هل يعتبر عدم تقبيل يدي الوالدين نوع من أنواع العقوق ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يعتبر عدم تقبيل يدي الوالدين نوع من أنواع العقوق ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب يا شيخ ، لو قابلنا الوالدين بعدم التقبيل ما قبلنا على يديه ، ولا قبلنا صباحه لرأوا منَّا الجفوة ، وهذا نوع أو يعتبر نوع من أنواع العقوق ، أليس كذلك ؟

الشيخ : ليس كذلك .

السائل : لم ؟

الشيخ : إن كنت تدري ما هو العقوق ، فالجواب : ليس كذلك ، فما هو العقوق ؟

السائل : التعبيس في وجههما يعتبر منه .

الشيخ : سامحك الله ، يغلب عليك الحيدة يا جمال ، أتدري ماذا كان السؤال ؟

السائل : نعم .

الشيخ : وهو ؟

السائل : تقول أتدري ما هو العقوق ؟

الشيخ : هل أجبت ؟

السائل : أجبت .

الشيخ : عجيب !! هل أجاب ؟ سبحان الله !! لهون يعني وصل بك الأمر ؟! سامحك الله في الدنيا والأخرى .

السائل : آمين .

الشيخ : آ ، ما هو العقوق ؟

السائل : كما قال الله - سبحانه وتعالى - .

الشيخ : لا تحد ، لا تحد ، ما أسألك ما قال الله ، أسألك عن العقوق ، ما هو ؟! العقوق الذي قال عنه الرسول : ( أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ) إلى آخر الحديث ، ما هو هذا العقوق ؟

السائل : عدم طاعتهما .

الشيخ : ما هو ، ولا تعطي جوابا متسائلا ، وإنما أعط جوابا حسب ما تعلم أو قل : .

السائل : لا أعلم .

الشيخ : " نصف العلم لا أدري " .

السائل : لا أعلم .

الشيخ : فالعقوق هو عند العلماء له تفسيران : الأول مطلق مخالفة الوالدين فيما يأمران به أمرا ليس فيه مخالفة للشرع ، واضح هذا ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، حطه في بالك .الأمر الثاني أو القول الثاني : -وهو الأصح في رأينا- مخالفة الوالدين فيما يأمران به مما أمر الله به ورسوله . واضح ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : في الحالة الأولى : فيه معصية ، أو لعلي أبعدت في التعبير ، على القول الأول : إذا الوالد أمر ابنا له بأمر مباح فعله شرعا وجب على الولد إطاعة الوالد ، فإذا لم يطع ، عصى وأثم ، لكن ليس عاقًا ، بخلاف القول الثاني ، ظهر لك الفرق ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ام ، وأنت إذا طبقت القولين على ما كنا في صدده ، يتبين لك أن مخالفة الولد في عدم الخضوع لرغبة الوالد في تقبيل اليد ، ليس فيه لا عقوق ، ولا معصية .أما أنه لا عقوق بالمعنى الذي رجحناه فواضح .

السائل : نعم .

الشيخ : أما بالمعنى المرجوح وهو القول الأول : فإنهما لا يأمران الولد بأمر مباح شرعًا ، لأننا كنا في صدد بيان أتقبيل يد الوالد كتقبيل يد العالم أم لا ؟! فلو فرضنا أنه كتقبيل يد العالم يكون طاعة وعبادة ، وأمرا مستحبا ، فيجب حينئذٍ إذا صح إلحاق الأم كما أردت أنت بالعالم ، يجب على الولد حين ذاك إطاعته ، لأنه إنما يأمر بما هو ليس فقط جائز ، بل ومستحب ، لما فيه من إجلال العالم ومن ألحق بالعالم فرضا .أما والمسألة ما سُلِّم بهذا الإلحاق وقيل إن هذا من محدثات الأمور ، لأن السلف الصالح ما يعرفون إجلال الوالدين بتقبيل اليد في أي مناسبة من المناسبات ، فإذا أمر الوالد ولدا من أولاده بأمر غير مشروع ، فخالفه ، لا يكون عاصيا فضلًا عن أن يكون عاقا ، وبهذا نقول : قضي الأمر الذي فيه تستفيان .

السائل : ونحن نقول : نستأذنكم .

الشيخ : آ ، بدري .

السائل : بارك الله فيكم .

مواضيع متعلقة