هل يلزم من القول بوضع اليدين بعد الرفع من الركوع بدعة الفعل ؟ وهل يلزم منها تبديع الفاعل أو المشايخ الذي يجيزونها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يلزم من القول بوضع اليدين بعد الرفع من الركوع بدعة الفعل ؟ وهل يلزم منها تبديع الفاعل أو المشايخ الذي يجيزونها ؟
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا أرى الآن كما أنت تعلم وبعض إخواننا الحاضرين ، ولعله هذا يعني بيدفعني أن أهتبلها فرصة لأرمي عصفورين بحجر واحد ، أنه كما قلنا آنفًا : لا فرق عندنا بين الخطأ في الأصول ، أو في الفروع ، لكن الفرق بين من يقصد السنة وبين من يقصد مخالفة تارة ، والذي أريد أن أقوله الآن كضرب عصفورين بحجر واحد : أنه الآن كثير من علمائنا الأفاضل في السعودية في الباكستان وغيرها من البلاد التي تهتم بالحديث والسنة ، كما تعلمون يقبضون بعد الركوع ، أنا أقول : هذه بدعة ، وقلتها من ثلاثين سنة أو أكثر ، لكن أنا لا أعتقد أنه هؤلاء الذين يفعلون هذه هم مبتدعة ، بل أنا أصلي أحيانا بعض الأئمة الذين يفعلون هذه البدعة فأفعل فعلهم ، انطلاقا من قوله - عليه السلام - : ( إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به ) لماذا هذه البدعة عندي ؟ لأنها تخالف الآثار والأحاديث المروية عن الرسول - عليه السلام - ، كمنهج حياة كان يصلي ، فلم يرد في السنة إطلاقًا ، ثم بالتالي ولا في أثر من آثار السلف الصالح ، أنهم كانوا يفعلون هذا ، فهذا نوع من الابتداع في الدين وقع فيه الجماهير ، ثم تبعهم فيه بعض أهل السنة وهذا مثال صالح للموضوع ، شو حجتهم ؟ أدلة عامة ، ليس هناك نص صريح بأن الرسول - عليه السلام - كان يضع بعد رفع الرأس من الركوع ، وإنما احتجوا بأدلة عامة ، وهذا هو مأخذ المبتدعة الذين أدخلوا في الإسلام الألوف إن لم نقل عشرات الألوف من البدع ، يحتجوا بالنصوص العامة ، شو حجتنا نحن أهل السنة الذين يقبضون بعد الركوع ، والذين لا يفعلون ؟ شو حجتنا على هؤلاء المبتدعة ؟ يا أخي هذه النصوص اللي أنتو بتحتجوا فيها وتفهمون جواز ما تفعلون انطلاقًا منها ، السلف الصالح كان أولا على علم بها ، وثانيًا : كانوا أحرص منكم بكثير على التطبيق ما لو كانت تدل على ما تفهمون منها ، فإذ لم يفعلوا ، فمعناها فهمكم هذا خطأ ، من هنا نحن نحتج بالآية الكريمة كما تعلم : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، سبيل المؤمنين يشمل الإسلام كله أصلا وفرعا ، لا يتعلق فقط في العقيدة ، بالعقيدة ، بالعبادة ، في المعاملات ، في السلوك في الأخلاق وإلى آخره ، ولذلك نحن نهتمُّ كثيرًا وكثيرا جدًّا بالدندنة حول منهج السلف الصالح ، لأنهم كانوا أصفى قلوبًا ، وأحرص عبادة وعملًا ، وإلى آخره ، فحينما لا يأتينا حتى ولا عن إمام من أئمة المسلمين ولم يكن من الأربعة فليكن من الأربعين والأربعمية ، أنه يسن وضع اليدين بعد رفع الرأس من الركوع ، أنا ألحق هذا بالبدعة ، لكن ما ألحق من يفعل هذا بأنه مبتدع ، لأنه استند إلى نص توهم منه أنه يدل ، لكني أقيم الحجة عليه بنفس مذهبه الذي هو يلتقي معي فيه ، وهو :

" وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِ مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَن خَلَفْ " .

مواضيع متعلقة