الشيخ : ذلك لأن " المثبت مقدم على النافي " ، " ومن علم حجة على من لم يعلم " لقد أثبت العلماء هذه القاعدة بكثير من النصوص الشرعية ومنها : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما نصره الله - عز وجل - على المشركين ودخل مكة فاتحًا منصورا دخل جوف الكعبة وصلى فيها ركعتين ثم خرج فاختلف بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في كون النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى في جوف الكعبة أم لم يصل فأثبت ذلك هلال ونقل عفوا وأثبت ذلك بلال رضي الله تعالى عنه وروى ذلك عنه عبد الله بن عمر حيث وصف صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الكعبة بين عمودين وبينه - عليه الصلاة والسلام - وبين الجدار نحو ذراعين أو ثلاثة ونفى صلاته - عليه الصلاة والسلام - هذه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما وكل من هذين الصحابيين الجليلين ألا وهو بلال الذي نقل رؤيته إلى ابن عمر وعبد الله بن عباس الذي نفي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى في جوف الكعبة فماذا كان موقف العلماء من هذين الصحابيين الجليلين المثبت منهما لصلاته - عليه الصلاة والسلام - في جوف الكعبة والنافي لقد قالوا : " من علم حجة على من لم يعلم " على هذا قامت الشرائع الإسلامية كلها فمن روى حديثًا وكان ثقة كانت روايته حجة ومن لم يعلم ذلك الحديث فعدم علمه ليس بحجة .