ما الحكم الشرعي في معاملة أهل البدع ؟ وهل يجوز هجرهم هكذا على الإطلاق ؟ وهل هجر العصاة والمبتدعة وتاركي الصلاة مجد في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الحكم الشرعي في معاملة أهل البدع ؟ وهل يجوز هجرهم هكذا على الإطلاق ؟ وهل هجر العصاة والمبتدعة وتاركي الصلاة مجد في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الأول ما الحكم الشرعي بالنسبة لمعاملة أهل البدع أو هل هجر أهل البدع أصل أم هو أمر طارئ ؟

الشيخ : أعانكم الله يا معشر السعوديين لقد فوجئتم بأفكار وآراء عجيبة وغريبة ... ، قلت آنفًا أعانكم الله معشر السعوديين لماذا ؟ لأن كلما جلسنا مجلسًا كهذا مع بعض إخواننا كان من جملة الأسئلة التي تطرح هو هذا السؤال ، هذا دليل أنكم مشغولون الآن بما لم تكونوا من قبل به مشغولين ، فأنا أقول بهذه المناسبة أخونا أبو عبد الرحمان العماني .

الطالب : نعم شيخ .

الشيخ : يسلم عليكم قبل ساعة ونصف تقريبا ساعتين اتصل بي عمان .

الطالب : جزاك الله خير .

الشيخ : الشيء بالشيء يذكر .

الطالب : بارك الله فيك .

الشيخ : يقول هذا السَّائل وهذا من جملة الجواب بأن له قريبًا استقرض من البنك مهرًا لزوجته فهو بالرغم أنه نصحه لم يستجب لنصيحته فتزوج بهذا المهر فهو يسأل - نعم ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلًا ، فتح ؟ سمعتم صوت ؟ ألو فتح ؟ -قال ماذا نفعل ؟ نصحناه وما قبل النصيحة فهل نقاطعه ، فعملت له كلمة هي جواب لسؤالكم الآن ، المقاطعة شرعًا بلا شك وسيلة شرعية لتربية بعض الأفراد من الناس الذين يشذون عن الجادة ، لكن هذه المقاطعة وهذه الوسيلة الشرعية تفيد في مجتمع إسلامي ، يعني يغلب على أهله وعلى سكان البلد والصلاح والتقوى فحينما يهجر أحدهم لتأديبه وتربيته تفيد هذه المقاطعة وتعطي أكلها في أكثر الأحيان أما حينما يكون المجتمع كمجتمعنا اليوم الغريب الذي وصفه الرسول - عليه الصلاة والسلام - في بعض الأحاديث ووصف الصالحين فيه بقوله - عليه السلام - في الحديث المعروف في " مسند الإمام أحمد " وغيره : ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا ؛ فطوبى للغرباء ) . قالوا : مَن هم يا رسول الله ؟ قال : ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) ، حينما يكون المجتمع هكذا الصالحون فيه غرباء والطالحون فيه هم الأكثرية الساحقة هنا لا تفيد المقاطعة بل قد تضر ، هذا فيما إذا كان الذي يراد مقاطعته قد ترك أو ارتكب ذنبًا أو إثمًا معلوم من الإسلام بالضرورة . أما إذا ارتكب أمرًا ليس هذا القبيل بل قد يكون من الأمور التي اختلف فيها بين العلماء قديمًا وإن كان الخلاف لا يفيد في تحليل ما حرم الله - عز وجل - وإنما يفيد في تقديم عذر لمن قد يرتكب تلك المخالفة بحيث أنه لا يعتبر فاسقًا خارجًا على الحكم الشرعي لأنه يجد من يفتيه بجواز ذلك على هذا أقول : مقاطعة المبتدع أو صاحب البدعة هل هذا الشخص المقاطع الذي يُزعم بأنه صاحب بدعة أو هو مبتدع ، هل هو معروف عند علماء المسلمين بأنه كذلك هذا أوَّلًا ثانيًا هل تنفع مقاطعته وهذا كان أوَّلًا لكن الآن باعتبار المسألة تطورت فحينئذٍ أنا أقول هذا السؤال فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا به أوَّلًا ثم إذا كان ولا بد من توجيه مثل هذا السؤال فنحن نقول : دعوا مسألة مقاطعة تارك الصلاة فضلًا عمن دونه وحاولوا مناصحته وتوجيهه كما قال - تعالى - : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ؛ لذلك فمن البدع اليوم هو إثارة هذه المواضيع ، هذا ما عندي .

مواضيع متعلقة