ما توجيه الحديث الذي فيه : ( لا يزني الزاني جين يزني وهو مؤمن ) وما معنى الإيمان هنا . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما توجيه الحديث الذي فيه : ( لا يزني الزاني جين يزني وهو مؤمن ) وما معنى الإيمان هنا .
A-
A=
A+
السائل : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) !

الشيخ : نعم .

السائل : مش داخل في الإيمان والإسلام ؟

الشيخ : بلى ، بس الإيمان هنا ينتقل الموضوع ، الإيمان يزيد وينقص ، الإيمان يزيد وينقص ، فالحديث يحمل على هذا المعنى : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) كامل الإيمان ، لأنه لو كان إيمانه كاملًا ما زنى ، وكذلك ما سرق وما نهب وإلى آخر ما جاء في الحديث ، الإيمان عند علماء المسلمين خلفهم وسلفهم إلا من شذ يزيد وينقص ، زيادته بالعمل الصالح ونقصانه بالعمل الطالح ، فكلما ازداد المسلم عملًا صالحًا ، كلما ازداد إيمانه ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ فلذلك إذا عرفنا هذه الحقيقة فإذًا نقول : لا نفهمَنَّ من كل حديث جاء فيه نفي الإيمان عن شخص ما بأنه خالف الشرع في مسألة ما ، نقول : إذن هذا كفر ، لأنه هذا سبيل الخوارج ، مثلًا قال - عليه السلام - في حديث آخر : ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له ، ولا دينَ لِمَن لا عهدَ له ) ، ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له ) افهموها على هذا التفصيل : لا إيمان له كاملًا ، مش نفى الإيمان كله ، وغير معقول ننفي الإيمان وهو يعتقد بالله ورسوله والبعث والنشور ويصدق بكل بكل ما جاء عن الرسول - عليه السلام - ، لكن النفس تغلبه فيخون الأمانة ولا يؤديها ، إذن هذا معناه أن إيمانه ناقص ، الإسلام له تعابير يطلق النفي فيقول : ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له ) ، من باب التحذير عن الخيانة في أداء الأمانة ، لكن لا يعني أنه لو كان ، لو فرضنا أن الإسلام مئة جزء وهو يعمل بتسع وتسعين جزءًا وترك جزءًا واحدًا ، فبالمية واحد إيمانه ناقص ، فمن أجل هالإيمان اللي بالمية واحد ما ننفي التسعة وتسعين ، لا بنقول : هذا مؤمن وإيمانه يغلب قلة إيمانه ، لأنه القيمة القلة واحد بالمئة ، فلما بقول الشارع الحكيم : ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له ) يعني الحظ لكل مسلم أن يكون أمينا على أمانات المسلمين ويؤديها ولا يخون فيها ، لكن لا نفهم أنه كافر .

مواضيع متعلقة