الشيخ : هذه علامات يجب أن تبقى في أذهاننا ، حتى لا نغتَرَّ بدعوى بعض الناس أنه المهدي هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يجب أن لا نتظنن ، وأن لا نرجم بالغيب فنقول : هذا زمن خروج المهدي ، لأن هذا غيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله ، في كل عصر يوجد ناس يقولون اشتد الفساد في الأرض ، ظهر الفساد في الأرض في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، إذًا هذا زمان خروج المهدي ، وتمضي السنين والسنين ولا يخرج المهدي ، لأن المهدي خروجه وزمانه ما أعطي علمه لأحد إطلاقا ، وكذلك نزول عيسى - عليه الصلاة والسلام - ، فعلينا أمران اثنان : من ناحية العقيدة يجب أن نؤمن بكل ما صح في المهدي ، وقد ذكرنا لكم بعض النتف من هذه العقيدة ، هذا من ناحية ، والشيء الواجب الثاني : أن لا نربط أنفسنا بوقت نزعمه وندعي أنه وقت خروج المهدي ، لأن ذلك لا يعلمه إلا الله ، خروج المهدي ونزول عيسى زمانه لا يعلمه إلا الله - تبارك وتعالى - ، فعلينا نحن أن نعمل بما أمرنا الله - عز وجل - وما أمرنا به رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وكما أقول دائمًا وأبدا لمثل هذه المناسبة : يجب أن نعمل سواء خرج المهدي في زماننا أو لا ، لأنه إن خرج فسيجد الناس الذين هم بحاجة إلى قائد يقودهم ، وإن لم يخرج فنكون نحن قمنا بالواجب الذي فرضه الله علينا ، وبهذا نرد على طائفتين متباينتين ونحن وسط بينهما ، طائفة تنكر أحاديث المهدي ، وأحاديث نزول عيسى ، وطائفة تصحح الأحاديث ولا تعمل ، بدعوى ما في فائدة يا أخي ليخرج المهدي ، وينزل عيسى - عليه السلام - ، نحن نقول كما قال الله - عز وجل - : (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، ولا ننتظر خروج المهدي لأنه هذا ليس من شأننا ، إن خرج وجدنا على الخطِّ ، وإن لم يخرج فلا يضرُّنا ، وإنما علينا أن نعمل بما أمرنا الله - تعالى - .