ما حكم إقامة الحد على صبي صغير عمِل عمَل قوم لوط ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم إقامة الحد على صبي صغير عمِل عمَل قوم لوط ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فعليهم أن يأخذوا العلم منهم ولا يتعصبوا لشخص على آخر ، لأن الحزبية هي داء المسلمين اليوم !

السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

السائل : نعتذر يا شيخ انقطع الخط .

الشيخ : خير إن شاء الله فأنا أقول : إن إقامة الحد على هذا الغلام لا يجوز لسببين اثنين : وأن الذي أاقام الحد عليه وقع في مخالفة شرعية ، وذلك لسببين : الأول : أنه لم يبلغ سن التكليف كما تقولين .

السائل : هو في أكثر مرة وجد بها يعمل هذا العمل كان قد ظهر عليه بعض علامات البلوغ .

الشيخ : ما أدري أنا لست الآن قاضيًا ، أنا أقول بناء على ما قلتِ أنتِ ، فإن كان لم يبلغ سن التكليف ، فلا يجوز إقامة الحد عليه ، وإن كان بلغ سن التكليف وكنتم على يقين بأنه جرت عليه الأحكام الشرعية ، حينئذٍ يأتي السبب الآخر ، ألا وهو : أن إقامة الحدود ليست لأفراد من الناس ، ولو كان أبا أو أخا ، وإنما إقامة الحدود للحاكم المسلم ، وليس عذرا هنا أن يقال : إنه لا تقام الحدود في بعض البلاد الإسلامية ، لأن هذا عذر كما يقال : أقبح من ذنب ، لأنه إذا فتح باب إقامة الحدود الشرعية على مستحقيها من غير الحكام ، فسيكون ذلك سببا لانتشار الفساد في الأرض ، لأن كثيرًا من الناس لا يخضعون لتطبيق الأحكام الشرعية من أفراد ، وأكبر دليل على ذلك أن الأمر المعروف والنهي عن المنكر الذي ليس منوطا ولا مربوطا بالحاكم ، كثير من الناس يردّون على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وبيقولوا له : أنت شو دخلك ، ونحن أحرار وإلى آخره ويبدأ القتال والفتنة بين الفريقين ، لهذا السبب الآخر لا يجوز إقامة الحد على هذا اللائط ، هذا إذا كان قد بلغ سن التكليف ، وإن كان لم يبلغ فهذا ذنب آخر ، أخيرا أقول : لا يكون معالجة مرض هذا الغلام بمقاطعته ، بل ينبغي أن يلتف أهله حوله ، وأن يناصحوه ، وأن يستمروا فيه متابعته بالتوعية والنصيحة والتلطف معه ، لأنه هذا الذي قد يفيده . أما مقاطعته فقد يزيده ضلالا على ضلال ، وقد ينطلق الوكاء فيهرب من بيت أبيه ويزداد فسقا وفجورا ، ويكون السبب هم أهله الذين عاملوه بهذه الشدّة . هذا ما عندي ونسأل الله له الهداية .

السائلة : أريد أن أخبرك يا شيخ : أن هذا الفتى قد رأى مرة رؤيا أنه يطوف عكسا حول الكعبة بعكس الاتجاه ، ثم فجأة رجع وبدأ في الاتجاه الصحيح ، وكذلك أنه رأى في أحد الأيام أن يسير تحت المطر بصحبة بعض المشائخ ، يعني في صحبة ابن باز والعثيمين ولست أدري من معه ثانيًا ، ثم فجأة ظهر صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : إني شفعت لهذا الفتى !

الشيخ : على كل حال إن شاء الله هي خير له ، لكن المهم ألا نعتمد كثيرًا على الرؤى ، وإنما على الرؤية البصرية التي يراها من حوله ، وهم الذين يجب عليهم أن يعتنوا بتربيته ، هذا ما عندي ، والسلام عليكم.

السائلة : عليكم السلام ورحمة الله .

مواضيع متعلقة