هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف الجواب عن استدلال البعض لصحة ذلك بالحديث الذي فيه أن آدم قال لربه : ( أسألك بمحمد لما غفرت لي ... ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف الجواب عن استدلال البعض لصحة ذلك بالحديث الذي فيه أن آدم قال لربه : ( أسألك بمحمد لما غفرت لي ... ) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : تفضل .

السائل : بالنسبة للتوسل والوسيلة شيخ ، بعض الناس يحتجون بالحديث الأعمى في قولهم يدعون الله - سبحانه وتعالى - بجاه محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقولون : أن هناك حديث في " مستدرك الحاكم " : ( بأن آدم طلب من الله - سبحانه وتعالى - أن يشفع له خطيئته بحبِّه للنبي - صلى الله عليه وسلم - ) فهل هناك تعارض بين الحديث والحديث ؟

الشيخ : أوَّلًا : بارك الله فيك وفي جميع الحاضرين أرجو أن تسألوا عن شيء عُرف الجواب عنه ، وأكل الدهر عليه وشرب ، فمثل هذا السؤال : أصبح معروفا عند المخالفين للسنة ، فضلًا عن طلاب العلم على وجه السنة ، حديث آدم - عليه السلام - أولا : ليس فيه أنه توسل بحبه ، وهذا خطأ منك أو ممن نقلت عنه ، فلفظة الحب لم تذكر في الحديث ، إنما جاء في الحديث : ( أسألك بمحمد لما غفرت لي ، قال : وما علمك بمحمد قال رفعت رأسي إلى العرش فرأيت مكتوبًا عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تقرن إلى اسمك إلا من هو أحب الخلق إليك ) : هذا نص الحديث ، لكن الحقيقة الأمر كما يقول العامة عندنا في الشام : " هذا الميت لا يستحقُّ هذا العزاء " ، لأنه حديث ضعيف جدًّا بل هو موضوع ، لأنه يخالف ظاهر قوله - تعالى - : (( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ )) ، فهو تاب إلى الله - عز وجل - واستغفره وأناب إليه كما هو شأن الأنبياء والرسل جميعًا ، وليس لأنه توسل كما جاء في هذا الحديث الموضوع ، فلذلك الاحتجاج بهذا الحديث احتجاج لباطل ، ثم معلوم عند العلماء الذين يذهبون إلى أنه لا يجوز التوسل إلى الله بخلق من خلق الله - عز وجل - ، وإنما فالتوسل ... .

مواضيع متعلقة