كيف نرد على الذين يحتجون بحديث الأعمى على توسلهم المبتدع ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف نرد على الذين يحتجون بحديث الأعمى على توسلهم المبتدع ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا الحديث ... السؤال باللغز الذي هو في سؤال الأعمى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟

الشيخ : حديث الأعمى ليس له علاقة أيضًا بهذا التوسل ، هو يتم سؤاله هنا يذكر حديث الأعمى الذي يحتج به المتوسلون بالتوسل المبتدع ، حديث الأعمى فيه توسل الأعمى أوَّلًا بالصلاة بالعمل الصالح وثانيًا بدعاء الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فهذا ليس فيه توسل بشخصه - صلى الله عليه وآله وسلم - ولعلكم تذكرون جميعًا قصة الضرير هذا حيث جاء في " سنن الترمذي " و " مستدرك الحاكم " و " مسند الإمام أحمد " بالسند الصحيح : ( أنَّ رجلًا ضريرًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ادع الله لي أن يعافيني ، قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ، قال : فادعو ) انتبهو الآن الضرير لماذا جاء عند الرسول ، هل جاء ليتوسل بشخصه كما نتوسل نحن اليوم أو بعضنا اليوم إلى الله ، ورسول الله غائب عنا ويلقى الكرامة التي ادَّخرها الله له عنده ، لماذا جاء إليه ، لو أراد أن يتوسل به ما جاء إليه كما نتوسل نحن ، لكنه جاء ليقول له : يا رسول الله ادع الله لي أن يعافيني إذن هو جاء يطلب الدعاء ما جاء ليتوسل هذا التوسل المبتدع ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الموصوف بحق في القرآن الكريم (( بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) دله على الطريق الأفضل ولكنه ما خيب رجاءه قال له : ( إن شئت دعوت ) يعني حقَّقت لك طلبتك التي من اجلك من أجلها جئت إليَّ ( وإن شئت صبرت وهو خير لك ) فدله على الأمر الجائز وهو أن يتوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - وليس بشخصه ودله على الأفضل وهو أن يصبر ، كما وقع لتلك ( المرأة السوداء التي كانت تصرع فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلبت منه - أيضًا - أن يدعو لها أن لا تصرع فقال لها : إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، قالت : لا أصبر ولي الجنة ، ولكني أتكشَّف فادعُ الله لي أن لا أتكشَّف ، فدعا الله لها فكانت تصرع لكنَّها لا تكشف أو لا تنكشف ) الشاهد : كانت العجوز هذه خيرًا من الضرير ، انظر الناس ، كما قال - عليه السلام - : ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ) العجوز آثرت أن تظلَّ تصرع ، لكن بشرط أن لا تتعرض لمحرم وهو أن ينكشف شيء من عورتها ، ما دام أنها إذا صبرت فلها الجنة فآثرت الآخرة على الدنيا لكنها جمعت بين ما آثرته وبين طلب السترة فدعا الرسول - عليه السلام - لها فكانت تصرع ولا تنكشف .

مواضيع متعلقة