كلام الشيخ على التبرك بآثار الرسول وبطلان من يتبرك بها بعد موته. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ على التبرك بآثار الرسول وبطلان من يتبرك بها بعد موته.
A-
A=
A+
الشيخ : في زمننا هذا رجلًا عالمًا فاضلًا صالحًا صالحًا إلى آخره ائت من الألفاظ المترادفة المؤكدة ما شئت سنقول قياسك هذا الرجل الصالح الصالح العالم العالم على محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والذي تقول ولا أريد أن أقول الآن تزعم بأن الرسول أقرّهم على ذلك وهنا يكمن الجواب الثاني فانتبه يكون قياسك هذا من قياس من باب قياس الحدّادين على الملائكة الذي ينكر القياس كله يقول في بعض مناقشاته للآرائيين " هذا قياس والقياس كله باطل ولو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل " هذا القياس هو عين الباطل لأنه من باب قياس الحدّادين على رسول الله المعصوم الذي لا يتخيل إنه يصاب بالغرور والعجب إنه فلان ليش ما قبل يده فلان ليش ما قام له الواقعة في مشايخ يزعمون أنهم مرشدون أنهم نصبوا أنفسهم لإرشاد الألوف المؤلفة من المسلمين وخضعت رقاب هؤلاء المؤلفة ألوفهم خضعوا لهؤلاء بأنهم فعلًا مرشدون إذا زيد من الناس من هؤلاء اللي يسمونهم مريدين قبّل يده وذاك لم يقبّل فهذا يعامل عنده غير معاملة ذاك رسول الله حاشاه أن يتأثر بمثل هذا إذًا الجواب رقم واحد هذا من باب القياس الحدّادين على الملائكة وهذا قياس باطل بداهة لكن الأدق علما لأنه هذا الحقيقة يحتاج إلى قياس القياس من يحسنه قليل من الفقهاء الذين تشبعوا بفقه الكتاب والسنة لكن أرجو أن تنتبه إلى أن قول من يقول من العلماء بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرّ أصحابه على التبرك بآثاره هذا القول صواب خطأ خطأ من حيث إطلاقه صواب فيما إذا اقترن به تقييده أي إذا قيل أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرّ الصحابة على التبرك بشيء من آثاره برهة من الزمن فهذا صحيح أما أن يقال اليوم وبعد خمسة عشر قرنا بأنه أقرّهم على ذلك فهذا خطأ بل الصواب أنه لم يقرّهم ذلك لأن من الأحاديث الصحيحة التي خرجّتها في جزء أو مجلد من مجلدات " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ولا أذكر الآن إذا كان نشر بعد هذا المجلد الذي فيه هذا الحديث أم لا في حديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض تلك الوقائع التي رأى بعض الصحابة يتهجمون على التبرك بوضوئه بالماء الذي تساقط من وضوئه قال لهم وهذا من روائع أحاديث الرسول - عليه السلام - ومما يدلنا مما يدلنا على أن الله - عز وجل - حينما وصفه بقوله : (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) واقع حياته - عليه الصلاة والسلام - ترجم هذه الآية ؛ ولذلك جاء في " صحيح مسلم " أن رجلًا سأل السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها - عن خلقه - عليه السلام - قالت له " أتقرأ القرآن قال نعم قالت كان خلقه القرآن " أي : (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) وللحديث تتمة معنى الحديث المخرَّج في " السلسلة " أنه لما رآهم يوما يتسارعون للتبرك بماء وضوئه - عليه السلام - قال لهم : ( ما يحملكم على هذا ؟ ) . قالوا : حبُّ الله ورسوله . هذا حقيقة لكن هنا لا بد لي من وقفة ترى هل المسلمون اليوم الذين يقبلون أيادي شيوخهم وعلمائهم كلهم هكذا قولوها صراحة .

الطالب : لا .

