هل الحاكم الذي يسمح بالقوانين الوضعية ويحكم بها يعد كافرا أم هناك تفصيل ؟
A-
A=
A+
السائل : هلا يعني مثل يعني -شو اسمه- أمير البلاد هذا الذي يحكم هل يجوز أن يكون كافر ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول لك : كافر يعني ؟
الشيخ : لا ، ما نقول كافر هديك الساعة .
السائل : يهدم الإسلام .
الشيخ : الآن قبل نص ساعة أو ساعة تقريبًا سألني طالب علم من مكة نفس هذا السؤال ، نحن تبعًا لأهل العلم نفهم أن الكفر كفران : كفر اعتقادي ، وكفر عملي ، الكفر الاعتقادي هو الذي يخرج صاحبه من الملة ، ولا يبقى مسلما ، أما الكفر العملي فيبقى مسلمًا لكن يكون فاسقًا ، فالحكام الذين يحكمون المسلمين وأصلهم مسلمون !!
السائل : شيخ ، لو تضرب مثال ، حتى يزيد الأمور بيانًا !
الشيخ : إي ، الآن جاي البيان ، الحكام المسلمون الذين يحكمون المسلمين بلا شك هم : مسلم ابن مسلم ، وكثير منهم يصلون ويصومون ، فهذه الظاهرة منهم تدل على أنهم مسلمين ، وحكمهم في بعض الأحكام كثيرة أو قليلة -هذه تختلف من بلد إلى آخر- ليس حكمًا إسلاميًا ، فإذا لم يظهر منهم اعتراف بلسانهم أنهم في هذه المسائل التي هم يخالفون الشرع فيها ، لا يعتقدون أن الحكم بغير ما أنزل الله هو الصواب ، وإنما يعتقدون أن الصواب الحكم بما أنزل الله ، لكن الحكم بما أنزل الله اليوم صعب ، فيتبعون أهواء الناس أو أهواءهم ونحو ذلك ، فهذا لا يكون كفرهم كفرًا مخرجًا لهم عن الملة وإنما يظلون على ما عرفوا من أنهم مسلمون ، وأنهم قد يصلون أحيانًا ولا يصلون أحيانًا ، ويصومون ويحجون ويعتمرون كما هو الظاهر من كثيرين منهم ، فخلاصة الكلام : ما لم يظهر من أحدهم كلمة تعبر عن كفره بشريعة الله ، فلا يقال : إنه مرتد عن دينه ، هذا أولا ، ثانيًا : الكفر العملي ليس يتعلق فقط بالحكام ، فقد يكون في أفراد المسلمين المحكومين مَن وقعوا في الكفر العملي ، فهل يكفرون ويخرجون عن الملة ؟ الجواب : لا ، مثلًا : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من جملة ما خطب أصحابه في حجة الوداع أن قال لهم : ( لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، ( كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، والله - عز وجل - يقول في صريح القرآن الكريم : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) ، فهنا جعل طائفتين : طائفة باغية معتدية ، وطائفة مبغي عليها معتدى عليها ، وجمعهما وحصرهما أنهما من المسلمين ، فحينما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذاك الحديث : ( لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض ) : لا يعني أنهم خرجوا من الملة ، وإنما يعني أنهم يفعلون فعل الكفار الذين يقاتل بعضهم بعضًا ؛ ولذلك أكد هذا المعنى - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الآخر الذي نصه : ( سِباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ) ، ( وقتاله كفر ) لا يعني كفر ردة ، وإنما كفر عملًا ، لأن هذا الذي يعمله الكفار ، من هذه الأدلة يقول المفسرون كابن جرير الطبري ، وابن كثير الدمشقي وأمثالهما في تفسير الآية الواردة في الحكام : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) رووا بالسند الصحيح عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال : " كفر دون كفر " ، " كفر دون كفر " : الآية هذه نزلت في اليهود ، وكان اليهود في عهد الرسول - عليه السلام - منقسمين على بعضهم إلى طائفتين ، طائفة تنظر إلى نفسها أنها سيدة ، وطائفة أخرى تنظر هذه الطائفة الأولى إليها أنها مَسُودة محكومة منهم ، فكان مثلًا إذا وقع قتيل من الطائفة الدنيا في الطائفة العليا حاصصوهم وطالبوهم بالدية كاملة ، ولا عكس ، أي : إذا وقع في الطائفة الدنيا قتيل من الطائفة العليا تسامحوا فيها ، وما نفذوا نفس الحكم الذي ينفذونه هم في قتيلهم ، فلما بعث الله محمدً - صلى الله عليه وسلم - استأسدت الطائفة الدنيا به - عليه السلام - ، ووقعت حادثة بينهم فقالوا : تعال نتحاكم إلى محمد ، فاتفقوا بين بعضهم البعض أنه إذا حكم لهم قبلوه ، وإذا لم يحكم لصالحهم رفضوه ، فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؛ لذلك قال ابن عباس : " كفر دون كفر " : أي من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أنه هذا الحكم هو الصالح للزمان ، فهو كفر ردة ليس فوقه كفر ، ومن اعترف بأن هذا حكم مخالف للشرع والله يهدينا فهذا كفر دون كفر .
