رجوع الشيخ للحديث عن بيان وتوجيه قول عمر : - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رجوع الشيخ للحديث عن بيان وتوجيه قول عمر :
A-
A=
A+
الشيخ : جاءت خلافة عمر بن الخطاب وهم كذلك ، وكان كما تعلمون من عدل عمر وحرصه على مصالح أمته كان يخرج ليلا ويتحسس أخبار الأمة ، فدخل المسجد فرآهم يصلون هكذا متفرقين ، فقال لمن كان حوله : " لو أننا جمعناهم وراء إمام واحد " ، فعزم على الأمر ، وأمر أبي بن كعب أن يصلي بالناس إماما ، فصلى في الليلة القابلة بالناس إماما جماعة واحدة ، وخرج عمر كعادته فلما رأى المسلمين يصلون جماعة وراء إمام واحد قال هذه الكلمة : " نعمت البدعة هذه " ، وتمام كلمته " والتي ينامون عنها أفضل " يعين يشير بآخر كلمته إلى أن صلاة الليل أفضل أوقاتها الهجير الأخير من الليل ، لكن هنا جماعة وهناك فضيلة وقت ، فأي الفضيلتين تتغلب على الأخرى ؟! أفضيلة الجماعة في الوقت الأول من الليل ، أم انفراد المنفرد بصلاة الليل في آخر الليل ؟! لا شك أن يد الله كما جاء في الحديث الصحيح : ( يد الله على الجماعة ) ، الشاهد أن عمر رضي الله تعالى عنه قال في هذه الجماعة التي رآها أمامه : " نعمت البدعة هذه " ، فسماها بدعة هل هي بدعة فعلًا ؟ الجواب : لأ ، وبلى ، كيف ؟ ليست هي بدعة شرعا ، لأنه لم يبتدعها من عنده إنما أحيا سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لأنكم سمتعم آنفًا ما كنتم سمعتموه إن شاء الله قديمًا وكثيرًا وكثيرًا جدًّا : " أن الرسول صلى بأصحابه ثلاث ليال جماعة " ، إذًا صلاة التراويح جماعة في رمضان لا يجوز للمسلم أن يقول : إنها بدعة ، أي بدعة شرعية استحسنها العلماء ، حاشا لله ، وإنما سنها رسول الله سيد الرسل والأنبياء ، إذًا هي ليست بدعة بالمعنى الذي يريده كثير من الناس الذين أساؤوا فهم هذا الأثر العمري ، حيث قال : " نعمت البدعة هذه " إذًا لماذا سماها بدعة ؟ لأنها كانت متروكة بعد الرسول بعد الليلة الثالثة تركت ، حياة أبي بكر الصديق تركت ، الشطر الأول من خلافة عمر بن الخطاب تركت فأصبحت نسيا منسيا ، وكانوا يصلون كما ذكرتم ليس جماعة وراء إمام واحد ، فلما رآهم مجتمعين قال هذه الكلمة : " نعمت البدعة " ، أي حديثة ، أي لغويا أي حديثة لكنها قديمة ، ولذلك لأبي عمار ونحن قادمون إلى هنا : أثر صحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " ، عليكم بالأمر العتيق : أنا أضرب لكم الآن مثلًا : أنا أدري جيدا في هذا البلد وفي سورية وكثير من البلاد الإسلامية سنة إقامة صلاة العيد في المصلى كانت نسيا منسيا ، كان المسلمون في سورية وفي الأردن يصلون العيد في المساجد كما يفعلون في الصلوات الخمس ، وصلاة الجمعة ، كم يا ترى مضى على هذه السنة لا يعرفها أهل هذا البلد أو ذاك البلد ؟! سنين طويلة ، فحينما تحيى هذه السنة ، أهل البدعة أهل الجهل بالسنة يقولون : هذه البدعة ويعنون بذلك إنه شيء جديد وهو فعلًا شيء جديد ، لكنه القديم بعينه ، لقول عبد الله بن مسعود : " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " ، ما هو الأمر العتيق في قيام رمضان ؟ المسمى بصلاة التراويح ؟ أهو الصلاة جماعة أم صلاتها فرادى ؟ عرفتم أن الرسول صلى ثلاث ليالي .

مواضيع متعلقة