كلمة الشيخ عيد عباسي، وكلامه عن حال الأمة الإسلامية اليوم من انحطاط وذلة وهوان، وأن كثيرا من الدعوات نهضت للإصلاح، وأن الدعوة السلفية هي الدعوة الوحيدة التي استطاعت أن تصلح بعض ما فسد.
A-
A=
A+
الطالب : ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أيها الإخوة نعيش في هذه الحياة وفي هذا العصر الذي تحيط بأمتنا فيه الأخطار من كل جانب أمتنا تعيش في الحضيض في التخلف في الانحطاط في الذل في الهوان في الانقسام والضعف والمصلحون مختلفون هذا يناديها يقول لها هذا هو الطريق والآخر يقول هنا سبيل النجاة والثالث يدعوها إلى سبيله الخاص يقول لها هلمي إلى ها هنا تختلف الدعوات وتتعالى الصيحات والكل يدّعي أنه هو المخلص وأن سبيله هو السبيل المنجي وفي هذا ترتفع راية الدعوة السلفية تدعو الناس إليها وتحاول جمعهم عليها تبين لهم أنه لا سبيل إلا السبيل الذي شرعه الله - عز وجل - لا خلاص إلا باتباع كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح كل سبيل إلا طريق الوحي فهو ضلال وكل راية تقول غير تحكيم الشرع فهي سراب هذا ربنا - تبارك وتعالى - يقول : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) ، (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )) ، (( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) ، الكل يحسُّ بمصداق هذه الآية الأزمات تتلاحق والنكبات تتوالى ، كلُّ ذلك مصداق قوله - تعالى - : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا )) وهناك جماعات كثيرة كلها تتصف بأنها تدعو للإسلام كلها تبين أن الإسلام طريق النجاة وهذه الدعوات والجماعات يمكن أن تصبح المسيطرة على الرأي العام وتصبح وتصبح هي المسيطرة والسائدة ولكن لا تنتهي المشكلة هنا آمنا بأن الإسلام طريق النجاة وأن شرع الله هو الحل ولكن شرع الله هذا هو عند الناس له مفهومات كثيرة كثيرًا من المفهومات كل منها يدعي أنه هو الذي يمثل الإسلام هناك الصوفية وطرقها هناك من يجعل العقل حكمًا وشرعًا ومرجعًا وهناك من يتبع شخصًا أو إمامًا وهناك من يفهم هذا الدين فهمًا حديثًا أو قديمًا هذه الفهوم المختلفة يجب أن يتفق على أيها الصواب فهنا في هذا الاختلاف وفي هذا التنازع ندعو إلى كلمة سواء نقول أيها المسلمون ما دمنا قد اتفقنا على أن الإسلام هو الحل فلنفكر في الأمر ما هو الإسلام لماذا جاءنا محمد - عليه الصلاة والسلام - هل أحد يشك أن المصدر الأول للإسلام كتاب الله لا يمكن أن يكون مسلما إذا شك في ذلك أليس كتاب الله - عز وجل - هو الذي يأمرنا باتباع سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واعتبارها حكمًا وحجة مثل الكتاب العزيز ونحن نقرأ في هذا الكتاب قوله - تبارك وتعالى - : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )) ؛ إذًا الكتاب والسنة حكم ومرجع ، لكن الاختلاف يأتي بعد ذلك هذا الكتاب وهذه السنة كيف نفهمها ما هو المفهوم الصحيح لها هنا نعرض نحن الجواب المختصر الذي تطمئنُّ إليه النفس ويطمئن إليه العقل هذا الكتاب والسنة جاءا بلغة العرب فلا يجوز أن يستغنى عن هذه اللغة في فهمهما وتفسيرهما وبيانهما وبعد ذلك هذه النصوص من الكتاب والسنة يجب إذا أردنا أن نفهم مسألة فيهما أو حكمًا فيجب أن نجمع كل النصوص ، ثم على ضوء ذلك نفهم الحكم الشرعي ثم هذه السنة كلنا يعرف أن منها الصحيح وأن منها الضعيف فلا مناص من أن نحكِّم السنة الصحيحة فقط ونعرض عن الضعيف وما لم يصح وبعد ذلك نستعين بشرح العلماء وأقوال المفسرين والأئمة الذين يعتد بهم خلال تاريخ المسلمين ومن هذه الأسس التي تحدد المفهوم الصحيح للإسلام أن نرجع إلى فهم السلف الصالح وهذا الذي يميز الدعوة السلفية عن غيرها إنها تقيم للسلف الصالح وزنا أي وزن تجعل فهم السلف الصالح هو المرجع عند الخلاف إذا اختلف في فهم حكم ما أو نص ما من هم السلف الصالح نحن لا نغالي في قدرهم فهذا القرآن الكريم مملوء بالثناء العاطر عليهم لبيان أنهم خير الناس الله - عز وجل - أثنى عليهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي مدحهم وبين أنهم خير أجيال البشرية قاطبة بعد الأنبياء عليهم السلام هؤلاء الذين تربوا على أيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوا نزول الوحي كانوا أفصح الناس وأعربهم وأقربهم إلى الحق وإلى الفهم وإلى العلم هؤلاء السلف الصالح ألا يجب على كل مسلم أن يعطيهم قدرهم الذي أعطاهم إياه الله - عز وجل - ورسوله - عليه الصلاة والسلام - .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 208
- توقيت الفهرسة : 00:00:00