كيف تفهم نصوص السلف الواردة في آيات الصفات التي يفهم منها التفويض ؟
A-
A=
A+
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، شيخنا بارك الله فيك ، وجزاك الله عنا خير الجزاء ، جاءت بعض النصوص عن بعض السلف في آيات الصفات ما يفهم منها التفويض ؟!
طالب آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ما يفهم منها ؟
الطالب : التفويض ، التفويض كنفي المعاني مثلًا عن النصوص ، ونفي التفسير عن النصوص ، كقول الإمام أحمد مثلًا عن بعض آيات الصفات : " نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى " ، وكقول مثلًا أبو عبيد القاسم بن السلام : " نروي هذه الأحاديث ولا نطلب لها المعاني " ، وأيضا يعني جاء عن سفيان - رحمه الله - تعالى : " أنه نهى عن " .
طالب آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
الطالب : " نهى عن ترجمة آيات الصفات إلى اللغات الأخرى " .
الشيخ : انضموا ، انضموا ! بارك الله فيكم .
الطالب : ... مثلًا العلامة الظاهرة البارزة .
الشيخ : نعم .
الطالب : فكيف يعني نفهم هذه الآثار عن السلف ؟
الشيخ : هاه ، في اعتقادي أنه مما لا خلاف فيه عند عامة المسلمين ، من كان منهم سلفي المنهج أو خلفي المنهج ، كل هؤلاء وهؤلاء يتفقون أن هناك آيات معانيها مفهومة حتما ، ومن هذه الآيات بعض الآيات المتعلقة بالصفات ، مثلًا : القدير ، العليم ، مثل هذه الصفات معانيها معروفة عند كافة المسلمين بالقسمين المذكورين آنفًا ، إذا كانت هذه الحقيقة هي حقيقة مسلمة ليس فقط عند السلفيين ، بل وعند الخلفيين والمتأولين وعلماء الكلام ، حينئذٍ ما تلوته على مسامعنا من بعض الآثار التي رويتها عن الإمام أحمد وغيره : يجب أن يحمل على محمل لا يتناقض مع هذه القاعدة التي ذكرتها آنفًا ، أي : لا يمكن أن تفسر هذه الآثار إنه كل الآيات تمرر دون أن نفهم معانيها ، هذا أمر مستحيل وهو أمر باطل بداهةً ، وإنما يجب أن يحمل على معنى من معنيين : أحدهما : أن العالم مهما بلغ شأنه في العلم فكما قيل : " نصف العلم لا أدري " ، فقد يقف أمام العالم ، أمام نص فلا يجد له معنى واضحا كمعنى المثالين أو الصفتين اللتين ذكرتهما آنفًا ، السميع ، البصير ، فيمرر الآية كما جاءت ولا يبحث عن معناها لأنه مغلق عنده ، هذا هو المحمل الأول ، المحمل الثاني : أن يقصد المعنى الذي يتبادر إلى أذهان الناس والذي يؤدي إلى التشبيه ، فهنا أيضًا يكون موضع وضع ، وضع هذه الآثار التي تلوتها ، هذا جوابي ، لكن مع ذلك عندي شيء لا بد من التنبيه عليه ، لأننا نرى العلماء كافة إلا من عصم الله وقليل ما هم أنهم حينما يوردون الآثار عن بعض السلف ، موقفهم فيها كموقفهم من بعض الأحاديث الضعيفة ، وهم يمرون هذه الأحاديث الضعيفة ما دامت لا تتصادم مع الشريعة ، ولا يدققون في رجالها وأسانيدها ، كذلك يتعاملون مع مثل هذه الآثار ، أي : أعني بصراحة قد تكون هذه الآثار لا تثبت أمام النقد الحديثي ، يعني أوَّلًا : قد لا يكون لها أسانيد متصلة يروى عن الإمام أحمد كذا ، حينئذٍ لا يكون لها وزن بحيث أنها تستحق مثل هذا الجواب الذي تسمعه الآن بشيء من التفصيل ، وعلى حد ما يقولون في بعض البلاد العربية : " هذا الميت ما يستحق هذا العزاء " ، ليه ؟ لإنه الرواية لا زمام لها ولا خطام فقد تكون هذه الآثار من هذا القبيل ، فإن صح إسنادها إلى قائلها فقد عرفت الجواب آنفًا .
