توضيح الشيخ لحكم إطلاق كلمة الكفر أو النفاق على كل من بدر منه مخالفة شرعية في ظاهرها توهم بالكفر والنفاق .
A-
A=
A+
الشيخ : هنا لا بد لي من أن أذكر فائدة علمية قد تخفى على بعض الناس ، فإذا ما علموها انحلت لهم مشاكل علمية ، يقول الرسول - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّثَ كذب ، وإذا وعدَ أخلف ، وإذا اؤتُمِنَ خان ) : هل معنى هذا أن الذي يعد فيخلف هو كافر ، وهو في الدرك الأسفل من النار ؟! كما قلنا آنفًا ، هذا الإشكال ، الجواب : لا ، ولكن كيف ؟ كيف نفهم كيف نجيب الناس إذا ما استشكلوا مثل هذا الإشكال ؟ حل المشكلة بأن نتذكر حقيقة علمية أخرى لها صلة ببعض أطراف السؤال اللي ألقاه الأخ السَّائل وفيه عديد من الأسئلة كل طرف منها يحتاج إلى محاضرة ، إذا عرفنا أن الكفر قسمين : كفر اعتقادي ، وكفر عملي ، حينئذٍ نعرف أنه لا يجوز أن نطلق الكفر على كل من خالف الشريعة في حكم ما أو في مسألة ما ، كذلك إذا عرفنا أن النفاق كالكفر ، الكفر ينقسم إلى كفر اعتقادي وكفر عملي ، كذلك النفاق ينقسم إلى : نفاق اعتقادي ونفاق عملي ، فمن كان نفاقه نفاقًا قلبيًّا فحكمه حكم الذي يكفر كفرًا قلبيًّا ، فكلاهما مرتد عن الدين ، وكلاهما في النار من الخالدين ، أما من كان كفره كفرًا عمليًّا أو كان نفاقه نفاقًا عمليًّا ، فهذا تنجيه شهادته يوم القيامة : (( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )) ، النفاق هو أصله : أن تظهر خلاف ما تبطن ، فبالنسبة للنفاق الكفر الذي يكون في الدرك الأسفل صاحبه من النار ، هو ماذا يظهر ؟ يظهر الإسلام لكنه يبطن الكفر ، النفاق العملي العكس تمامًا ، هو يبطن الإسلام ، يؤمن بالله ورسوله ، يؤمن بأنه الإخلال في الوعد معصية والخيانة ونحو ذلك مما ذكر في الحديث ، يؤمن أنه هذا لا يجوز إسلاميًّا ، لكن عمله بخلاف ما في قلبه ، المنافق عمله بخلاف ما في قلبه ، لكن شتان بينهما ، ذاك ما في قلبه هو الكفر ، هذا المنافق المسلم ما في قلبه هو الإيمان ، لكن ما في عمل المنافق الأول الكافر هو الإسلام ، وما في عمل المسلم المنافق هو عمل الكافر ، فهو يخون مثلًا لا يؤدي الأمانة ، يخاصم إذا فجر إلى آخر ما هنالك من خصال ، فحينما نقرأ إذًا هذا الحديث الصحيح : ( آية المنافق ثلاث ) يجب أن نستحضر : آية المنافق المؤمن ، مش آية المنافق الكافر ، آية المنافق المؤمن فهو من جهة مؤمن ولكن من جهة منافق ، كيف هذا ؟ لأنه يظهر أن الخيانة لا تجوز ، يؤمن بأن الخيانة لا تجوز ولكن هو يخون ، لا يؤدي الأمانة ويعتقد أنه هذا مخالف للشريعة ، لكنه لا يؤدي الأمانة فإذًا هو عمليًّا منافق وليس قلبيًّا ، ذاك عمليًّا مسلم ولكنه قلبيًّا كافر .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 184
- توقيت الفهرسة : 00:00:00