ما حكم التفريق بين الأصول والفروع، وهل هذا التقسيم صحيح، وهل له أصل ؟
A-
A=
A+
الشيخ : نعم ؟
السائل : ممكن سؤال آخر ؟
الشيخ : تفضل !
السائل : شيخنا ، عملية التفريق بين الأصول يعني اللي بفارقوا بين أصول بالدين وفروع ، أو قشور !
الشيخ : نعم .
السائل : ومثلا كثير يقع عملية اللحية ؟!
الشيخ : هذا التفريق الحقيقة إنها ضلالة عصرية ، لا شك أنه يوجد في الإسلام شيء إله علاقة بالعقيدة ، وشيء إله علاقة بالأعمال ، وهي التي تسمى : بالأحكام ، ثم هذه الأحكام فيها ما هو فرض ، فيها ما هو سنة ، ما هو مستحب مندوب ، ما هو مباح ، لا شك أنه هذه مراتب ودرجات ، لا يستطيع طالب علم فضلًا عن عالم أن ينكرها ، لكن لا يستطيع أي طالب علم أن يسمي شيئًا من هذه الأحكام إنها قشور أو إنها أمور ثانوية ، هذا هو ضلال العصر الحاضر ، انظر مثلًا لبيان الحقيقة من الناحية العلمية ، حديث ذلك الأعرابي الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله عما فرض الله عليه ، وذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وشهر رمضان في السنة شهر واحد صيام ، كل ما ذكر له فريضة يقول له : هل علي غيرهن ؟ يقول : ( لا ، إلا أن تتطوَّع ) ، ( إلا أن تتطوَّع ) يعني تتنفل ، يعني أن تتقرب إلى الله بما شئت من النوافل لكن ما هي فرض عليك ، ماذا كان جواب الرجل ؟ في النهاية قال : " والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص " ، فشهد الرسول - عليه السلام - له بقوله : ( أفلح الرجل إن صدق ، دخل الجنة إن صدق ) لكن هل يجوز لهذا المسلم الذي آلى على نفسه أن يحافظ على ما فرضه الله ولا يزيد عليها ، هل يجوز له أن يسمي الزيادة على هذه الفرائض من النوافل والتطوُّع إنها قشور ؟ أو أنها أمور ثانوية ؟ أو أنه لا ينبغي للمسلم أن يهتم بها ؟ الجواب : حاشا لمسلم أن يقول ذلك ، إلا إن كان مصابًا بداء العصر الحاضر ، هذا نحن نؤيد في هذا الحديث أنه في فرض وفي تطوع ، لكن لننظر الآن : لماذا لا يجوز أن يقسم الإسلام إلى لب وقشر ؟ لأن هذا القشر لا يستغني عنه المسلم ، كالتاجر الذي يشتري أي بضاعة أي ثمرة فيها قشر وفيها لب فهو يرى من الضروري المحافظة على اللب بمحافظته على القشر ، أي : إن الله - عز وجل - حينما خلق كثيرًا من الفواكه والثمار لها لب ولها قشر ما خلقها عبثًا : (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )) كذلك تمامًا فيما يتعلق بالأحكام الشرعية ، حينما جعلها مراتب : فرض تطوُّع مباح إلى آخره ، ما كان ذلك عبثا حاشا لله - عز وجل - ، إلا أنه يصدر منه ما هو مقتضى الحكمة الإلهية ، انظروا الآن ماذا قال الرسول - عليه السلام - في التطوع ، هاللي بعض الجهلة في الفقه الإسلامي يتجرؤون يقولون : هذه قشور هذه لا قيمة لها ، أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أوَّل ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإذا تمَّت فقد أفلح وأنجح ، وإذا نقصت فقد خاب وخسر ) ، قال في حديث آخر : ( فإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا ؛ هل لعبدي من تطوُّع فتتمُّوا له به فريضته ؟! ) ، إذًا التطوع مثل شيء احتياطي ، كيف - مثلًا - سائق السيارة ما بيقدر يقطع مسافة إلا يكون معه شو بتسموها أنتو ؟
السائل : بنزين !
الشيخ : ها ؟
السائل : عجل !
الشيخ : عجل ؟
السائل : سبير !
