الشيخ : نعم .

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

السائل : فضيلة الشَّيخ .

الشيخ : تفضل .

السائل : أنا كلمتك في الصباح من هذا اليوم من دولة قطر ألو .

الشيخ : أذكر ذلك .

السائل : عندي موضوع وأريد منك ما هو رأي الشرع في هذا الموضوع ؟

الشيخ : نعم .

السائل : يا أخي الفاضل أنا تعرفت هنا على فتاة من أصل قطري وبعد فترة هل تسمعني ؟

الشيخ : كل لي لك سمع .

السائل : الحمد لله أدام الله عليك هذه النعمة .

الشيخ : الله يحفظك .

السائل : وبعد أن قامت بيني وبينها علاقة وأهلي يعرفون بكل أحداث هذه العلاقة وأشهد الله بأنني صادق بكل كلمة ليس لك أنت ولكن بيني وبين الله بأن هذه العلاقة نظيفة وشريفة بيني وبين هذه الفتاة ولكن بعد مرور ستة شهور على علاقتنا وكانت تقول لي بأن الجنسية هي المشكلة ولكن بعد ستة شهور قالت لي أنا أوافق على الزواج ولكن أريد أن أطلعك على شيء مهم في حياتي .

الشيخ : شو الجنسية ؟ أوَّلًا شو الجنسية ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ما تقول فيه جنسية مختلفة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : هي قطرية .

السائل : وأنا أردني .

الشيخ : طيب .

السائل : وبعد ستة شهور من علاقتنا قالت بأن كان لي علاقة مع شاب قطري وخرجت معه وهي تبكي وتقول وأنا الآن لست بنتًا فهل توافق على الزواج مني فقلت لها فكنت مصرا أكثر وأنا شاب أحفظ من القرآن ما يعلمه الله وأرتاد المسجد بالفجر والعشاء وهذا شيء بيني وبين خالقي والحمد لله فكان كلي حرص وكلي إصرار على أن أستر هذه الفتاة في الدنيا تعود صالحة في المجتمع تؤدي دورها كأي ست مسلمة بدون أي عوائق ولن أتركها في هذا الجو المظلم من مصائب الدنيا فوافقت وقلت لها أنا أكفلك أمام الله بالزواج ولكن أريد منك أن تعاهديني في الله بأن تكون توبة صادقة وفعلًا لمست ذلك من خلال عملي وإياها بأنها قد عادت لا تصافح ولا تكلم وترتدي الحجاب ولا تعمل بالمكياج ولا تضع العطور وداومت أنا وإياها على هذه العلاقة ما يزيد على سنة وأجبرتها بحفظ ما هو يسير من القرآن وبالتوبة الصادقة والاستغفار والموقف الآخر بأنها قد عرضت هذه الفكرة على أهلها للزواج ولكن أهلها قالوا إنه ليس بقطري روحي اذهبي واحضري لنا شابا قطريا لا يصلي وخريج سجون ويسكر نوافق عليه ولا نوافق على هذا الشاب فذهبت إلى فضيلة الدكتور القرضاوي وأنا بصدد إلقاء هذا الموضوع على فضيلة العلماء إن كان في الأردن أو في سورية أو في مصر أو في السعودية أتحرى الحلال في هذا الموضوع وإلا ما أُجبرت أن أكلمك مكالمة دولية فيها من المتاعب المادية ما يكفي ولكن وقد أقول لك بأنني كان بالإمكان لا سمح الله أن يسور لي الشيطان وأخرج مع هذه الفتاة وأقضي حاجتي منها بالحرام بعد تيديدي بموقفها الذي فضح أمامي ولكن الله يشهد أعاهد الله بأن أكون سترها في الدنيا حتى يكون ستر الله علي في الآخرة وبعد أن عرضت الموقف على أهلها قالوا لا وسألت فضيلة الشَّيخ القرضاوي فقال لي إن كان بالإمكان أن تذهبوا إلى محكمة وتعقدوا وتملكوا على بعض فهذا جائز شرعا على المذهب الحنفي ولا يوجد فيه أية عقوق للوالدين فضيلة الشَّيخ أكون قد شرحت لك أحداث هذه القصة أولا ما هو موقف الشرع فيما لو فعلًا تم العقد وعقدت عليها عند محكمة في البحرين مثلًا ولم يوجد واحد من أهلها وأهلها معارضين وأنت تعرف وفوجؤوا بأني قد ملكت عليها ما هو موقف الشرع من هذا الملك وهذا العقد ؟ هل هو جائز شرعا ؟. بمقام الأخ الكبير والوالد لنا ماذا تريد أن توجه لنا توجيهات اجتماعية وماذا تريد أن تقول في الفتوى الشرعية ؟

الشيخ : أولا يا أخي أقول لك نسأل الله أن يثبتك أنت وإياها على الاستقامة التي أمر الله بها كل مسلم .

