هل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم شاملة لاتباع سنة الخلفاء الراشدين وجميع الصحابة أم لا ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فقد يتبادر إلى بعض الأذهان القاصرة في العلم أن المقصود بالسنة هي : سنة الرسول - عليه الصلاة والسلام - فقط ، هي بلا شك سنته ، ولكن ليس فقط ، وإنما كما سمعتم من حديث العرباض بن سارية ، حيث أمر أيضًا بالتمسك بسنة الخلفاء الراشدين ، فإذن من سنته - عليه الصلاة والسلام - سنة الخلفاء الراشدين ، وليس هذا فقط ، بل هناك توسعة أخرى لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حيث أدخل فيها سنة أصحابه كلهم ، لأنهم كانوا على هدى من ربهم ، وذلك مما جاء في حديث : الفرقة الناجية ، هذا الحديث الذي جاء من طرق عديدة ، وبألفاظ متقاربة ، من أشهرها قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( تفرَّقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وتفرَّقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفتَرِقُ أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة ) : كل هذه الفرق التي يبلغ عددها ثلاثة وسبعين فرقة يحكم رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حكمًا عدلًا عليها كلها بأنها في النار ، إلا واحدة منها ، وهذا أمر هام جدًّا لأنه يعني واحد في ثلاثة وسبعين هو أو هي الفرقة الناجية ، واثنين وسبعين فرقة هي من الفرق الهالكة التي تستحق دخول النار ، ولذلك كان هذا الخبر من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خبرا حفز ودفع أصحابه ليسألوه -وحُق لهم ذلك- ما هي هذه الفرقة الناجية ؟! حتى يحاول المسلم أن يكون منها ، فقالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي ) ، إذن هنا نفهم توسعة لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، توسعة أخرى ، التوسعة الأولى : الخلفاء الراشدون ، التوسعة الأخرى : أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - المهتدون ، حيث قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ) .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 145
- توقيت الفهرسة : 00:00:00