ما هو الحكم الشرعي في استباحة الشرطة لحرمات المساجد بالهجوم المسلح وقتل المصلين وهل يصح أن نقول بأن هذه الحكومات يجب طاعتها وعدم الخروج عليها ؟
A-
A=
A+
السائل : سائل - أيضًا - يسأل ويقول : ما هو الحكم الشرعي في استباحة حرمات المساجد بواسطة قوات الشرطة وما يسمى بالأمن بالهجوم المسلح وقتل للمصلين وهل يمكن أن نطلق على هذه الحكومات التي تفعل ذلك بحكومات يجب طاعتها وعدم الخروج عليها ؟
الشيخ : أما هذا الاعتداء فهو بلا شك ويفهم من الجواب السابق أنه شر ما يقع في مساجد المسلمين الذين يمنعون من الصلاة في بيوت الله - عز وجل - الذي لا يفعل هذا المنع إلا المشركون كما كانوا يفعلون مع المسلمين الأولين في الدار التي هاجر منها المسلمون الضعفاء وهي مكة أما أن لهؤلاء طاعة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما هو مقطوع به عند علماء المسلمين بناءً على أحاديث صحيحة وكثيرة جدًّا أما الخروج على هؤلاء فنحن لا نرى الخروج على حكام المسلمين إلا إذا رئي منهم الكفر البواح ولا شك أن ضرب المسلمين في مساجدهم هو كفر بواح وصراح ولكن نرى في الوقت نفسه أن الخروج عليهم ينبغي الإعداد له بالإعداد المعنوي أولًا ثم المادي ثانيًا ولذلك فنحن نرى كثيرًا من البلاد الإسلامية التي ابتلي بها المسلمون بمثل هؤلاء الحكام الذين يضربون المصلين ويمنعونهم من ارتيادهم لبيوت الله - تبارك وتعالى - نراهم أنهم لا يصبرون كما صبر الضعفاء الأولون من المسلمين وإنما يستعجلون كما جاء في بعض الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال لهم : ( ولكنَّكم قومٌ تستعجلون ) ؛ لذلك ننصح إخواننا المسلمين الذين يعيشون في مثل تلك البلاد الذين يمنعون من أداء الصلوات في المساجد ألا يستعجلوا بالخروج عليهم ولما يستعدوا الإعداد المشروع كما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً )) ، والاستعداد استعدادان وهنا لا بد لي من كلمة قصيرة ومعذرة فأقول : إن الله - عز وجل - قد أمر في القرآن الكريم المسلمين بقوله : (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) صريح هذه الآية واضح لكلِّ عربي حيث أن الله - عز وجل - أمر المسلمين كافة أن يعدُّوا كل عدَّة يرهبون بها عدو الله وعدو المسلمين هذا أمر واضح لا يحتاج إلى توضيح لكن لا بد من ذكر أمرين اثنين أحدهما يتفرَّع من الإعداد المادي المأمور في الآية وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - وهو كالتفسير ولا أقول هو تفسير للآية إنما هو كالتفسير للآية ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ألا إن القوَّة الرمي ، ألا إن القوَّة الرمي ، ألا إن القوَّة الرمي ) فالذي أريد بيانه بمناسبة هذا الحديث أنه أولًا ليس حصرًا للقوة وإنما هو ذكر لأقوى قوة كانت معروفة ينال بها المسلم من عدوه يومئذٍ ألا وهو الرمي بالنبال وبالسهام ، أما اليوم فلا يخفى على الجميع أن هذه النبال وهذه السهام لا تكون ولا تحقق نكاية في العدو فلا بد من اتخاذ الوسائل المعروفة اليوم من الرماية بشتى أنواعها وأشكالها لهذا حينما يُؤمر المسلمون بأن يعدوا هذه العدة المادية فلا يكفي أن يقنعوا بما يسمى بتعاطي الأسلحة الخفيفة فلا بد من التوسع في إعداد القوة التي تحقق النكاية والنصر على العدو هذا الأمر الأول والأمر الآخر وهو الأهم عندي أن الله - عز وجل - حينما قال : (( وَأَعِدُّوا )) إنما خاطب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين رباهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تلك التربية التي ظهرت آثارها في المعارك التي قامت بين المسلمين وبين المشركين فكانت الغلبة للمسلمين عليهم فالخطاب هنا إذا ما أعملنا الأمر في كل العصور كما هو الواجب فإنما ينبغي أن نلاحظ أن الأمر موجه إلى المسلمين الذين ربوا مثل تلك التربية أي : ربوا على الكتاب والسنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح فيوم تتحقق هذه الغاية العليا وهي هذه التربية يومئذٍ يجب على هؤلاء أن يقوموا بتنفيذ ظاهر هذا النص الصريح (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) إلى آخر الآية أما ما نشاهده اليوم في بعض البلاد المصابة بمثل أولئك الحكام الفاسقين الظالمين الكافرين فأقول لهؤلاء المسلمين المضطهدين المظلومين أذكرهم بالحكمة المعروفة وهي مستنبطة من بعض الأحاديث الصحيحة التي سبق ذكرها آنفًا تلك الحكمة هي : " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " ؛ ولذلك أذكرهم بمثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سرَّاء حمد الله وشكر ، فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر ، فكان خيرًا له ؛ فأمر المؤمن كله خير ) لا أريد أن يفهم أحد من كلمتي هذه خلاف ما فيها من صراحة بوجوب الإعداد الإعداد المعنوي والمادي أنني أعني بالصبر ألا يعملوا شيئًا بل عليهم أن يعملوا الأمرين معا وهو ما نكني عنه في بعض كلماتنا بالتصفية والتربية أعني بالتصفية أن نصفي هذا العلم الذي ورثناه من آبائنا فيه الخير كله ولكن فيه ما يعكره مما هو مخالف للكتاب والسنة ولما كان عليه السلف الصالح سواء ما كان منه متعلقًا بالعقيدة بالإيمان بالتوحيد أو كان متعلقًا بالأحكام والفقه أو كان متعلقًا بالأخلاق والسلوك لا بد من القيام بهذه التصفية وإقامة التربية على أساسها ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله .
نعم .
الشيخ : أما هذا الاعتداء فهو بلا شك ويفهم من الجواب السابق أنه شر ما يقع في مساجد المسلمين الذين يمنعون من الصلاة في بيوت الله - عز وجل - الذي لا يفعل هذا المنع إلا المشركون كما كانوا يفعلون مع المسلمين الأولين في الدار التي هاجر منها المسلمون الضعفاء وهي مكة أما أن لهؤلاء طاعة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما هو مقطوع به عند علماء المسلمين بناءً على أحاديث صحيحة وكثيرة جدًّا أما الخروج على هؤلاء فنحن لا نرى الخروج على حكام المسلمين إلا إذا رئي منهم الكفر البواح ولا شك أن ضرب المسلمين في مساجدهم هو كفر بواح وصراح ولكن نرى في الوقت نفسه أن الخروج عليهم ينبغي الإعداد له بالإعداد المعنوي أولًا ثم المادي ثانيًا ولذلك فنحن نرى كثيرًا من البلاد الإسلامية التي ابتلي بها المسلمون بمثل هؤلاء الحكام الذين يضربون المصلين ويمنعونهم من ارتيادهم لبيوت الله - تبارك وتعالى - نراهم أنهم لا يصبرون كما صبر الضعفاء الأولون من المسلمين وإنما يستعجلون كما جاء في بعض الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال لهم : ( ولكنَّكم قومٌ تستعجلون ) ؛ لذلك ننصح إخواننا المسلمين الذين يعيشون في مثل تلك البلاد الذين يمنعون من أداء الصلوات في المساجد ألا يستعجلوا بالخروج عليهم ولما يستعدوا الإعداد المشروع كما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً )) ، والاستعداد استعدادان وهنا لا بد لي من كلمة قصيرة ومعذرة فأقول : إن الله - عز وجل - قد أمر في القرآن الكريم