السائل : الحمد إن شاء الله وإياكم .

الشيخ : ثانيا : البلد الذي أنت تقيم فيه الآن هو قطر .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب هل تدري .

السائل : أود أن أقاطعك لحظة لو سمحت لي وأقول بأن البنت تدرس في البحرين وهي الآن مقيمة هناك وكان بالإمكان أن أذهب إلى البحرين ومن خلال دراستها أن أعقد عليها دون أن يعلم أحد فتفضل أنت الآن .

الشيخ : أنا أردت أن أستقرب الأمر لا أقول بقولة القرضاوي التي نقلتها إلي آنفًا حينما قال لك : اذهب إلى محكمة تحكم بالمذهب الحنفي فإنه يجوز لك أن تعقد عليها .

السائل : يجوز للبالغ العاقل الراشد البنت علما أن البنت عمرها 34 عاما .

الشيخ : اسمع .

السائل : تفضل يا سيدي الشَّيخ .

الشيخ : أرجوك كنت اعتذرت لك أو وجدت لك عذرا في المقاطعة الأولى أما الآن فكما أنصت لك فأنصت لي .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : فأقول لك إذا كانت المحكمة في قطر تحكم بحكم الشرع المنصوص عليه في قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( أيُّما امرأةٍ نكحت نفسها بنفسها دون إذن وليِّها ؛ فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن استجروا فالسلطان وليُّ مَن لا وليَّ له ) ، فإذا كان موقف أبو البنت كما ذكرت والعهدة على ما ذكرت عليك بطبيعة الحال والفتوى كما يقال على قدر النص فإذا كان أبوها لا يبالي أن يكون صهره فاسقًا فاجرًا أو مسلمًا صالحًا فهذا لا يصلح ليكون وليًا على هذه البنت التي ذكرت بأنها أنابت وتابت إلى الله - عز وجل - وحسن عملها ومنطلقها في حياتها لذلك فإذا كانت المحكمة عندكم في قطر إذا رفعت هذه المشكلة إلى القاضي هناك عندكم وذكرت له كما ذكرت لي آنفًا بأن أباها يقول كذا وكذا ولا يريد أن يزوج ابنته ويحقق فيها قول نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إذا جاءكم مَن ترضونَ دينه وخلقه فزوِّجوه ، إلا تفعلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ ) ، فإذا عرضت هذه المشكلة على القضاء القطري أنا في ظني ولا أعلم لأن مع الأسف الأحكام الشرعية تختلف من بلد إلى آخر فأنا أنصحك بأن تتصل مع قاض شرعي هناك وتقص القصة دون أن تفصح عن نفسك وأنك أنت صاحب القصة والعلاقة وإنما تقول إذا رفع إليكم قضية كذا وكذا وكذا فما هو الحكم الشرعي عندكم ؟ إذا قالوا لك إذا ثبت لدينا أن ولي البنت يقول كذا وكذا فنحن نعقد حينئذٍ تنحل المشكلة وأنت في قطر هل فهمتني إلى هنا ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : أتمم جوابي فإذا كان الجواب في محكمة قطر هو أنهم لا بد أن يسمعوا إذن ولي البنت وقد علموا أنه لا يخضع لحكم الشرع المذكور آنفًا إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ) إي آخر الحديث حينئذٍ تذهب إلى أي محكمة أخرى لكن أكرر الذكرى فأقول لك لا أن يحكموا لك بالمذهب الحنفي وإنما فالسلطان أي القاضي ( وليُّ مَن لا وليَّ له ) .

السائل : نعم .

