بيان الشيخ لأقسام المفطرات وشرحها، المفطرات المادية والمفطرات المعنوية .
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا أذكر بمثل هذه المناسبة بيانا لا تتعرض عادة كتب الفقه المعروفة فضلًا عن كتب الحديث التي قل ما تتعرض لبيان الأحكام الشرعية بالتفصيل الذي يذكر عادة في كتب الفقه فأقول إن المفطرات قسمان مفطرات مادية ومفطرات معنوية المفطرات المادية هي التي يدور حولها الفقه التقليدي كتب الفقه كلها يذكرون المفطرات المادية أما المفطرات المعنوية وهو القسم الثاني وهو في رأيي من حيث تحقيق الغاية التي من أجلها شرع الله - تبارك وتعالى - الصيام هذه المفطرات المعنوية أخطر من المفطرات المادية أعني بالغاية ما ختم الله - عز وجل - بها آية الصيام حينما قال في القرآن : (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) لماذا ؟ (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) إذن الصيام ليس فقط ليحرّم المسلم على نفسه ولو طاعة لربه الطعام والشراب فقط لا وإنما عليه أن يحرّم على نفسه ما هو محرم عليه في غير شهر الصيام - أيضًا - (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) وقد أوضح هذا المعنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومنه استقيت هذه الإضافة من المفطرات المعنوية ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن لم يدَعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدَعَ طعامه وشرابه ) ، ( مَن لم يدَعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدَعَ طعامه وشرابه ) ، وهذا الحديث يؤكد المعنى الذي أشار إليه ربنا - تبارك وتعالى - في خاتمة الآية السابقة : (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) الله أي تبتعدون عن تعاطي ما حرم الله عليكم ليس فقط مما ذكرنا من المفطرات المادية بل والمفطرات المعنوية الخلقية ( مَن لم يدَعْ قول الزور ) الزور ( والعمل به ) هذه الأمور ومثلها كثير من المعاصي لا تذكر في باب المفطرات والحقيقة أنني ألاحظ هنا بعد هذا التقسيم الذي لا فرار منه بالنسبة لمن يتفقه في الدين من الاعتراف به لكنني ألاحظ شيئًا وهو أن العلماء أجمعوا على أن المفطرات التي تبطل صوم الصائم هي هذه المفطرات المادية هذا إجماع على خلاف بينهم في بعض المفطرات وهذا أمر آخر لا مجال للخوص فيه ولكنهم لم يذكروا مع هذه المفطرات المادية المفطرات التي سميتها بالمفطرات المعنوية أو الأخلاقية لماذا لأنه لا يوجد في الشرع ما هو صريح بأن الصيام يبطل بالزور بشهادة الزور والكذب ونحو ذلك من المعاصي فكان هذا رحمة من الله - عز وجل - بعباده من جهة لأنه لو كلفهم كما هو مذهب ابن حزم الحقيقة ابن حزم واسع الخطو جدًّا في إبطال الصيام بأقل معصية يعني واحد كذب كذبة سقط صيامه استغاب غيبة نم نميمة إلى آخره بطل صيامه أي هذا يدخل في باب التكليف بما لا يطاق والله - عز وجل - يقول : (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) ، فربنا - عز وجل - بحكمته نجد من ناحية قال على لسان نبيِّه ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) فهو حض المسلم الصائم أن يتقي الله في هذا الجانب أيضًا ، ولكن رحمة بعباده ما جعل هذه المفطرات المعنوية كالمفطرات المادية أي أنه يبطل الصيام وإلا لم يبقَ هناك صائم لكن المسلم الحريص على طاعة الله - عز وجل - عمليًّا لا يفرّق بين المفطرات المادية وبين المفطرات المعنوية عمليا من حيث أنه كما يجتنب المفطرات المادية أيضًا يجتنب المفطرات المعنوية وقد أكد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذا المعنى الذي ذكر في الحديث السابق بحديث آخر وهو عظيم جدًّا ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السَّهر والتَّعب ) أو ( النصب ) ؛ فإذًا إذا عرفنا هذا النوع من المفطرات بقسميهما .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 207
- توقيت الفهرسة : 00:00:00