وجدت وظيفة للعمل في البنك وأرغمتني الظروف بالعمل فيها لندرة الوظائف، علما أن البنك يتعامل بالربا وأنا أقر بحرمته، ولكن أبي يصر على هذه الوظيفة حيث سيغضب علي إن خرجت من العمل، وهو لا يحتاج إلى راتبي، وأنا أصرف من راتبي على أمي وإخوتي فما هو الحل يا شيخ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
وجدت وظيفة للعمل في البنك وأرغمتني الظروف بالعمل فيها لندرة الوظائف، علما أن البنك يتعامل بالربا وأنا أقر بحرمته، ولكن أبي يصر على هذه الوظيفة حيث سيغضب علي إن خرجت من العمل، وهو لا يحتاج إلى راتبي، وأنا أصرف من راتبي على أمي وإخوتي فما هو الحل يا شيخ؟
A-
A=
A+
السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : الشَّيخ محمد الألباني موجود ؟

الشيخ : هو معك .

السائل : حياكم الله سيدنا !

الشيخ : الله يحيك .

السائل : سيدنا : في بالنسبة إلي أنا في مشكلة يعني مصيبة ، أسأل الله - عز وجل - أنه يقدرك على حلها !

الشيخ : آمين .

السائل : سيدنا : اختصار للوقت ، أقول : لقد ابتلاني الله - عز وجل - بأن ييسر لي بالعمل في أحد البنوك ، وأنا أعلم تمام العلم بأن الله أحل البيع وحرم الربا .

الشيخ : نعم .

السائل : ولكن الظروف التي مرت بي جعلتني أرضى بالعمل صاغرا ، وهذه الظروف ترجع بالدرجة الأولى إلى والدي ، الذي يصرّ على استمراري بالعمل نظرا لصعوبة الحصول على فرصة عمل بديلة ، لما واجهناه أنا ووالدي من متاعب جمّة في الحصول على هذه الوظيفة ، حيث أنني بقيت تسع شهور عاطل عن العمل بعد تخرجي من الجامعة ، وبعد أن طرقنا كل الأبواب : لم يفتح لنا سوى هذا الباب ، فحصلت على الوظيفة بطريق الواسطة ، لندرة الوظائف وللعادة السائدة في مجتمعنا وهي : الواسطة ، ولكوني لم أتمكن من تأدية الخدمة العسكرية التي حالت بيني وبين وظائف أخرى كنت سأشغلها ، نظرا لتجميد الخدمة العسكرية ، فإني أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يتوب عليّ .

الشيخ : آمين .

السائل : وأنا صادق في توبتي ، أرغب في الإخلاص إلى الله - سبحانه وتعالى - ، وأرغب في التوبة النصوح ، حيث أني أعلم تمام العلم بأن العمل في البنوك محرم شرعًا ، قال الله - سبحانه وتعالى - : (( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )) .

الشيخ : نعم .

السائل : ولكنِّي في حيرة من أمري ، حيث أني لو فكرت في ترك العمل سأواجه صعوبات جمة مع والدي ، حيث أنني سبق وقدمت الاستقالة لغير هذا السبب ، فواجهني بغضب شديد وهدَّدَني بالطَّرد علمًا بأن والدي في ميسرة من المال ، ولا يحتاج إلى راتبي إطلاقا ، بالرغم من أنه عاطل عن العمل ، نظرا لوجود مصادر دخل أخرى له ، يعني ممكن هو يعني راتبي ما بيأثر على الدخل اللي هو بيأخذه .

الشيخ : نعم .

السائل : ممكن يعيش بدون راتبي ، غير أني لا أكترث بالطرد من البيت ، يعني مش مهم عندي طردني ما طردني مش مشكلة ، أنا أرغب بالإخلاص إلى الله - سبحانه وتعالى - ، ولكن أخاف أخاف من التشريد .

الشيخ : من .

السائل : التشرد .

الشيخ : آ .