المسلمين بقوله : (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) صريح هذه الآية واضح لكلِّ عربي حيث أن الله - عز وجل - أمر المسلمين كافة أن يعدُّوا كل عدَّة يرهبون بها عدو الله وعدو المسلمين هذا أمر واضح لا يحتاج إلى توضيح لكن لا بد من ذكر أمرين اثنين أحدهما يتفرَّع من الإعداد المادي المأمور في الآية وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - وهو كالتفسير ولا أقول هو تفسير للآية إنما هو كالتفسير للآية ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ألا إن القوَّة الرمي ، ألا إن القوَّة الرمي ، ألا إن القوَّة الرمي ) فالذي أريد بيانه بمناسبة هذا الحديث أنه أولًا ليس حصرًا للقوة وإنما هو ذكر لأقوى قوة كانت معروفة ينال بها المسلم من عدوه يومئذٍ ألا وهو الرمي بالنبال وبالسهام ، أما اليوم فلا يخفى على الجميع أن هذه النبال وهذه السهام لا تكون ولا تحقق نكاية في العدو فلا بد من اتخاذ الوسائل المعروفة اليوم من الرماية بشتى أنواعها وأشكالها لهذا حينما يُؤمر المسلمون بأن يعدوا هذه العدة المادية فلا يكفي أن يقنعوا بما يسمى بتعاطي الأسلحة الخفيفة فلا بد من التوسع في إعداد القوة التي تحقق النكاية والنصر على العدو هذا الأمر الأول والأمر الآخر وهو الأهم عندي أن الله - عز وجل - حينما قال : (( وَأَعِدُّوا )) إنما خاطب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين رباهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تلك التربية التي ظهرت آثارها في المعارك التي قامت بين المسلمين وبين المشركين فكانت الغلبة للمسلمين عليهم فالخطاب هنا إذا ما أعملنا الأمر في كل العصور كما هو الواجب فإنما ينبغي أن نلاحظ أن الأمر موجه إلى المسلمين الذين ربوا مثل تلك التربية أي : ربوا على الكتاب والسنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح فيوم تتحقق هذه الغاية العليا وهي هذه التربية يومئذٍ يجب على هؤلاء أن يقوموا بتنفيذ ظاهر هذا النص الصريح (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) إلى آخر الآية أما ما نشاهده اليوم في بعض البلاد المصابة بمثل أولئك الحكام الفاسقين الظالمين الكافرين فأقول لهؤلاء المسلمين المضطهدين المظلومين أذكرهم بالحكمة المعروفة وهي مستنبطة من بعض الأحاديث الصحيحة التي سبق ذكرها آنفًا تلك الحكمة هي : " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " ؛ ولذلك أذكرهم بمثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سرَّاء حمد الله وشكر ، فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر ، فكان خيرًا له ؛ فأمر المؤمن كله خير ) لا أريد أن يفهم أحد من كلمتي هذه خلاف ما فيها من صراحة بوجوب الإعداد الإعداد المعنوي والمادي أنني أعني بالصبر ألا يعملوا شيئًا بل عليهم أن يعملوا الأمرين معا وهو ما نكني عنه في بعض كلماتنا بالتصفية والتربية أعني بالتصفية أن نصفي هذا العلم الذي ورثناه من آبائنا فيه الخير كله ولكن فيه ما يعكره مما هو مخالف للكتاب والسنة ولما كان عليه السلف الصالح سواء ما كان منه متعلقًا بالعقيدة بالإيمان بالتوحيد أو كان متعلقًا بالأحكام والفقه أو كان متعلقًا بالأخلاق والسلوك لا بد من القيام بهذه التصفية وإقامة التربية على أساسها ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله .
نعم .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 168
- توقيت الفهرسة : 00:00:00