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول لك : كافر يعني ؟
الشيخ : لا ، ما نقول كافر هديك الساعة .
السائل : يهدم الإسلام .
الشيخ : الآن قبل نص ساعة أو ساعة تقريبًا سألني طالب علم من مكة نفس هذا السؤال ، نحن تبعًا لأهل العلم نفهم أن الكفر كفران : كفر اعتقادي ، وكفر عملي ، الكفر الاعتقادي هو الذي يخرج صاحبه من الملة ، ولا يبقى مسلما ، أما الكفر العملي فيبقى مسلمًا لكن يكون فاسقًا ، فالحكام الذين يحكمون المسلمين وأصلهم مسلمون !!
السائل : شيخ ، لو تضرب مثال ، حتى يزيد الأمور بيانًا !
الشيخ : إي ، الآن جاي البيان ، الحكام المسلمون الذين يحكمون المسلمين بلا شك هم : مسلم ابن مسلم ، وكثير منهم يصلون ويصومون ، فهذه الظاهرة منهم تدل على أنهم مسلمين ، وحكمهم في بعض الأحكام كثيرة أو قليلة -هذه تختلف من بلد إلى آخر- ليس حكمًا إسلاميًا ، فإذا لم يظهر منهم اعتراف بلسانهم أنهم في هذه المسائل التي هم يخالفون الشرع فيها ، لا يعتقدون أن الحكم بغير ما أنزل الله هو الصواب ، وإنما يعتقدون أن الصواب الحكم بما أنزل الله ، لكن الحكم بما أنزل الله اليوم صعب ، فيتبعون أهواء الناس أو أهواءهم ونحو ذلك ، فهذا لا يكون كفرهم كفرًا مخرجًا لهم عن الملة وإنما يظلون على ما عرفوا من أنهم مسلمون ، وأنهم قد يصلون أحيانًا ولا يصلون أحيانًا ، ويصومون ويحجون ويعتمرون كما هو الظاهر من كثيرين منهم ، فخلاصة الكلام : ما لم يظهر من أحدهم كلمة تعبر عن كفره بشريعة الله ، فلا يقال : إنه مرتد عن دينه ، هذا أولا ، ثانيًا : الكفر العملي ليس يتعلق فقط بالحكام ، فقد يكون في أفراد المسلمين المحكومين مَن وقعوا في الكفر العملي ، فهل يكفرون ويخرجون عن الملة ؟ الجواب : لا ، مثلًا : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من جملة ما خطب أصحابه في حجة الوداع أن قال لهم : ( لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، ( كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، والله - عز وجل - يقول في صريح القرآن الكريم : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) ، فهنا جعل طائفتين : طائفة باغية معتدية ، وطائفة مبغي عليها معتدى عليها ، وجمعهما وحصرهما أنهما من المسلمين ، فحينما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذاك الحديث : ( لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض ) : لا يعني أنهم خرجوا من الملة ، وإنما يعني أنهم يفعلون فعل الكفار الذين يقاتل بعضهم بعضًا ؛ ولذلك أكد هذا المعنى - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الآخر الذي نصه : ( سِباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ) ، ( وقتاله كفر ) لا يعني كفر ردة ، وإنما كفر عملًا ، لأن هذا الذي يعمله الكفار ، من هذه الأدلة يقول المفسرون كابن جرير الطبري ، وابن كثير الدمشقي وأمثالهما في تفسير الآية الواردة في الحكام : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) رووا بالسند الصحيح عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال : " كفر دون كفر " ، " كفر دون كفر " : الآية هذه نزلت في اليهود ، وكان اليهود في عهد الرسول - عليه السلام - منقسمين على بعضهم إلى طائفتين ، طائفة تنظر إلى نفسها أنها سيدة ، وطائفة أخرى تنظر هذه الطائفة الأولى إليها أنها مَسُودة محكومة منهم ، فكان مثلًا إذا وقع قتيل من الطائفة الدنيا في الطائفة العليا حاصصوهم وطالبوهم بالدية كاملة ، ولا عكس ، أي : إذا وقع في الطائفة الدنيا قتيل من الطائفة العليا تسامحوا فيها ، وما نفذوا نفس الحكم الذي ينفذونه هم في قتيلهم ، فلما بعث الله محمدً - صلى الله عليه وسلم - استأسدت الطائفة الدنيا به - عليه السلام - ، ووقعت حادثة بينهم فقالوا : تعال نتحاكم إلى محمد ، فاتفقوا بين بعضهم البعض أنه إذا حكم لهم قبلوه ، وإذا لم يحكم لصالحهم رفضوه ، فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؛ لذلك قال ابن عباس : " كفر دون كفر " : أي من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أنه هذا الحكم هو الصالح للزمان ، فهو كفر ردة ليس فوقه كفر ، ومن اعترف بأن هذا حكم مخالف للشرع والله يهدينا فهذا كفر دون كفر .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 190
- توقيت الفهرسة : 00:00:00