السائل : ولكني أخاف أن أصبح مشرَّدًا ، حيث أني لم أجد فرصة عمل أخرى ، كما أني أخاف الفتنة على نفسي إذا شردت ، علمًا بأني أساهم حاليًّا في مصروف البيت بمبلغ يعادل نصف راتبي تقريبًا ، وأعطي والدتي مالًا تستعين به على قضاء حاجاتها وحاجيات إخواتي ، كما أنني أنفق على أخ لي ترك العمل منذ سنة ونصف ، وكان يعمل في جهاز الأمن العام ، غير أن المرض حال بينه وبين الاستمرار في العمل ، فهو يواجه الآن مصاعب جمة مع والدي ، ولا ينفق الوالد عليه قيد أنملة ، فحين مرض أخي تكفلت أنا بمعالجته في أحد المستشفيات ، حيث أن الوالد رفض رفضًا قطعيًّا أن يدفع فلسًا واحدًا ، وبعد هذا كله أسأل الله العلي القدير أن يوفقك يا شيخنا الجليل إلى حل يرضي الله تعالى في مصيبتي هذه ، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء ؟!

الشيخ : يا أخي بارك الله فيك ، المشكلة حلها بيدك .

السائل : تفضل يا شيخنا .

الشيخ : حلها بإيمانك .

السائل : تفضل يا شيخنا .

الشيخ : إذا كنت كما نظن مؤمنًا .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : وإذا كنت مخلصا في توبتك والرجوع إلى ربك - تبارك وتعالى - ، أولا ً : كم عمرك ؟

السائل : عمري يقارب الأربعة وعشرين عامًا !

الشيخ : أربعة وعشرين عام ، لك أم ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، شو موقف أمك بالنسبة لبخل والدك ؟

السائل : والله يا شيخنا أمي لا حول لها ولا قوة ، حتى البيت يعيش في جحيم ، كل ما فيه جحيم ، يعني لا نستطيع أن نتكلم معه ، ولا أن نأتي إليه بطريق الإقناع ، لا يقتنع أبدا ، يعني .

الشيخ : طيب ما لك أعمام ما لك أخوال ؟

السائل : فيه أخوال لكنهم ليسوا بأحسن حال مني .

الشيخ : الله أكبر !

السائل : وأعمامي ، يعني لا يمكن أن يتولاني أحد منهم .

الشيخ : أنت شو قلت بالنسبة للخدمة العسكرية ؟

السائل : الخدمة العسكرية مجمدة حاليا ، يعني لم يتخذ فيها قرار ، أنا حاليًا لم أخدم في العسكرية .

الشيخ : طيب تقدر تسافر ؟

السائل : إلى أين ؟

الشيخ : هذا بحث ثاني .

السائل : أنا على استعداد للسفر إذا كان فيه خير إن شاء الله ، وإذا كان فيه خير لديني ولأهلي .

الشيخ : يا أخي هذه نقطة أخرى بارك الله فيك ، أنت بس أجب عن السؤال .

السائل : نعم .

الشيخ : تستطيع أن تسافر ؟

السائل : أستطيع أن أسافر بموافقة الجهات الأمنية .

الشيخ : هو هيك ، السؤال عم نسألك ، شو معنى إنه تستطيع ؟! يعني رغما عن الدولة ، لا .

السائل : نعم ، أستطيع أن أسافر ، لست ممنوع من السفر .

الشيخ : إي هذا هو الجواب ، بارك الله فيك .

السائل : نعم ، بارك الله فيك يا شيخنا .

الشيخ : طيب ، فإذن .

السائل : نعم .

الشيخ : أنا أعتقد يا أخي إنه كل هالمقدمة التي شرحت فيها .

السائل : نعم .

الشيخ : ظروفك الخاصة بينك وبين والدك ، وبينك وبين نفسك ، وبينك وبين أخوك المريض ، وو إلى آخره .

السائل : نعم .

الشيخ : هذه يعني تعللات من الناحية الشرعية لا قيمة لها مطلقا .

السائل : نعم .

