تقديم القارئ للشيخ الألباني وثناؤه عليه وتعريف بموضوع المحاضرة، ورد الشيخ الألباني على المقدم الذي أثنى عليه في وجهه ، مع ذكر شيء من أحوال السلف في ذلك ! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تقديم القارئ للشيخ الألباني وثناؤه عليه وتعريف بموضوع المحاضرة، ورد الشيخ الألباني على المقدم الذي أثنى عليه في وجهه ، مع ذكر شيء من أحوال السلف في ذلك !
A-
A=
A+
القارئ : أما بعد : أيها الإخوة الكرام ! أولا : نتشرف بحضور شيخنا إلى مسجدنا هذا واستجابته لدعوتنا جزاه الله خيرا ، وكذلك نتشرف بحضوركم إلى مسجدنا واستجابتكم لدعوتنا ، وأقول : أيها الإخوة وأذكر من يعرف ، وأعرّف من لا يعرف ، بشيخنا الفاضل : ألا وهو العالم العلامة ، قامع البدعة ، محيي السنة ، المحدث الكبير الذي أخذ لقب محدث الشام ، بل أخذ لقب محدث العالم كله ، وإنكم كما تعلمون أنه قد مرّ علينا سنون ، الواحد منا لا يعرف السنة الصحيحة من الضعيفة ، وأنه في هذه السنين كانت البدع قد ارتفعت وظهرت ، والسنن اضمحلت واندحرت ، ولكن الله - عز وجل - يرسل على كل رأس مئة عام رجل يجدد لهذه الأمة أمر دينها ، ونحن نعتقد جازمين بأن شيخنا هو المجدد لهذه الأمة في هذا العصر أمر دينها ، حيث أنه لم يلبث أن جاء إلا وجاءت معه السنة ساطعة لها ضياء كضياء الشمس ، تقرع أذان أهل البدع ، وتقول لهم : فوقوا مما أنتم فيه من البدع والخرافات ، فإن يوم التقليد قد ولّى ومات ، يوم التقليد ولّى ومات عند أهل الحق المنصفين ، الذين يتبعون قال الله - عز وجل - قال رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ويكفينا أننا أخذنا من شيخنا : ألا ندعو إلى الله - عز وجل - ، إلا على بصيرة ، البصيرة التي أمر الله - تبارك وتعالى - بها في كتابه العزيز : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) : هذه الآية كل الناس كانوا يتلونها ، لكنهم لم يعرفوا لها حقيقة حتى جاء شيخنا جزاه الله خيرًا ، وبين هذه الحقيقة التي تندرج تحت قوله - تعالى - : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) . وإن مناقب شيخنا كثيرة جدًّا ، فإن البعض قد كتب فيها ، والبعض الآخر وهم طلابه والمنصفون من الناس ما زالوا يتكلمون على مناقب شيخنا أينما راحوا وأينما ذهبوا ، وإنني لو أردت أن أتكلم على مناقب الشَّيخ ، لطال الحديث بنا جدًّا جدا ، ولكني أترككم مع الشَّيخ حتى ، ونرجو منه أن يبين لنا ولو جزءا بسيطا من معنى الدعوة على البصيرة التي أمر الله - تبارك وتعالى - بها في كتابه ، وفليتفضل الشَّيخ مشكورًا .

الشيخ : أشكر الأخ الفاضل على حسن ثنائه ، وذلك من حسن ظنه به بصفتي مسلم من المسلمين ، وليس لي أن أقابل هذا الثناء إلا بالأثر الصحيح الذي ثبت عن الخليفة الأول أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - ، الذي كان إذا مُدح في وجهه قال : " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعَلْني خيرًا ممَّا يظنُّون ، واغفِرْ لي ما لا يعلمون " ، هذا الأثر هو من قدوتنا بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لأنه صدر من الخليفة الأول ، الذي مرتبته أول وأفضل الصحابة جميعًا ، بل وأفضل الخلفاء الراشدين إطلاقا ، بعد هذا لا بد لي من أن أصحح آيةً جاءت في أثناء كلام الأخ الفاضل ، وأظنها ولابد أن عندكم بعض الحفاظ ، أعني بتلك الآية : قوله - تبارك وتعالى - : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .

مواضيع متعلقة