طالب آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ما يفهم منها ؟
الطالب : التفويض ، التفويض كنفي المعاني مثلًا عن النصوص ، ونفي التفسير عن النصوص ، كقول الإمام أحمد مثلًا عن بعض آيات الصفات : " نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى " ، وكقول مثلًا أبو عبيد القاسم بن السلام : " نروي هذه الأحاديث ولا نطلب لها المعاني " ، وأيضا يعني جاء عن سفيان - رحمه الله - تعالى : " أنه نهى عن " .
طالب آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
الطالب : " نهى عن ترجمة آيات الصفات إلى اللغات الأخرى " .
الشيخ : انضموا ، انضموا ! بارك الله فيكم .
الطالب : ... مثلًا العلامة الظاهرة البارزة .
الشيخ : نعم .
الطالب : فكيف يعني نفهم هذه الآثار عن السلف ؟
الشيخ : هاه ، في اعتقادي أنه مما لا خلاف فيه عند عامة المسلمين ، من كان منهم سلفي المنهج أو خلفي المنهج ، كل هؤلاء وهؤلاء يتفقون أن هناك آيات معانيها مفهومة حتما ، ومن هذه الآيات بعض الآيات المتعلقة بالصفات ، مثلًا : القدير ، العليم ، مثل هذه الصفات معانيها معروفة عند كافة المسلمين بالقسمين المذكورين آنفًا ، إذا كانت هذه الحقيقة هي حقيقة مسلمة ليس فقط عند السلفيين ، بل وعند الخلفيين والمتأولين وعلماء الكلام ، حينئذٍ ما تلوته على مسامعنا من بعض الآثار التي رويتها عن الإمام أحمد وغيره : يجب أن يحمل على محمل لا يتناقض مع هذه القاعدة التي ذكرتها آنفًا ، أي : لا يمكن أن تفسر هذه الآثار إنه كل الآيات تمرر دون أن نفهم معانيها ، هذا أمر مستحيل وهو أمر باطل بداهةً ، وإنما يجب أن يحمل على معنى من معنيين : أحدهما : أن العالم مهما بلغ شأنه في العلم فكما قيل : " نصف العلم لا أدري " ، فقد يقف أمام العالم ، أمام نص فلا يجد له معنى واضحا كمعنى المثالين أو الصفتين اللتين ذكرتهما آنفًا ، السميع ، البصير ، فيمرر الآية كما جاءت ولا يبحث عن معناها لأنه مغلق عنده ، هذا هو المحمل الأول ، المحمل الثاني : أن يقصد المعنى الذي يتبادر إلى أذهان الناس والذي يؤدي إلى التشبيه ، فهنا أيضًا يكون موضع وضع ، وضع هذه الآثار التي تلوتها ، هذا جوابي ، لكن مع ذلك عندي شيء لا بد من التنبيه عليه ، لأننا نرى العلماء كافة إلا من عصم الله وقليل ما هم أنهم حينما يوردون الآثار عن بعض السلف ، موقفهم فيها كموقفهم من بعض الأحاديث الضعيفة ، وهم يمرون هذه الأحاديث الضعيفة ما دامت لا تتصادم مع الشريعة ، ولا يدققون في رجالها وأسانيدها ، كذلك يتعاملون مع مثل هذه الآثار ، أي : أعني بصراحة قد تكون هذه الآثار لا تثبت أمام النقد الحديثي ، يعني أوَّلًا : قد لا يكون لها أسانيد متصلة يروى عن الإمام أحمد كذا ، حينئذٍ لا يكون لها وزن بحيث أنها تستحق مثل هذا الجواب الذي تسمعه الآن بشيء من التفصيل ، وعلى حد ما يقولون في بعض البلاد العربية : " هذا الميت ما يستحق هذا العزاء " ، ليه ؟ لإنه الرواية لا زمام لها ولا خطام فقد تكون هذه الآثار من هذا القبيل ، فإن صح إسنادها إلى قائلها فقد عرفت الجواب آنفًا .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 149
- توقيت الفهرسة : 00:00:00