الشيخ : ما أدري إذا كنت تذكر معي قول الله - عز وجل - : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، فأنت ذاكر لهذه الآية ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، ولا شك أنك مع ذكرك لها أنت مؤمن بها !

السائل : نعم .

الشيخ : طيب .

السائل : ما في شك .

الشيخ : إذًا كيف تبرر استمرارك على معصية الله ، بل وعلى محاربة الله - عز وجل - ، بعملك الربوي هذا بتلك الأعذار ، وأنت تقرأ هذه الآية ، وتؤمن بها كما قلت ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : إيه ما في إلك عذر إطلاقًا ، فأنا سألتك تستطيع أن تسافر ؟ ربنا - عز وجل - ذكر في القرآن لمثل هذه المناسبة : (( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) ؟!

السائل : طيب ، يا شيخنا الهجرة تحتاج إلى من يساعدك على الهجرة ، يعني أنا حاليا .

الشيخ : يا أخي ، الله يهديك ، أنت اتق الله في نفسك أنت عم تقول ساعدت أخاك .

السائل : نعم .

الشيخ : فهلا أنت بدك مساعدة من غيرك ؟!

السائل : هو مساعدة أخي مساعدة مادية ، يعني هي اللي بقدر عليه ، لكن السفر ما أعرف بشخص يعني ما أدري بشخص ؟

الشيخ : منشان إيش يا أخي ، ألست مواطنا لك حرية السفر والإقامة حيثما شئت ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : إذن شو المساعدة ما فهمت عليك ؟!

السائل : المساعدة : إنه شخص يأخذ بيدي ، يأخذني إلى دولة أخرى ، أو إلى بلد آخر يأخذ بيدي يوفر لي عملًا .

الشيخ : يا أخي الله يهديك ، سافر سافر توكل على الله ربنا - عز وجل - يقول : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) .

السائل : ونعم بالله .

الشيخ : المهم إنك إنت تتعاطى الأسباب ، وتتوكل على رب الأرباب ، إنت بتظن إنه الأمر كل الأمر بيد العبد ؟! لا ، هو الأمر كل الأمر بيد الرب - تبارك وتعالى - ، لكن على الإنسان إنه يتحرك ، ففي الحركة بركة وعلى الله التمام .

السائل : طيب يا شيخنا : الخطوة الأولى اللي آخذها حاليا ؟

الشيخ : إنك تخلص من والدك المصر على محاربة الله !

السائل : طيب والدتي من يقوم بأمرها ؟ مين يسعى على حاجتها ؟!

الشيخ : هو !

السائل : بالنسبة للإنفاق عليها ، يعني حاليا هو مقصر والدي بالإنفاق عليها ، يعني حتى على مستوى الإنفاق لمصروف البيت .

الشيخ : طيب الله يهديك ، وأنت تستطيع أن تنفق على والدتك الآن ؟

السائل : أستطيع أن أنفق من الشيء الذي بين يدي .

الشيخ : إي هذا حرام ما بيجوز ، ليش عم تتناقض مع نفسك ؟! إنت بتظن إنك أحسنت لأخوك لما عالجت مرضه بالمال الحرام ؟!

السائل : هو لا شك إنه مال حرام ، لكن هَيْ اللي بإيدي لو أمامي فرصة ثانية .

الشيخ : يا أخي بارك الله فيك ، أنا نصحتك وبتقدر ولا مؤاخذة تلف وتدور ، ومكانك راوح ، لكن الله - عز وجل - لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، ما دام أبوك هكذا ، فلا مخرج لك إلا أن تدع هذا البلد ولو إلى قرية أخرى من بلدك عمان ، ولو إلى العقبة ولو إلى مثلًا إربد ، ولو ولو إلى آخره ، ومن سار على الدرب وصل .

السائل : نعم نعم يا شيخنا ، بارك الله فيك يا شيخنا .

الشيخ : وفيك بارك إن شاء الله .

السائل : بارك الله فيك وجزاك ألف خير .

الشيخ : وأرجو لك فرجًا قريبًا .

السائل : بارك الله فيك ، السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

مواضيع متعلقة