السائل : شيخنا ، فيه سؤال .

الشيخ : تفضل .

السائل : شيخنا العزيز بارك الله فيكم ، نحن نعلم المنهج الذي استخرجتموه من القرآن الكريم ألا وهو منهج التصفية والتربية ومعلوم ماهو الدور الذي قدمتوه في جانب التصفية فقد قدمتم الكثير الكثير فنرجوا الله أن ينفع بكم هذه الأمة ولكن نرى أن جانب التربية قد زهد فيه كثير من طلبة العلم فماذا تنصحون الإخوة طلبة العلم في هذا الجانب وماهو الطريق الذي ترونه صحيحا في تطبيق هذا الجانب وجزاكم الله عنَّا وعن المسلمين خيرًا كثيرًا .

الشيخ : جانب التربية لا ينهض به شخص بل أشخاص وإنما ينهض به جماعة كبيرة جدًّا من علماء المسلمين يتولون تعليم المسلمين وتربيتهم وأنا إذا كنت قدمت شيئًا من العلم للعالم الإسلامي فهذا أولا جهد مُقِل وثانيا جهد فرد فهذا ماذا يصنع في هذا العالم الخضم فينبغي أن يكون هناك علماء أقوياء أقوياء في علمهم بالإسلام كتابًا وسنَّةً وفقهًا وسياسةً واجتماعًا ويتولَّون تربية العالم الإسلامي كله على الأساس المتين من الإسلام المصفى ؛ فلذلك فأنا ولا مؤاخذة لا أستحسن مثل هذا السؤال لإنه ماذا أفعل أنا بل ما يفعل عشرات من أمثالي في هذا العالم الكبير وهذا يذكرني بمسألة كنت ولا أزال أكرِّرها كثير من المسلمين وفيهم بعض الخاصة بالنسبة للعامة وهم ليسوا من الخاصة لانحرافهم عن الفهم الصحيح كثير من هؤلاء المسلمين تواكلوا واستسلموا لهذا الواقع السيء ويئسوا قالوا مافي فائدة الساعة بدها تقوم والدجال بده يخرج والشمس بدها تطلع من مغربها وإلى آخره وما فيه فائدة ليخرج المهدي وينزل عيسى - عليه السلام - أنا بقول هذا كلام باطل والشاهد فيما يأتي من البيان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو سيد البشر استمر ثلاثا وعشرين سنة حتى تمكّن من وضع قاعدة للدولة المسلمة الناشئة في المدينة المنورة وهو نبي فالمهدي هو عيسى إذا بعث في هذه الأمة وكما جاء في الأخبار التي ذكرتها لكم آنفًا إنه سيحكم بالعدل هل معنى هذا أن المهدي سيصلح الأمة المسلمة ولا سيجد الأمة المسلمة بحاجة إلى قائد يقودها لأنه في بعض الأحاديث ذكر أن المهدي يبقى ست أو سبع أو ثمان سنين إذا كان الرسول - عليه السلام - مكث في قومه ثلاثة وعشرين سنة وبالكاد استطاع إنه يضع النواة للدولة المسلمة في المدينة المهدي شو بده يساوي هل المهدي يعني أفضل وهو لا يوحى إليه أو عيسى وهو أيضًا لا يوحى إليه الوحي الذي كان يوحى إليه وهو رسول إلى بني إسرائيل أنا أفهم من كل هذه النبوءات لمجيء المهدي ونزول عيسى وانتشار العدل حتى في بعض الأحاديث ( تكون السجدة في زمن عيسى للمؤمن خير من الدنيا وما فيها حتى الذئب يرعى مع الغنم والأسد مع الغنم ) وو وإلى آخره يعني شيء فوق ما يتصوره الناس هل هذا يحصل بمجرد بضع سنين والعالم الإسلامي الآن كما ترونه يعد الملايين معنى كلامي أنه يجب على العلماء المسلمين أوَّلًا أن يكونوا فعلًا علماء وثانيًا أن يكونوا مخلصين لله وثالثًا وأخيرًا أن يتولوا تثقيف المسلمين وتربيتهم ، أما أنا ولا غيري أفراد ضائعين في هذا البحر من الملايين هؤلاء ما يعملون شيئًا .

لذلك كل إنسان - خلاصة الجواب - كل إنسان عليه أن يعمل بما يستطيع أنت أيها المسلم لست عالمًا ، لكن لا يجوز لك أن تبقى جاهلًا بما يجب عليك أن تعرفه وأن تعلمه أي يجب عليك أن تعمل بقوله - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) فإذا علمت بالحكم الشرعي إذًا عليك أن تعمل بهذا الحكم وهكذا ارتقي من عامة الناس إلى طلاب العلم إلى العلماء كل هؤلاء المسلمين إذًا مكلفون كلٌّ بحسبه أن يتعلموا ثم كلٌّ بحسبه - أيضًا - مكلفون أن يعملوا بما علموا فهل المسلمون اليوم هكذا يعني عامة المسلمين ومن فوقهم هل يلتزمون الأحكام الشرعية الجواب لا إذًا هيهات أن تقوم قائمة الجماعة الإسلامية التي هي النواة لإقامة الدولة المسلمة أو هو الجيش الذي يهيئ نفسه لتلقي قائده الذي هو المهدي أو مثله لإنه ما ندري نحن (( تِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )) ما ندري متى يخرج المهدي إذًا الأمر هنا كما قال - تعالى - : (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ؛ إذًا علينا كل فرد من أفرادنا أن يعمل بما يطيق فأنا عندي شوية علم بقدمه للناس لكن هذا العلم لا يفيدني شيئًا إذ لم أعمل به أنت طالب علم عليك أن تعمل بما تعلم مش ضروري تكون عالما مش ضروري الآن تكون عالما لكن أنت على علم في حدود معينة فعليك أن تعمل وهكذا انزل إلى الرجل العامي الذي يعلم أن الله فرض عليه خمس صلوات في كل يوم وليلة فهؤلاء المسلمون الذين يعدّون الملايين هل أكثرهم يصلّون الجواب لا لما لا يعلمون أن الصلوات خمس من الفرائض يعلمون إذًا علينا نحن كلٌ بحسبه بالتصفية والتربية والقيام بالتصفية ليس هو عمل إنسان عادي بلا شك وإنما هو عمل أناس اصطفاهم الله - عز وجل - بخصال كثيرة وكثيرة جدًّا أولها العلم النافع ويتبعها العمل الصالح هذا جوابي ولعلنا نكتفي الآن بهذه الجلسة غدًا إن شاء الله ونخرج إن شاء الله نعم .