تعليق الشيخ على كلمة
A-
A=
A+
الشيخ : قلت : بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكر في الحديث الأول : ( تركتم على بيضاء نقية ، ليلها كنهارها ، لا يضلُّ عنها إلا هالك ) وذكر في ذاك الحديث : ( على كتاب الله وعلى سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) معا ، ( لن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض ) ، وتعليقًا على كلمة أو على كلمة : سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ينبغي أن نذكر بأن من سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اتباع السلف الصالح ، من سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - اتباع السلف الصالح ، لأنهم كانوا أقرب عهدًا برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وبخاصة منهم أصحابه - عليه الصلاة والسلام - ، حيث أخذوا وتلقوا الشرع منه ، من فمه الطيب غضًّا طريًّا ، قبل أن يبدأ أن يتسرَّب إليه وأن يدخل فيه ما ليس منه ، مما كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يحذر أمته أن يأخذوا بما قد يُحدث لهم من محدثات الأمور ، ولذلك خطبهم - عليه الصلاة والسلام - ذات يوم خطبة رائعة ، أصبحت دستورا لكل داعية إلى الإسلام بدعوة الحق ، ذلك ما جاء في حديث العرباض بن سارية - رضي الله تعالى عنه - قال : " وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظة ، وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون " ، فقلنا يا رسول الله أوصنا قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ؛ فإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرًا ؛ فعليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين مِن بعدي ، عضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) وفي حديث آخر : ( وكل ضلالة في النار ) ، الشاهد من هذا الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حضَّ أصحابه على التمسُّك بسنَّته أوَّلًا ، ثم عطف عليها أن أمرنا بالتمسك بسنة الخلفاء الراشدين ثانيًا ، فإنه - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( عليكم بسنَّتي ) ، ولم يكتف بهذا الأمر ، وبهذا الحض ، بل عطف على ذلك فقال : ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ، في هذا الحديث توسيع لفظي ، وتوسيع معنوي للسنة التي سبق ذكرها في الحديث السابق ، ( تركتُ فيكم أمرَين ، لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ، كتاب الله وسنَّتي ) .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 145
- توقيت الفهرسة : 00:00:00