نصيحة الشيخ لأحد الشباب المبتلين بالعادة السرية وما أصابه من أضرار نفسية وبدنية بسببها . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نصيحة الشيخ لأحد الشباب المبتلين بالعادة السرية وما أصابه من أضرار نفسية وبدنية بسببها .
A-
A=
A+
الشيخ : نعم .

السائل : ألو .

الشيخ : نعم .

السائل : ألو .

الشيخ : نعم .

السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : شو أخبارك ؟

الشيخ : الحمد لله .

السائل : أنا يا شيخ أتكلم من الكويت .

الشيخ : أهلن ، نعم ؟

السائل : أقول يا شيخ .

الشيخ : قل !

السائل : عندي رسالة من واحد يريد أن يلقيها عليك كي تجيبه عليها ؟

الشيخ : ورسالة نجيب عليها بالهاتف ؟

السائل : إي نعم لأن هو .

الشيخ : لا ما فيه مجال لمثل هذه المخاطبة الطويلة ، قدم السؤال بإيجاز حتى نجيب عنه .

السائل : طيب ، هو يقول : أنا شاب عمري 16 سنة تقريبا ، وقعت في معصية العادة السرية الاستمناء ، يقول : زاولتها سنين ، ثم أحسست أني أصابتني منها أضرار نفسية وجسدية أيضًا من عندها يعني رعشة في الجسد ، وعقلي صار فيه خبل يقول ، وقاعد يزداد الخبل هذا مع الأيام مع استعمالها ، يقول وتركتها منذ شهر تقريبا لكن ، يعني هو يقول أنا تركتها منذ شهر يقول : تركتها منذ شهر يقول : ولازالت آثارها النفسية والجسدية يعني مستمرة معي ، ويقول يعني متضايق جدًّا من هذا الأمر ، حتى أني ما أستطيع أن أجالس أي واحد من الشباب السلفي أو يعني أجتمع معهم أو أحضر دروسهم .

الشيخ : الجواب : اسمع الجواب ، اسمع الجواب : ذلك بما كسبت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ، وقال - تعالى - : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )) ربنا - عز وجل - قد بين في الكتاب الكريم كل شيء تحتاجه الأمة ، من ذلك صيانة أفرادها لصحتها المادية البدنية ، والمعنوية الروحية ، من ذلك أن الإنسان ابتلي بحكمة من الله بالغة بالشهوة البهيمية ، ولكن الله - عز وجل - لتلك الحكمة ، لم يجعل الإنسان كالبهيمة ، وإنما فضله كما قال في القرآن الكريم : (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )) من هذا التفضيل أنه نظم لهم ما يسمى بالجنس ، ما يسمَّى اليوم بالجنس أي : هو الزواج والنكاح ، فقال : (( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ )) ، وقال في مدح المؤمنين الصادقين : (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )) ، قال - تعالى - وهنا الشاهد : (( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) : هذا الشاب وأمثاله كثيرون اليوم مع الأسف ، لقد ابتغوا وسيلة غير شرعية لصرف الشهوة البهيمية ، فابتغوا وراء الزواج الميسر اليوم إلى حد كبير العادة السرية ، ولذلك فهم عادون : أي باغون ظالمون معتدون على أنفسهم أوَّلًا ، وبالتالي على الحكم الشرعي ثانيًا ، لكن ربنا - عز وجل - رؤوف رحيم ، فقال في بعض الآيات في وصف عباد الرحمن : (( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عملًا صالحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )) ، فالشاهد أن الله غفور رحيم يغفر أكبر الكبائر الذي هو الإشراك بالله - عز وجل - ، كما سمعت في هذه الآية ، فبالتالي يغفر لكل شاب تعاطى العادة السرية ، فأضر بدينه وبجسده في آن واحد ، ولذلك فهو قد حصل العاقبة العاجلة في الدنيا ضعف جسمه ، وهان عقله ، وحتى كما قلت : بدأ لا يشعر بالإنس مع الإنس وانزوى وانطوى على نفسه ، لذلك نحن نقول له : أوَّلًا : أن يتوب إلى الله توبة نصوحا مما فعل بنفسه وبدينه ، وثانيا : أن يعزم على ألا يعود مهما راودته نفسه الأمارة بالسوء أن يعود إلى العادة السرية ، وثالثًا وأخيرًا : أن يكثر من الطاعات والعبادات حتى يعوض ما فاته من الخير بسبب العادة السرية ، ومن هذه الطاعات التي تمس وضعه هو : أن يطبق أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ألا وهو قوله : ( يا معشر الشباب ، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّجْ ؛ فإنه أغَضُّ للبصرِ ، وأحصَنُ للفرجِ ، ومن لم يستطِعْ فعليه بالصَّوم ؛ فإن له وجاء ) ، وأنا حينما أذكر بهذا الحديث ذاك الشاب وأمثاله ، أدري وأعلم بتجربتي أنه سيحتج أن الزواج بالنسبة إليه غير متيسر الآن ، وأقول .

السائل : بالضبط .

الشيخ : وأقول : هذه حجة داحضة ، لأنه إن كان لا يستطيع الزواج الآن ، ويستغني بذلك عن العادة السرية ، فقد جعل الله له مخرجا أن يصوم ، لأن النبي قد ذكر في هذا الحديث أن الصوم له وجاء ، فما بال هؤلاء الشباب يدعون المتيسر من المعالجة ، ويحتجون بالمعالجة التي لا يجدونها ؟! هلا عكسوا هلا عملوا وطبقوا العلاج المتيسر ، إلى أن ييسر الله لهم العلاج المتعسر ، العلاج المتيسر هو : الصوم ، والعلاج المتعسر على كثير من الشباب هو : الزواج ، فإذا لم يستطع الزواج فعليه بالصيام ، فإنه له وجاء ، هذا هو الجواب ، وإن كان قد طال ، فقد رأيت من الواجب علي أن أقدم هذه النصيحة لكثرة الشباب الذين يبتلون بالعادة السرية ، مع التنبيه أن هذه العادة مخالفة للنَّصِّ القرآني الآنف ذكره ، والتنبيه الآخر : ألا يغتَرُّوا ببعض الفتاوى التي قد يسمعونها من بعض من نصبوا أنفسهم للفتوى بغير الاعتماد على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وإنما بالاعتماد على بعض الآراء الفقهية ، التي لا سنام لها ولا خطام .

وختامًا أقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

مواضيع متعلقة