها بقوله : ( لا يعلم الغيب إلا الله ) فليت شعري لو أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سمع ذلك الشعر :

" وَمِن علومِك علمُ اللَّوحِ والقَلَمِ "

أليس كان يقول ( لا يعلم الغيب إلا الله ) يسبح بها عشرات المرات يكرِّرها تبرُّءًا من هذا الشرك شرك الصفات لا شك التفت الرسول للجارية وقال لها : ( دعي هذا ، وقولي ما كنت تقولين ) ؛ يعني قبل ذلك من النشيد من الشعر الذي لا إخلال فيه بتوحيد الصفات ، أما قولك وفينا نبي يعلم ما في غدي فهذا شرك لأنك وصفت علم الغيب الذي اختَصَّ به ربنا - عز وجل - وحده إلي ولا يعلم الغيب إلا الله - تبارك وتعالى - .

مواضيع متعلقة