السائل : نبدأ .

الشيخ : تفضل .

السائل : السؤال الأخير عن حزب التحرير ، نعرف أنه كان لك مناقشات كثيرة معهم في سوريا ، فما أهم الأمور أو الملاحظات لك على منهجهم وعلى عقيدتهم ، ونرجو منكم يعني التوسع شوي لو سمحت ؟

الشيخ : والله بقدر ما عندي !

السائل : عندك خير كثير !

الشيخ : يا الله ، تجاربي التي وقعت لي مع حزب التحرير ، والكتب التي اطلعت عليها من كتبهم ، كونت لي فكرة أن الجماعة عندهم فكر معين ومحدد ، وهذا في اعتقادي من حسناتهم ، بغض النظر عن صوابهم وخطأهم ، وبعتقد أن توحيد الفكر هو شيء أساسي لنجاح الجماعة المتكتلة ، وإلا فهم صورةً جماعة ، وحقيقةً هم أفرادٌ مبعثرون ، لكن الفكر الذي قام عليه حزب التحرير لم يقم على منهج علمي محرر ، وبصورة خاصة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، هم كأي جماعة ، وأي طائفة بل وأي فرقة من الفرق الإسلامية ، كل هؤلاء وهؤلاء كما أقول أنا دائمًا وأبدًا في مثل هذه المناسبة : ينتمون إلى الكتاب والسنة ولا يمكن لفرقة إسلامية مهما كانت غارقة في الضلال أن تعلن تبرأها ، أو على الأقل ابتعادها عن الكتاب والسنة ، وأنتم ترون اليوم حكام المسلمين هاللي كانوا إلى عهد قريب كفارًا معروفين ، وإذا بعضهم أو بالأحرى رئيسهم ما بين عشية وضحاها يصبح مسلمًا فيصلي ويصوم زعموا !! فهذا كله من باب السياسة ، فلا توجد أي طائفة تتبرَّأ من الكتاب والسنة ، ولذلك نحن معشر المنتمين إلى دعوة السلف الصالح لا يهمُّنا كثيرًا ولا قليلًا أقوال الناس ودعاياتهم ، بقدر ما يهمنا أفعالهم وانطلاقاتهم ، فحزب التحرير كما هو معروف حزب سياسي ، لكن سياسي إسلامي ، لكي يكتل الناس على هذا النظام الإسلامي السياسي ، كان لا بد لهم من أن يضعوا أفكار وأن يطرحوها على الناس ، ليستجيب لهم من شاء منهم .