رد الشيخ على المعارضين لفتوى هجرة المسلم من البلد الذي يتعرض فيه للأذى وبيان أن الهجرة تجب من البلد الذي تكثر فيه المعاصي فضلا عن البلد الذي يظهر فيه الكفر والإلحاد. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رد الشيخ على المعارضين لفتوى هجرة المسلم من البلد الذي يتعرض فيه للأذى وبيان أن الهجرة تجب من البلد الذي تكثر فيه المعاصي فضلا عن البلد الذي يظهر فيه الكفر والإلحاد.
A-
A=
A+
الشيخ : بمناسبة دخول أخوين من إخواننا وسلامهم علينا سلاما كاملا شابه شيء ليس من السنة في شيء أما السلام الكامل فهو إلقاء السلام الإسلامي المعروف السلام عليكم وتمامه المصافحة أما الشيء الثالث فهو التقبيل تقبيل أحد المسلّم عليهم فالذي أريد أن أقول ليس هذا وإنما عطفًا على تلك الثورة التي أثارها علينا بعض المغرضين والحاقدين الحاسدين على قولنا مرارًا وتكرارًا بوجوب هجرة المسلمين من بلد يسامون سوء العذاب وليس هذا فقط وليس هذا قصدي من الكلام وإنما هو التالي يتأثرون بالجو الذي يحيونه ويعيشون فيه من الناحية الأخلاقية يتأثَّرون بالجو الطارئ الذي حلَّ في بعض البلاد الإسلامية فنقول نحن بوجوب الهجرة إما فرارًا من العذاب أو فرارًا من الافتتان في الدين أو فرارًا من التأثر بالفساد المحيط في ذلك البلد أو تلك البلاد الآن لا أريد أن أقول أنه في الظاهرة التي أشرت إليها آنفًا أن فيها شيء من ذاك الفساد لكني أريد أن أذكر كيف أن الجو سواء كان صالحًا أو كان طالحًا أو كان وسطا بين ذلك أنه يؤثر في الذين أهلًا هي المشكلة يؤثر في الناس الذين يحيون في ذلك الجو سواء كان ذلك الجو يتأثر بعادات غير عادات بلاد أخرى وكلها بلاد إسلامية أو يتأثرون بعادات قد تكون مكروهة أو قد تكون محرمة وفي كل بلد ولعلنا إذا أردنا الاحتياط في كل إقليم ولكل إقليم عاداته وتقاليده كما يقال " إن أنسى فلن أنسى " حينما كنت أستاذًا في الجامعة الإسلامية وبعض الحاضرين الآن وبخاصة مَن تخرَّج من الجامعة الإسلامية دكتورًا يعلم أنه الجامعة الإسلامية كان فيها من مختلف الشعوب الإسلامية منهم الباكستانيون ومنهم الهنود المسلمون ومنهم الأفارقة على اختلاف أقاليمهم كنت تجد لكل شعب من هؤلاء أو هذه الشعوب عادات وتقاليد أذكر وهنا الشاهد أن بعض الطلاب حقيقة حينما كنا نجلس معهم ونتباحث معهم كانوا من أقوى الطلاب الذين شاهدناهم في الجامعة وأنهم جاؤوا فقط لأمرين اثنين الأمر الأول أن يتقووا في اللغة العربية والأمر الآخر أن يتقووا في السنة المحمدية مع ذلك كانوا يعني على فقه واسع بالأحكام الشرعية لكن تغلب عليهم بعض العادات اللاشرعية حتى وهي من العادات المخالفة لمذهبهم الذي درسوه في كتبهم فكان أحدهم وهنا الشاهد إذا جاء ليسلِّم على شيخ مزعوم مثلي ينحني له هكذا هذا الانحناء غير مشروع باتفاق العلماء ومصرح في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن أنس بن مالك أن رجلًا قال : يا رسول الله ، أحدنا يلقى أخاه ؛ أفينحني له ؟ قال : ( لا ) إلى آخر الحديث مع ذلك هؤلاء الطلاب الذين هم من أقوى الطلاب فقهًا وعلمًا وأشدِّهم تمسُّكًا بالآداب الإسلامية وبأدب احترام العلماء مع ذلك لأن السائد في بلادهم احترام العلماء بالانحناء لهم جاؤوا إلى الحجاز حيث لا يعرفون هذه العادة ولكنهم تأثروا بعادة بلدهم فكانوا يحييون المشايخ بهذه التحية المخالفة للإسلام بعامة ولفقههم بخاصة هذا مثال كيف أن الجو يؤثر في الحالّين فيه إن خيرًا فخير إن شرًّا فشر ، وبين الخير والشر مراتب ودرجات .

الآن نعود إلى ما كنَّا في صدده دخل آنفًا رجلان اثنان من إقليم واحد لكن أحدهما عاش في إقليم جديد فتأثر بالعادة فإذا دخل ورأى الشَّيخ قائمًا أو جالسًا لا بد من أن يسلِّم عليه تسليمًا خاصًّا وهو التقبيل أنا لا أبحث الآن في حكم هذا التقبيل لأنه ليس هو بيت القصيد من كلمتي لكن الآخر اكتفى بالمصافحة وهذا هو الشرع لماذا اختلفا وهم من إقليم واحد لأنه أحدهما غيّر إقليمه وعاش في إقليم آخر فتأقلم به سبحان الله هذا الإقليم لو كان إقليمًا متحلِّلًا أليس يؤثر على صاحبه الجواب نعم ومن هنا جاءت الأحاديث تترى لتقول : ( المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ) جاء الحديث ( مَن جامع المشرك فهو مثله ) جاء جاء الحديث ( مَثَل الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك ؛ إما أن يحذيك ، وإما أن تشتَرِيَ منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحةً طيِّبة ، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير ) ؛ أي : الحداد ( إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ) هؤلاء الذين أثاروا تلك الفتنة الصماء البكماء العمياء لا يلاحظون سوى الحرص على التمسك بالأرض ولو كانت أرضًا موبوءة لا يلاحظون هذه الحقائق الشرعية أبدًا ، وأنا مثلت بمثال سمح سهل من باب (( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) ؛ فإذًا خذوها عبرة أن المحيط يؤثر إما خيرا وإما شرا لذلك قال المفسرون في تفسير قوله - تعالى - : (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) قالوا إذا كان هناك أرض فيها معاصي وأرض أخرى لا توجد فيها تلك المعاصي يجب الهجرة من تلك الأرض ليس فرارًا من الكفر والإلحاد والزندقة ، وإنما فرارًا من الأرض التي فيها تلك المعاصي ولا توجد في بلد أخرى هذه المعاني كلها أولئك المفتنين المفسدين في الأرض لم يراعوها ماذا راعوا التمسك بالأرض وهذه مخالفة أخرى ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ، ويقول وهذا أصرح فيما نحن ندندن الآن (( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ )) ، إذًا التمسك بالأرض الموبوءة ليس من الإسلام في شيء وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والآن ارجعوا إلى ما كنتم فيه .

مواضيع متعلقة