بيان خطورة التعصب المذهبي وضرره على المسلمين عموما وعلى المسلمين الجدد خصوصا - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان خطورة التعصب المذهبي وضرره على المسلمين عموما وعلى المسلمين الجدد خصوصا
A-
A=
A+
الشيخ : وكان ذلك سببًا لجعل اليابانيين يكادون يرتدون عن دينهم الجديد الإسلام ، لما وجدوا من التعارض والتضارب بين المسلمين أنفسهم ، ولكن وجد هناك من كان الله - عز وجل - أنعم عليه بالخلاص من المذهبية ، التعصب المذهبي الضيق ، إلى ساحة المذهب السلفي الواسع ، فراح وكتب سؤالا إلى أحد العلماء الأفاضل في مكة من الذين هاجروا قديمًا من روسيا ، بسبب الثورة الحمراء ، كان السؤال عرض لمشكلة هؤلاء اليابانيين الذين أسلموا ، وأنهم قيل لهم لا بد من أن تتمذهبوا ، هؤلاء الأحناف يقولون بالمذهب الحنفي ، وهؤلاء الشوافعة يقولون بالمذهب الشافعي ، فهل يجب على المسلم أن يتمذهب بمذهب واحد ؟! فكان من ذلك أن ألف رسالة جزاه الله خيرا وأرسلها إليهم ، وهي معروفة بالعنوان الأساسي : " هداية السلطان إلى بلاد الجابان " ، وهو الشَّيخ المعصومي ، وهي التي طبعناها نحن في دمشق من بضع سنين تحت عنوان طبعًا الطبعة الثانية تحت عنوان : هل يلزم المسلم أن يتمذهب بمذهب معين ، الشاهد نعود إلى ذلك الأمير الشيعي الذي تسنن وعرض عليه أن يتمذهب بأحد المذهبين ، قال لهم : طيب بس أنا بدي أعرف هذا المذهب مثلًا ماذا يقول ؟ وهذا ماذا يقول ، واستحسن أن يؤتى برجلين من كبار العلماء للمذهبين بحنفي وآخر شافعي ، يصلي كل منهما صلاة مذهبه ، ثم هو ينظر فأي الصلاتين حلت له انتسب إلى مذهبها ، فيقول مؤلف الرسالة المطبوعة : فجاؤوا برجل عالم من علماء الأحناف ، قيل له : صل أمام الأمير صلاة الأحناف ، حتى ينظر فيما بعد صلاة الشافعية ويختار أحد المذهبين ، يذكر في الكتاب وهنا الشاهد والعبرة- بأن هذا الإمام الحنفي صلى تهيأ للصلاة ، فلبس ، ألقى على نفسه جلد كلب مذكَّر ، وهنا إشارة إلى رأي للحنفية : يقولون الكلب بلا شك يعني نجس ولا يؤكل فإذا ذبح الكلب وسُمي طهر ، فجيء بكلب مذكر ، ووضع الجلد والغبار كله يعني يكتسح ساحة هذا الجلد ، فمنظر رهيب جدًّا ، فعلى ما جاء في المذهب الحنفي أنه هذا طاهر ، فالصلاة صحيحة ، ثم لما استفتح الصلاة : فبديل أن يقول بلسان عربي مبين : الله أكبر ، كبر بلغة أجنبية ، مثلًا بالتركية إذا في حدا منكن بيعرف تركي : .. يعني : الله أكبر أو بلغتي الألبانية : زوتيمه ، زوتيمه : الله أكبر ، ثم قرأ آية ، لم يقرأ الفاتحة إطلاقًا ، ثم ركع وما كاد يستقرُّ رفع رأسه ، ما سبح ولا تسبيحة ما كاد ينتصب قائمًا إلا هوى ساجدًا ، لسا ما مس جسده الأرض إلا رفع رأسه ، لسا ما استقام جالسًا إلا صدر مرة ثانية ، وهكذا حتى أتم الصلاة وهو ينقرها نقر الغراب ، فلما جلس للتشهد لم يقرأ شيئًا ، لكن جلس في خلال التشهد ، وبدل أن يسلم السلام الإسلامي الخاص بالصلاة ، بلى مؤاخذة ، ضرط ، بدل السلام عليكم : ضرط ، وانتهت الصلاة ، نعم ؟

السائل : هذا ال . ؟

الشيخ : حنفي ، هات يا شافعي إنت كيف صلاتكم ؟ وإذا به يصلي أتم صلاة ، أي أحمق بقى بآثر الصلاة الأولى على الأخرى ؟! فصار ذلك الأمير الشيعي شافعيًا ، فيتجلى في هذا العرض لهذه القصة : التعصب ومقته ، لأنه المذهب الحنفي مع الأسف وإن كان فيه هذه الفروع ، لكن من الناحية العملية لا يقول الانسان خوذ جلد كلب ذكيه والبسه عواض ثوبك الطاهر النظيف الجميل ، وإن كان بقول : فعلًا إذا جلس للصلاة بمقدار التشهد وفلت منه ذلك الصوت : صحت صلاته لأنه الخروج الواجب عندهم ركن الخروج من الصلاة : بإرادته ، بصنعه وهذا صنع شيئًا فهذا خروج ، مو واجب عنده يقول ، عفوا مو ركن حتى يقول : السلام عليكم ، صحيح هو يقول هذا ، لكن من الناحية العملية لا يوجه أتباعه إلى هذا ، ويظهر التعصب جليا في هذه القصة ، وهذا قل من جل مما يجده الباحث في التاريخ الإسلامي الجدير بالقراءة ، هناك مثلًا القاضي المعروف اسمه عند علماء الحديث في بعض القرون ، يمكن الخامس أو السادس ، كان في دمشق ، قال : " لو كان بيدي من الأمر شيء ، لأخذت الجزية من الشافعية " ، هذا التعصُّب المذهبي .

مواضيع متعلقة