قال تعالى : (( ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام )) وهناك آيات أخرى ذكرت بأن السماوات خلقت في يومين والأرض في يومين وقدر الله الأقوات في أربعة أيام فأصبح المجموع ثمانية أيام فكيف نزيل هذا الإشكال ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قال تعالى : (( ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام )) وهناك آيات أخرى ذكرت بأن السماوات خلقت في يومين والأرض في يومين وقدر الله الأقوات في أربعة أيام فأصبح المجموع ثمانية أيام فكيف نزيل هذا الإشكال ؟
A-
A=
A+
السائل : سائل يسأل يا شيخي عن بعض آيات في كتاب الله منها قوله - تبارك وتعالى - : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ )) ، وآيات أخرى منها ذكر أن الأرض خلقت في يومين والسماوات في يومين وآيات أخرى تقول أن الله - عز وجل - قدّر الأقوات في أربعة أيام فيقول هذا السَّائل أن هنا أصبح ثمان أيام والآية ذكرت ستة أيام فنريد إزالة هذا الإشكال عند هذا السَّائل تفضلوا بارك الله فيكم .

الشيخ : أقول - وبالله المستعان - : أن الإجابة عن هذا السؤال أو عن هذا الإشكال إنما ينبني على ملاحظة الإجمال في هذه الأيام بالتفصيل على نحو الذي كنت أجبت به ... على مشكاة على حديث مسلم : ( خَلَقَ اللهُ التربةَ يوم السبت ) إلى آخر الحديث ، ومجموع هذه الأيام سبعة فتوهم كثير من المتقدمين والمتأخرين أن هذا الحديث منكر لمخالفته لنصِّ القرآن الكريم الذي ذكرته في مطلع سؤالك حيث أن الله - عز وجل - صرّح بأنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام فكيف هنا يقال هذا التفصيل أن مجموع الأيام سبعة فكان جوابنا وهو جواب عن هذا السؤال أن العدد في القرآن هو عدد يتعلق بتفصيل ما أجرى الله - عز وجل - من خلق ومن تجديد فيما خلق من السماوات والأرض فنحن نرى في هذا الحديث الصحيح : ( خَلَقَ التُّربةَ يوم السَّبت ) لا يعني خلق الأرض يوم السبت لأنه خلق الأرض في يومين ، لكن خلق من الأرض تربتها وترابها ، فترابها خلقه - عز وجل - يوم السبت ، ثم التفصيل الذي يلي هذا اليوم خلق الشجر خلق المكروب خلق كذا كل هذه التفاصيل ليس لها علاقة بالست أيام التي خلق الله - عز وجل - فيها السماوات والأرض وإنما هذه أيام أخرى تضاف إلى الستة أيام ، الست أيام خلق إجمالي خلق إجمالي والسبعة أيام خلق تفصيلي يتعلق بالأرض .

الطالب : بالأرض نعم .

الشيخ : التي خلقت بنصِّ القرآن في يومين ولذلك فهذا الجمع الذي يخطر في بال السَّائل هذا خلط بين أيام الست التي خلق الله - عز وجل - فيها السماوات والأرض خلقا مجملًا ثم ما زاد عن هذه الست أيام كما في آية الأرض في يومين وكما في الحديث في سبعة أيام لا منافاة حين ذاك إذا فصلنا بين الأيام الست ففهمناها أنها خلقٌ مجمل وبين الأيام الأخرى سواء ما ذُكر منها في القرآن أو ما ذُكر في الحديث الصحيح السابق الإشارة إليه عن رسول الله - عليه السلام - تلك أيام أخرى غير أيام الست هذا هو الجواب .

السائل : الله يجزيكم الخير يا شيخ .

الشيخ : (( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )) .

الطالب : جميل .

الشيخ : هذا الدحو .

مواضيع متعلقة