الشيخ : فبهذا أنتهي من الإجابة عن مشكلتك ، ولكن هناك شيء آخر ما أدري لماذا لم يتعرَّض لها الأستاذ القرضاوي حينما قال لك أنك إذا عقدت عليها في محكمة على مذهب أبي حنيفة - رحمه الله - فليس هناك عقوق أنا أقول قد لا يكون هناك عقوق فعلًا ، ولكن يا أخي - بارك الله فيك - أذكِّرك بالمثل العربي القديم : " مَن لم ينظُرْ في العواقب ما الدَّهر له بصاحب " ؛ هل تتصوَّر يا أخا الإسلام أنك إذا تزوَّجت بها ورزقت منها ولدًا هل يمكنك أن تعيش معها دون أن تزور أباها وأمها وإخوتها أو دون أن يزورها هؤلاء ؟ هذا أمر صعب جدًّا فيما أتصور فما رأيك في هذه ؟

السائل : أنا وعدت القول بأنني مجرد ما أملك على هذه الفتاة وطلبت منها الحياة في الأردن لأنني أنا شاب من عائلة ميسورة والحمد لله وأستطيع الحياة للأردن ولا يبقيني في قطر إلا الدعوة إلى الله وهذه الفتاة والله شهيد ولكن في حال لا أستطيع الزواج من هذه الفتاة أسافر إلى الأردن وأعاهد الله بأن أبحث عن باب للجهاد باب آخر جهاد مشروع في سبيل الله وأنا سوف أزورك بإذن الله في الأردن وأذكرك بهذا الشاب الذي سألك في الله بأن تقال كلمة حق وأنا في قطر وأرفع تلفوني تلفون دولي وأكلمك وكلمت القرضاوي وبعثت برسالة لابن عثيمين بالبريد الممتاز ولم يرد حتى الآن وإن لم يرد بالرسالة لأنني فعلت ذلك جاهدا ولم أستطع الوصول إليه بالتلفون سوف أسافر في منتصف الفصل الأول هذا لأقضي العمرة في مكة وأزور والدي الذي دفن في مكة ومات هناك أثناء العمرة والحمد لله وأزوره وأزور ابن باز وأزور ابن عثيمين وأحدثهم بالقصة كاملة وأحدثك أنت ولن أنسى هذه القصة ما دامت عيني ترى الشمس لأنني والله أجد في أن عدم التقائي بهذه البنت سيكون على قلبها سهلا أن تعود إلى ما كانت عليه من باب الحقد على أهلها لماذا لم يزوجوها ممن قبلت به في دين الله ولكن الذي أسأل أنا هل لو أنا ذهبت إلى البحرين فعلًا وملكت نفسي على هذه الفتاة وعقدت عليها وسافرنا إلى الأردن وأبلغنا أهلها بأنه عقد شرعي جائز ولا نستطيع أن نقول لهم ابنتكم هكذا وضعها لأنه قد يجدون في عار وأن خالتها تعرف بالحقيقة ولا تستطيع أن تخبر أهلها وذويها ولكن هل هو صحيح هذا العقد وهذا الزواج إذا أنا ملكت عليها في البحرين وسافرنا فور انتهائها من الدراسة إلى الأردن لأن بيتي موجود وعفشي موجود وكل حاجة موجودة والحمد لله ولله الفضل والمنة هل هذا الزواج صحيح وإن كان صحيح أقوم بدوري من خلالي وأنا في الأردن عن طريق أركان السفارة وعن طريق الناس الأفاضل وعن طريق المشايخ وعن طريق فضيلة العلماء بأن يحاولوا أن يقربوا الصورة إلى أذهان أولياء أمور هذه البنت وإلى أهلها بأنه الشاب قد فعل فعلته هذه ابتغاء مرضات الله وخوفه على ابنتكم وأن خالتها تعرف ما فيها وهي الآن زوجته على ذمته وقد قبل بها على ما فيها وهي الآن زوجته ويريد أن يبتدئ بها حياة ولله المنة والحمد وإن شاء الله يكون هذا على يدك فهل هذا الزواج يكون صححيا فضيلة الشَّيخ ؟

الشيخ : أنا بارك الله فيك قد أجبتك وقرنت الإجابة بسؤال وجهته إليك لكن لا تؤاخذني يبدو أنك رجل عاطفي لأنك تعيد الكلام ولا تجيب عن السؤال أنا قلت لك آنفًا وأذكرك بقولي أن هناك حكمة عربية قديمة " من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " فسألتك إذا عقدت عليها على الطريقة الشرعية التي ذكرتها لك هذا هو جوابي سؤالك هل العقد شرعي ولا لا ؟ إذا نفذت ما قلت لك يكون عقدًا شرعيا ولكن استدركت وقلت ألا تفكر في العاقبة كيف ستعيش مع هذه الفتاة دون أن تزور أهلها ودون أن يزوروها ؟ فحدت عن الجواب طبعًا حدت دون قصد لأنك أنا أتصور وضعك أنك مصدور لا بأس وشفى الله صدرك وحقق لك أمنيتك الموافقة للشرع إن شاء الله لكن أكرر على مسامعك كيف تتصور أن تعيش مع هذه الفتاة وأهلها غضاب عليها ؟ كيف ؟