الشيخ : سبير آ ، إذا انفجر أحد العجلات الأربعة بيقدر يغير ، هذا احتياطي ، كذلك المسلم الذي يؤدي الصلوات الخمس قد يصاب بنقص فيها ، وقد يكون هذا النقص تارةً كمًّا وتارةً كيفًا ، أما الكم فبصلي - مثلًا - في يوم من الأيام أربع صلوات بضيع صلاة ككثير من الشباب بل الكهول الذين لا يستيقظون لصلاة الفجر ، بقولوا : بنصليها بس نفيق وقبل ما نروح عالوظيفة على الدائرة على المحل ، إي هذا نقص في الكم ، ضيع صلاة من الصلوات الخمس في يوم من الأيام ، أما النقص في الكيف فكثير من الناس يصدق عليهم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ! وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السَّهر والنَّصَب ! ) ، إذًا رب مصل لا صلاة له ، وقد جاء في " صحيح البخاري " : أن رجلًا دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية منه ، فصلى ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : السلام عليك يا رسول الله قال : ( وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ) ، والحديث طويل باختصار ثلاث مرات بعيد الصلاة ، وبيجي عند الرسول وبسلم عليه ، والرسول بقول له : ( ارجع فصل ؛ فإنك لم تصلِّ ) رابع مرة بينتبه صاحبنا أنه هو ما بيعرف يصلي ، فيعترف ويقول : " والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلِّمْني " ، فعلمه - عليه الصلاة والسلام - كيف يصلي ، الشاهد : هذا يقال صلى وما صلى ، لماذا ؟ لأنه كان ينقرها نقرا لا يكاد يركع إلا بيرفع رأسه ، لا يكاد يسجد إلا بيرفع رأسه وهكذا ، فإذن قد تكون الصلاة ناقصة إما كمًّا وإما كيفًا ، تأتي الصلاة التي ممكن نسميها مجازا سبير ، فيؤخذ منها ويسدد النقص الذي أصاب فريضته سواء كان كمًّا أو كان كيفًا ، هل يقال : أن هذه الصلوات قشور ؟ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ؛ لذلك فالإسلام يجب تبنِّيه كُلًّا لا يجزء ، لكن كل إنسان حسب طاقته ، فربَّ إنسانٍ يكتفي على طريق ذلك السَّائل يصلي الصلوات الخمس وبس ما في مانع ، لكن إنسان آخر يتطوع احتياطًا ربما نسي صلاة أو فوّت صلاة أو أساء صلاة ، وهذا كله محتمل أن يتعرض له المسلم ، ولذلك فعلى المسلم أن يكثر من النوافل سواء كان من الصلاة أو الزكاة أو أي عمل خيري ، فإذن من بِدع العصر الحاضر : تقسيم الإسلام إلى لب وإلى قشر ، ومع قباحة هذا التقسيم لفظًا فنحن نقول : وهل يستغنى عن القشر ؟! لولا القشر فسد اللب بداهة ، إذن فلنحمل الإسلام كُلًّا لا يتجزأ ، هذا جواب ما سألت أيضًا .
السائل : ممكن سؤال آخر ؟
الشيخ : تفضل !
السائل : شيخنا ، عملية التفريق بين الأصول يعني اللي بفارقوا بين أصول بالدين وفروع ، أو قشور !
الشيخ : نعم .
السائل : ومثلا كثير يقع عملية اللحية ؟!
الشيخ : هذا التفريق الحقيقة إنها ضلالة عصرية ، لا شك أنه يوجد في الإسلام شيء إله علاقة بالعقيدة ، وشيء إله علاقة بالأعمال ، وهي التي تسمى : بالأحكام ، ثم هذه الأحكام فيها ما هو فرض ، فيها ما هو سنة ، ما هو مستحب مندوب ، ما هو مباح ، لا شك أنه هذه مراتب ودرجات ، لا يستطيع طالب علم فضلًا عن عالم أن ينكرها ، لكن لا يستطيع أي طالب علم أن يسمي شيئًا من هذه الأحكام إنها قشور أو إنها أمور ثانوية ، هذا هو ضلال العصر الحاضر ، انظر مثلًا لبيان الحقيقة من الناحية العلمية ، حديث ذلك الأعرابي الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله عما فرض الله عليه ، وذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وشهر رمضان في السنة شهر واحد صيام ، كل ما ذكر له فريضة يقول له : هل علي غيرهن ؟ يقول : ( لا ، إلا أن تتطوَّع ) ، ( إلا أن تتطوَّع ) يعني تتنفل ، يعني أن تتقرب إلى الله بما شئت من النوافل لكن ما هي فرض عليك ، ماذا كان جواب الرجل ؟ في النهاية قال : " والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص " ، فشهد الرسول - عليه السلام - له بقوله : ( أفلح الرجل إن صدق ، دخل الجنة إن صدق ) لكن هل يجوز لهذا المسلم الذي آلى على نفسه أن يحافظ على ما فرضه الله ولا يزيد عليها ، هل يجوز له أن يسمي الزيادة على هذه الفرائض من النوافل والتطوُّع إنها قشور ؟ أو أنها أمور ثانوية ؟ أو أنه لا ينبغي للمسلم أن يهتم بها ؟ الجواب : حاشا لمسلم أن يقول ذلك ، إلا إن كان مصابًا بداء العصر الحاضر ، هذا نحن نؤيد في هذا الحديث أنه في فرض وفي تطوع ، لكن لننظر الآن : لماذا لا يجوز أن يقسم الإسلام إلى لب وقشر ؟ لأن هذا القشر لا يستغني عنه المسلم ، كالتاجر الذي يشتري أي بضاعة أي ثمرة فيها قشر وفيها لب فهو يرى من الضروري المحافظة على اللب بمحافظته على القشر ، أي : إن الله - عز وجل - حينما خلق كثيرًا من الفواكه والثمار لها لب ولها قشر ما خلقها عبثًا : (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )) كذلك تمامًا فيما يتعلق بالأحكام الشرعية ، حينما جعلها مراتب : فرض تطوُّع مباح إلى آخره ، ما كان ذلك عبثا حاشا لله - عز وجل - ، إلا أنه يصدر منه ما هو مقتضى الحكمة الإلهية ، انظروا الآن ماذا قال الرسول - عليه السلام - في التطوع ، هاللي بعض الجهلة في الفقه الإسلامي يتجرؤون يقولون : هذه قشور هذه لا قيمة لها ، أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أوَّل ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإذا تمَّت فقد أفلح وأنجح ، وإذا نقصت فقد خاب وخسر ) ، قال في حديث آخر : ( فإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا ؛ هل لعبدي من تطوُّع فتتمُّوا له به فريضته ؟! ) ، إذًا التطوع مثل شيء احتياطي ، كيف - مثلًا - سائق السيارة ما بيقدر يقطع مسافة إلا يكون معه شو بتسموها أنتو ؟
السائل : بنزين !
الشيخ : ها ؟
السائل : عجل !
الشيخ : عجل ؟
السائل : سبير !
الشيخ : سبير آ ، إذا انفجر أحد العجلات الأربعة بيقدر يغير ، هذا احتياطي ، كذلك المسلم الذي يؤدي الصلوات الخمس قد يصاب بنقص فيها ، وقد يكون هذا النقص تارةً كمًّا وتارةً كيفًا ، أما الكم فبصلي - مثلًا - في يوم من الأيام أربع صلوات بضيع صلاة ككثير من الشباب بل الكهول الذين لا يستيقظون لصلاة الفجر ، بقولوا : بنصليها بس نفيق وقبل ما نروح عالوظيفة على الدائرة على المحل ، إي هذا نقص في الكم ، ضيع صلاة من الصلوات الخمس في يوم من الأيام ، أما النقص في الكيف فكثير من الناس يصدق عليهم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ! وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السَّهر والنَّصَب ! ) ، إذًا رب مصل لا صلاة له ، وقد جاء في " صحيح البخاري " : أن رجلًا دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية منه ، فصلى ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : السلام عليك يا رسول الله قال : ( وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ) ، والحديث طويل باختصار ثلاث مرات بعيد الصلاة ، وبيجي عند الرسول وبسلم عليه ، والرسول بقول له : ( ارجع فصل ؛ فإنك لم تصلِّ ) رابع مرة بينتبه صاحبنا أنه هو ما بيعرف يصلي ، فيعترف ويقول : " والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلِّمْني " ، فعلمه - عليه الصلاة والسلام - كيف يصلي ، الشاهد : هذا يقال صلى وما صلى ، لماذا ؟ لأنه كان ينقرها نقرا لا يكاد يركع إلا بيرفع رأسه ، لا يكاد يسجد إلا بيرفع رأسه وهكذا ، فإذن قد تكون الصلاة ناقصة إما كمًّا وإما كيفًا ، تأتي الصلاة التي ممكن نسميها مجازا سبير ، فيؤخذ منها ويسدد النقص الذي أصاب فريضته سواء كان كمًّا أو كان كيفًا ، هل يقال : أن هذه الصلوات قشور ؟ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ؛ لذلك فالإسلام يجب تبنِّيه كُلًّا لا يجزء ، لكن كل إنسان حسب طاقته ، فربَّ إنسانٍ يكتفي على طريق ذلك السَّائل يصلي الصلوات الخمس وبس ما في مانع ، لكن إنسان آخر يتطوع احتياطًا ربما نسي صلاة أو فوّت صلاة أو أساء صلاة ، وهذا كله محتمل أن يتعرض له المسلم ، ولذلك فعلى المسلم أن يكثر من النوافل سواء كان من الصلاة أو الزكاة أو أي عمل خيري ، فإذن من بِدع العصر الحاضر : تقسيم الإسلام إلى لب وإلى قشر ، ومع قباحة هذا التقسيم لفظًا فنحن نقول : وهل يستغنى عن القشر ؟! لولا القشر فسد اللب بداهة ، إذن فلنحمل الإسلام كُلًّا لا يتجزأ ، هذا جواب ما سألت أيضًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 190
- توقيت الفهرسة : 00:00:00