الشيخ : ما يستوون مثل بعضهم تعظيمًا للعلم واحترامًا ، وبعضهم من القصد إذًا كمان القياس هنا يختلف قياس مسلمي آخر الزمان على مسلمي أول الزمان يختلف تمامًا المهم ( ما يحملكم على هذا قالوا حب الله ورسوله قال - عليه السلام - ) وهنا الشاهد وهنا الرفع من الأمر الذي كان قرَّرَهم عليه أو أقرَّهم عليه إلى شيء آخر قال : ( إن كنتم تحبُّون الله ورسوله حقًّا فاصدقوا في الحديث ، وأدُّوا الأمانة ) ربما هنا جملة ثالثة لا أذكرها الآن إذًا هذا أسلوب رائع جدًّا في حمل الناس من أمور عاطفية لها حساسية في قلوبهم لا ينبغي حينما يرى هذا الرجل العالم الفاضل زعموا خص يهجم إليه ويقبله ويروح يدفعه هيك بكل شدة وغلظة ويقول له : هَيْ بدعة ما بيكون هذا أسلوب الرسول - عليه السلام - لكن هو إذا رآها غير مثلًا حسنة بيهضمها يمشيها لكن بعد ذلك بعد ذلك بعد ذلك بيعمل مناسبة من المناسبات وبيتكلم عن هذا الموضوع أنه لا يحسن ولا يشرع إلى آخره هكذا الرسول - عليه السلام - نقلهم من الحالة التي كانوا عليها إلى حالة ينبغي أن يعيشوها طيلة حياتهم وهي التمسك بالأخلاق الإسلامية وعدم الاهتمام بالشكليات ولنقل الآن الرسمية يؤكد هذا التوجيه النبوي يؤكد هذا التوجيه النبوي ما فعله عمر بن الخطاب في خلافته حينما حجَّ ونزل منزلًا من تلك المنازل رأى ناسًا ممن كانوا معه يقصدون وجهة سأل أين يذهب هؤلاء قالوا يا أمير المؤمنين هناك مصلى صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه فهم يذهبون للصلاة فيه فخطب الناس وقال : " يا أيها الناس ، مَن أدركته الصلاة في موضع من هذه المواضع التي صلى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليصلِّ ، ومَن لا فلا تفعلوا ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم تتبُّعُهم آثار أنبيائهم " ؛ إذًا نستطيع الآن أن نقول وهذا خلاصة الموضوع لو كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرهم على التبرك بآثاره إلى آخر رمق من حياته نقول هذا كان خاصًّا به للأمر الأول الذي ذكرته بدليل أن عمر الفاروق الذي هو من أعرف الناس بالشرع أوَّلًا وبالرسول وأخلاقه ثانيًا ينهى الناس أن يتتبعوا آثار الرسول - عليه السلام - ويقول وحق ما يقول ( إنما أهلك الذين من قبلكم ) يرحمك الله ( اتباعهم آثار أنبيائهم ) ، فَمَن اقتنع بأن هذا الأمر كان خاصًّا بالرسول - عليه السلام - فهذا يكفيه أن يقف عند الرسول ولا يتعداه إلى غيره ومن وصله العلم الثاني أن الرسول أقرّهم يوما ثم نهاهم بأسلوب لطيف جدًّا نقلهم من حالة إلى حالة أخرى وهذه من حكمة التشريع التي تمثَّلت في حكم معروف عند المسلمين حتى كثير من العامة التدرُّج في تحريم الخمر لأنه صعب جدًّا مفاجأة الناس بخلاف ما عاشوه دهرًا طويلًا وبخاصَّة إذا كان الأمر لا يصل إلى التحريم كتحريم الخمر ؛ فإذًا الأمر يتطلب الرفق بالناس ، لكن الرفق بالناس لا يتطلب مسايرة الناس ومداراة الناس بل المنافقة مع الناس إعمالًا لما قيل " فنافق ففي النِفاق نَفاقُ " لا ليس هذا هو وإنما " ودارهم ما دمت في دارهم " .

مواضيع متعلقة