حديث الشيخ عن غربة الصالحين بين المسلمين.
A-
A=
A+
الطالب : يا شيخ ، كلمة توجه إخواننا إن شاء الله تنصحهم الله يبارك فيك .
الشيخ : أما نصيحتي أظن هذه كافية إن شاء الله أن تتقوا الله - عز وجل - في أوامره وأن تتقوه في نواهيه ، ولكن هنا أمر - أيضًا - لا بد لي بمناسبة هذا الطلب أن أذكركم به لقد جاء في " صحيح مسلم " من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وهو كما تعلمون إن شاء الله أحد العشرة المبشرين بالجنة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) ، ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) ، من المقطوع عند عامة المسلمين فضلًا عن خاصتهم أن الإسلام بدأ بمحمد - عليه الصلاة والسلام - حينما أرسله الله بشيرًا ونذيرًا ، ثم بدأ يدعو الناس إلى توحيد الله وإلى عبادته وحده لا شريك له فاتبعه من كتب الله له أن يجعله من السابقين الأولين فآمنت به خديجة أم المؤمنين وأبو بكر وعلي بن أبي طالب وبلال الحبشي وهكذا بدأ الإسلام ينتشر ، لكنه بدأ بفرد واحد ألا وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم ثم أوذي المسلمون في مكة وأوذوا إيذاء شديدا ثم شرعت الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة المنورة ثم بدأ الإسلام يمكِّن الله - عز وجل - له في الأرض إلى آخر ما تعلمونه من أن الله - عز وجل - وطَّدَ للإسلام في البلاد في مشارق الأرض ومغاربها ، فأشار - عليه السلام - إلى أن الأمر سيعود القهقرى ، ( بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا ؛ فطوبى للغرباء ) ، ما معنى كلمة طوبى ؟ طوبى لها معنى لغوي ، ولها معنى شرعي ، طوبى أي : هنيئًا ، طوبى لك : هنيئًا لك ، بالتعبير العامي : " نيالك " ، ( فطوبى للغرباء ) هذا المعنى اللغوي هنيئًا لك . أما المعنى الشرعي فشيء لا يخطر في البال ، وإنما هو الإيمان بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو قوله : ( طوبى شجرة في الجنة ، يمشي الراكب تحت ظلِّها مئة عام لا يقطعها ) ، طوبى : شجرة في الجنة ،؟ يمشي الراكب المسرع تحت ظلِّها مئة عام لا يقطع هذا الظِّلَّ ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يبشِّر الغرباء بأن لهم الجنة لأنه حينما يقول له طوبى ؛ أي : في الجنة ، فَمَن كانت له طوبى كانت له الجنة . إن عرفنا هذه الفضيلة ونحن اليوم بلا شك في زمن الغربة الغربة متعددة الجوانب الغربة التي نحياها اليوم متعددة الجوانب ولكن الجانب الذي أريد أن أدندن حوله في هذه الأمسية المباركة إن شاء الله إنما هي غربة المسلم بين المسلمين الصالحين لا أريد أن أتحدث عن غربة المسلم بين المسلمين الفاسقين بين الذين شغلتهم الحياة الدنيا عن الآخرة فهم لا يصومون ولا يصلون ويرابون ويرتكبون المعاصي لا لا أريد الغربة بين هؤلاء وهذه قائمة ولا شك لكني أريد الغربة الخاصة بل أخص الغربة هي أنك تعيش في بيت مسلم أهله كلهم مسلمون ويصلون ويصومون وهم في أحسن ما يكونون ، ومع ذلك فأنت غريب بينهم كيف ذلك اسمعوا الآن جواب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما يتعلَّق بهذا النوع من الغربة ، قالوا : يا رسول الله ، مَن هم الغرباء ؟ قال : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، هذه الغربة بين الصالحين لأنك تصلي بين المصلين ،؟ لكن صلاتك غريبة ، لماذا ؟ لأنك تحاول أن تأتمر بالأمر الأول من الأحاديث الثلاثة بدأتكم بالحديث الأول : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فأنت حينما تصلي تصبح غريبًا في صلاتك بين أهلك في دارك فضلًا عن خارج الدار ، لماذا ؟ لأن أهل الدار عاشوا على نمط من العبادة لسان حالهم يقول : هكذا وجدنا آباءنا ، لكنَّ هذا المسلم قد قيَّضَ الله له مَن عرَّفَه بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو يأتمر بقوله : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فيصبح غريبًا في صيامه ، يصبح غريبًا في حجه ، يصبح غريبًا ، وهكذا ،؟ لهذا نحن ننصح بأن عليكم - معشر المصلين - أن تكونوا غرباء من هذه النوعية العليا ،؟ أن تكونوا محيين للسنة التي أماتَها الناس ، وقد ضربت لكم مثلًا آنفًا من السنة التي أماتها الناس ، وهي متابعة الإمام بآمين ، وقد خالفوها بمسابقة الإمام بآمين ؛ فإذًا أنت غريب بين هؤلاء الذين يخالفون أمره - عليه السلام - ويسابقون أئمة المصلين هذه الغربة العليا دونها غربة قلت ضربت لكم مثلًا بها وهي المسلمون الفسَّاق منهم والعصاة منهم هؤلاء قد أشار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث آخر حيث قيل له مرة أخرى : مَن هم الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ؛ مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) ، قد يكون الرجل تزوَّجَ منذ سنين بزوجة وهو يحيى معها حياة الجحيم دائمًا في خصام مبين ،؟ هو يريدها - مثلًا - أن تتحجَّب وأن تتجلبب بالجلباب الشرعي ، وهي تأبى عليه ؛ لأنها ترى جيرانها أو جاراتها لا يتجلببون ، وإنما يتبَرَّجون ، فهو إذًا في صراع ، فإذًا هو في جهاد ، فيصدق عليه قوله - عليه السلام - في تعريف الغرباء التعريف الثاني ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) بسم الله .
الشيخ : أما نصيحتي أظن هذه كافية إن شاء الله أن تتقوا الله - عز وجل - في أوامره وأن تتقوه في نواهيه ، ولكن هنا أمر - أيضًا - لا بد لي بمناسبة هذا الطلب أن أذكركم به لقد جاء في " صحيح مسلم " من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وهو كما تعلمون إن شاء الله أحد العشرة المبشرين بالجنة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) ، ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) ، من المقطوع عند عامة المسلمين فضلًا عن خاصتهم أن الإسلام بدأ بمحمد - عليه الصلاة والسلام - حينما أرسله الله بشيرًا ونذيرًا ، ثم بدأ يدعو الناس إلى توحيد الله وإلى عبادته وحده لا شريك له فاتبعه من كتب الله له أن يجعله من السابقين الأولين فآمنت به خديجة أم المؤمنين وأبو بكر وعلي بن أبي طالب وبلال الحبشي وهكذا بدأ الإسلام ينتشر ، لكنه بدأ بفرد واحد ألا وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم ثم أوذي المسلمون في مكة وأوذوا إيذاء شديدا ثم شرعت الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة المنورة ثم بدأ الإسلام يمكِّن الله - عز وجل - له في الأرض إلى آخر ما تعلمونه من أن الله - عز وجل - وطَّدَ للإسلام في البلاد في مشارق الأرض ومغاربها ، فأشار - عليه السلام - إلى أن الأمر سيعود القهقرى ، ( بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا ؛ فطوبى للغرباء ) ، ما معنى كلمة طوبى ؟ طوبى لها معنى لغوي ، ولها معنى شرعي ، طوبى أي : هنيئًا ، طوبى لك : هنيئًا لك ، بالتعبير العامي : " نيالك " ، ( فطوبى للغرباء ) هذا المعنى اللغوي هنيئًا لك . أما المعنى الشرعي فشيء لا يخطر في البال ، وإنما هو الإيمان بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو قوله : ( طوبى شجرة في الجنة ، يمشي الراكب تحت ظلِّها مئة عام لا يقطعها ) ، طوبى : شجرة في الجنة ،؟ يمشي الراكب المسرع تحت ظلِّها مئة عام لا يقطع هذا الظِّلَّ ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يبشِّر الغرباء بأن لهم الجنة لأنه حينما يقول له طوبى ؛ أي : في الجنة ، فَمَن كانت له طوبى كانت له الجنة . إن عرفنا هذه الفضيلة ونحن اليوم بلا شك في زمن الغربة الغربة متعددة الجوانب الغربة التي نحياها اليوم متعددة الجوانب ولكن الجانب الذي أريد أن أدندن حوله في هذه الأمسية المباركة إن شاء الله إنما هي غربة المسلم بين المسلمين الصالحين لا أريد أن أتحدث عن غربة المسلم بين المسلمين الفاسقين بين الذين شغلتهم الحياة الدنيا عن الآخرة فهم لا يصومون ولا يصلون ويرابون ويرتكبون المعاصي لا لا أريد الغربة بين هؤلاء وهذه قائمة ولا شك لكني أريد الغربة الخاصة بل أخص الغربة هي أنك تعيش في بيت مسلم أهله كلهم مسلمون ويصلون ويصومون وهم في أحسن ما يكونون ، ومع ذلك فأنت غريب بينهم كيف ذلك اسمعوا الآن جواب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما يتعلَّق بهذا النوع من الغربة ، قالوا : يا رسول الله ، مَن هم الغرباء ؟ قال : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، هذه الغربة بين الصالحين لأنك تصلي بين المصلين ،؟ لكن صلاتك غريبة ، لماذا ؟ لأنك تحاول أن تأتمر بالأمر الأول من الأحاديث الثلاثة بدأتكم بالحديث الأول : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فأنت حينما تصلي تصبح غريبًا في صلاتك بين أهلك في دارك فضلًا عن خارج الدار ، لماذا ؟ لأن أهل الدار عاشوا على نمط من العبادة لسان حالهم يقول : هكذا وجدنا آباءنا ، لكنَّ هذا المسلم قد قيَّضَ الله له مَن عرَّفَه بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو يأتمر بقوله : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فيصبح غريبًا في صيامه ، يصبح غريبًا في حجه ، يصبح غريبًا ، وهكذا ،؟ لهذا نحن ننصح بأن عليكم - معشر المصلين - أن تكونوا غرباء من هذه النوعية العليا ،؟ أن تكونوا محيين للسنة التي أماتَها الناس ، وقد ضربت لكم مثلًا آنفًا من السنة التي أماتها الناس ، وهي متابعة الإمام بآمين ، وقد خالفوها بمسابقة الإمام بآمين ؛ فإذًا أنت غريب بين هؤلاء الذين يخالفون أمره - عليه السلام - ويسابقون أئمة المصلين هذه الغربة العليا دونها غربة قلت ضربت لكم مثلًا بها وهي المسلمون الفسَّاق منهم والعصاة منهم هؤلاء قد أشار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث آخر حيث قيل له مرة أخرى : مَن هم الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ؛ مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) ، قد يكون الرجل تزوَّجَ منذ سنين بزوجة وهو يحيى معها حياة الجحيم دائمًا في خصام مبين ،؟ هو يريدها - مثلًا - أن تتحجَّب وأن تتجلبب بالجلباب الشرعي ، وهي تأبى عليه ؛ لأنها ترى جيرانها أو جاراتها لا يتجلببون ، وإنما يتبَرَّجون ، فهو إذًا في صراع ، فإذًا هو في جهاد ، فيصدق عليه قوله - عليه السلام - في تعريف الغرباء التعريف الثاني ( هم ناس قليلون صالحون ، بين ناس كثيرين ، مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) بسم الله .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 203
- توقيت الفهرسة : 00:00:00