تقسيم الشيخ لأحوال الأسئلة التي توجه من الناس ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تقسيم الشيخ لأحوال الأسئلة التي توجه من الناس ؟
A-
A=
A+
الشيخ : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )) ، فالسؤال على قسمين : سؤال لحاجة ، وسؤال لغير حاجة ، فالقسم الأول ممدوح وهذا من معاني قوله - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، والقسم الآخر غير ممدوح بطبيعة الحال ، هنا في الحديث ليس المقصود التحدث عن السؤال الممدوح والسؤال المقدوح ، إنما المقصود به لماذا قليل سؤّاله كثير سؤّاله ؟ كما قلنا آنفًا : لأنه في العهد الأول ينتشر العلم ويقوم العلماء بواجب بيان العلم ونشره ، فيصبح الشعب واعيا ، يصبح الشعب فقيها ، إلا في ما ينزل به من مسائل أو نوازل ، فهنا لا بد من السؤال ، على العكس من ذلك الزمن الأخير بسبب عدم قيام العلماء بواجب تعليم الناس وتفقيههم فيما يهمهم من أمور دينهم ، ليس فيما يعرض لهم ، يصبح الناس يكثرون السؤال ، وأنا قلت لكم آنفًا : أنا أعرف الناس بذلك ، خاصة الذين يعيشون معنا هنا ليلا نهارا الأسئلة ، مضطرين نقول : الأسئلة بعد العشاء ، وإلا لجلسنا هكذا نفتح باب الاستفتاء ، وباب فتوى ، دائرة فتوى ، ولا ليس ، وليس كدوائر الإفتاء ، لأنها لها أوقات معينة ، ليلا نهارا الأسئلة ، لماذا ؟ لأنه ما في عندهم من يسألوهم ، فضلًا أن يكون عندهم علماء يبلغونهم العلم ، فإذًا السؤال قسمان ، أضرب مثلًا الآن : العلماء متفقون إنو طلب العلم قسمان : فرض عين ، وفرض كفاية ، فرض العين : ما يجب على كل مسلم بالغ أن يعرفه ، الصلاة مثلًا والصيام يجب أن يعرف حتى يكون على بينة من صحة عبادته ، لكن إذا كان فقيرا ، لا يجب عليه أن يعرف أحكام الزكاة بخلاف ما إذا كان غنيا إذا كان فقيرا لا يجب عليه أن يعرف مناسك الحج والعمرة لأنه لا يستطيع الحج والعمرة ، وهكذا دواليك ، السؤال عن هذه الأمور التي تجب وجوبًا عينيًّا ، منشؤه يكون إما كما جاء في هذا الحديث : إما أن يكون السبب تقصير العلماء بتعليم الناس ، أو تقصير الناس بأن يتعلموا ، هذا كله ممكن ، لكن في الزمن الأول : الناس حصلوا العلم العيني ليس بطريق السؤال والجواب ، وإنما بطريق تعليم العلماء للشعب ، وكما أقول أنتم حضرتم أكثر من مرة لما أذكر حديث الجارية ، حديث الجارية راعية غنم عرفت عقيدتها في الله ، علماء الأزهر إلى اليوم يقولون : الله في كل مكان ، أو الله لا فوق ولا تحت لا يمين لا يسار إلى آخره ، الجارية راعية الغنم ( أين الله ؟ ) " في السماء " ؛ هل هي دخلت جامعة ؟ هل هي دخلت مدرسة ؟! لا ، لكن الجو الذي هي تعيشه علمها ما لا بد لها أن تتعلَّم ، لكن إذا عرض لها حكم يتعلق بالحيض يا ترى هذا حيض ولا مو حيض ؟ تلك المرأة التي اسمها فاطمة بنت أبي حبيش مكثت سنتين وهي لا تصلي ، لماذا ؟ لأنها كانت تستحيض ، وتوهمت أن هذا الدم هو دم حيض ، فتعلمت هذه من ضروريات حياة المسلمة أن الحائض لا تصلي ، فهي ظنت أن هذا الحيض لكثرته ليس ، هذا الدم لكثرته إنما هو حيض ، ثم ، الله أعلم ما الذي حملها جاءت إلى الرسول قالت : يا رسول الله ، إني أُستحاض وأنه مضى عليَّ سنتان . قال : ( إنَّما هذا هو عرق ) ، فشو بيقول في الحديث ؟ نعم ؟

السائل : توضَّئي لكل صلاة .

الشيخ : نعم ، لكن : ( اعتدِّي الأيام التي كنت تعتدِّينها ، وتوضَّئي لكل صلاة ) ؛ إذًا كانت تحيض سبعة أيام قبل انقطاع العرق هذا ، إذًا هي تعمل حسابها سبعة أيام فهي حائض ، الشاهد مثل هذا سؤال عارض لازم تسأل ، لكن الأمور العينية الرسول والصحابة الذين يتلقون العلم ومنهم سيد تلك الجارية المعروف بمعاوية بن .

السائل : ابن الحكم السلمي .

الشيخ : ابن الحكم السلمي ، فهو صحابي ، هو علمها ؛ ولذلك أجابت الجواب الصحيح ، يوم تنعكس القضايا ويصبح الناس جُهَّالًا كما قال - عليه السلام - : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئِلُوا فأفتوا بغير علمٍ ؛ فضلُّوا وأضلُّوا ) ، فيكون حينئذٍ كثرة السؤال هو لسببين اثنين : إما لعدم قيام العلماء حقًّا بواجبهم ، أو لفقدان العلماء كما في هذا الحديث الأخير ، والله المستعان . قولك هنيئًا ما بيناسبنا .

السائل : إيش ؟

الشيخ : شرب الآن ما بيناسبنا ، لأنه بيسد مكان محل الطعام .

مواضيع متعلقة