توضيح الشيخ للبيان القولي من السنة للآيات التي لها معان متعددة، وذكره لآية قطع يد السارق كمثال تطبيقي.
A-
A=
A+
الشيخ : فلا مانع ، بل لا بد مِن أن أقرب إليكم بعض ما أجملته آنفًا ، بمثل أو أكثر إن ساعدنا الوقت ، لكي -كما يقال اليوم- لنضع النقاط على الحروف ، هناك الآية الكريمة التي تقول : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا )) ، فهنا تجدون لفظين عربيين يحتملان عديدا من المعاني ، وانظروا الآن كيف تولى رسول الله المكلف بالبيان بنص الآية السابقة ، كيف بيَّنَ هذه الآية الكريمة !! ومثلها العشرات إن لم أقل : المئات في القرآن الكريم ، وذلك ما تتولَّى بيانه وتفصيله كتب السنة ، أوَّلًا : السارق : كل عربي حتى ولو كان أمِّيًّا عامِّيًّا لا يقرأ ولا يكتب ، يفهم أن كل من سرق شيئًا مهما كان هذا الشيء حقيرًا لا قيمة له فاسمه سارق ، إذًا هذا لفظ مطلق فهل تقطع يد أي سارق ؟! هنا يبدأ أن يتجلى لكم تمامًا أهمية السنة مع القرآن ، وأن من لا يتبنى السنة مع القرآن ، يضل ويشقى ، السارق في هذه الآية مطلق ، فماذا كان موقف الرسول - عليه السلام - ؟! لقد قال في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا ) ، ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا ) ، فلو أن سارقًا سرق بيضة دجاجة ، فقطع الحاكم المسلم -زعم- يده محتجًّا بالآية السابقة لضلَّ وشقى ، لماذا ؟ لأنه لم يأخذ ببيان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقد عرف هذا الذي قطع يد السارق في المثال ، لأنه سرق بيضة دجاجة ، لم يعرِّج ، ولم يهتم بقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا ) هذا هو البيان الأول في هذه الآية ، أن السارق مطلق : بيَّنَه - عليه السلام - وقيَّدَه بمثل هذا الحديث .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 145
- توقيت الفهرسة : 00:00:00