السائل : فضيلة الشَّيخ أنا فضيلة الشَّيخ قد أعلمتها بأنني أستطيع أن أعيش معك كموقفي أنا شخصيا أنا أستطيع أن تكوني زوجتي في بيتي وإن لم يقبلوا أهلك .

الشيخ : يا أخي بارك الله فيك أنا في مثل هذه الساعات من كل ليلة لا ألقي محاضرات إنما أنا أجيب عن أسئلة تردني من مختلف البلاد وأنا أطلت نفسي معك في الكلام لأنك ملهوف وأردت .

السائل : لله فضيلة الشَّيخ .

الشيخ : لأنك ملهوف قلت لا تقطع كلامي لأنك ملهوف وإغاثة الملهوف شرعًا مرغوب فيه ولذلك أطلت النفس في الكلام والاستماع لكلامك فأنا أقول لك كيف تتصور أن تعيش مع هذه الفتاة ترجع وتقول أنا قلت لها كذا وكذا ما لي ولما قلت لها قل لي كيف تتصور أن تعيش معها إذا كان أبوها وأهلها وإخوتها وما أدري كم هم هم غضاب على هذا الزواج كيف تتصور أن تعيش معها ؟ لا تقول لي قلت لها كذا وكذا هل تريد إذا جئت هنا إلى الأردن أن يموت أبوها وأمها ولم يروها أو أن يموتوا كلهم ولا تراهم هي ولا تزورهم ؟ هذه مشكلة يا أخي أرجو أن تفكر فيها أما العقد فإذا أنت عقدت عند حاكم شرعي على أساس أن ولي الأمر فاسق لا يسمح لهذه الفتاة التائبة إلى الله أن تتزوج بشاب مسلم فاعقد أنت أيها القاضي بناء على قول الرسول - عليه السلام - : ( فالسلطان وليُّ مَن لا وليَّ له ) إذا أنت فعلت هذا يكون نكاحك صحيحا لا على المذهب الحنفي المذهب الحنفي يخالف الحديث ( لا نكاحَ إلا بوليٍّ وشاهدَيْ عدلٍ ) فالولي هنا غير راضي فأوجدنا لك مخرجًا شرعيًّا أن السلطان وليُّ مَن لا وليَّ له شرعًا ؛ لعلك فهمت عليَّ ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : إذًا إذًا اسمع يا اخي إذًا باختصار إذا عقدت عليها على هذا الوجه فعقدك صحيح لكن أنصحك بأن تفكر بأن حياتك معها بعيدًا عن أهلها وذويها سوف يوجد لك مشاكل عائلية .

السائل : نسأل الله أن يحملنا الصبر في حلِّها ، وإن شاء الله يكون فيه مخارج ... في حلها .

الشيخ : إن شاء الله .

السائل : شيخ .

الشيخ : نعم .

السائل : ألو .

الشيخ : نعم .

السائل : الآن أنت تقول أنك لو عقدت عليها في محكمة وأردت أن تكون المحكمة في قطر هنا لكن المحكمة هنا في قطر القانون القانون نحن في الدين وفي قانون وأنت تعلم وأنت تعرف أن القانون لا يسمح للدولة من الداخل من تزويج القطرية لغير القطري هل يكون هذا مخرجًا ليسمح لي أن أملك على هذه الفتاة في البحرين ؟

الشيخ : بالشرط الذي ذكرته لك آنفًا .

السائل : نعم نعم فهمت علي .

الشيخ : هل فهمت الشرط ؟

السائل : نعم أن يكون القاضي قد أخذ بأن ولي أمرها فاسق .

الشيخ : أيوا وأنه هو يتولى بنيابة عن وليها الفاسق .

السائل : نعم . ولا تكون عاقة لوالديها ؟

الشيخ : لا تكون عاقة لوالديها .

السائل : إن شاء الله بارك الله فيك .

الشيخ : وفيك بارك .

السائل : أرجو أن أعتذر إلك إن أطلت عليك في حديثي معك .