ما هي النصيحة التي يوجهها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى السلفيين في اليمن ؟
A-
A=
A+
السائل : قال ما هي النصيحة التي يوجهها الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى السلفيين في اليمن ؟ علما أن السلفية قبل أن يجيب الشَّيخ في اليمن ، تختلف عنها في أي مكان آخر ، ذلك أن إخواننا السلفيين في اليمن يشتغلون في الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى - بنشاط كبير جدًّا ، فلا يخلو يوم من الأيام إلا ويخرج طلبة العلم إلى القرى والمدن والبوادي يقيمون المحاضرات ، ويجيبون على الأسئلة والاستفسارات والفتاوى ، ويصححون للناس عقائدهم ، وينكرون عليهم بدعهم ، ويتحول الناس على أيديهم من التشيع إلى السنة ، وطبعا عندما نقول : يجيبوا على أسئلة الناس وعلى فتاواهم ، فمعنى ذلك أنهم جاؤوا لشيء لم يكن في اليمن ، لأن الفتوى لا بد من دفع ثمنها هناك ، والقضاء لا بد من دفع ثمنه هناك ، فإخواننا يخرجون ويقومون بالفتوى والقضاء بين الناس ، وغير ذلك ابتغاء وجه الله - عز وجل - ، فضلًا عما لهم من مدارس تعلم الكتاب والسنة وخاصة علم الحديث بالذات ، في مختلف أنحاء اليمن من شمالها إلى جنوبها ، ولجهود الشَّيخ مقبل حفظه الله وتلامذته من بعده في مختلف المدن جهود بينة واضحة على نشر السنة في أوساط التشيع وفي أوساط البدع والمبتدعين ، فيريد إخواننا في اليمن من الشَّيخ نصيحة لهم ؟ رغم أنه وصلتهم بعض النصائح ولكن كأنهم يريدون الاستزادة تفضل شيخنا ؟
الشيخ : ما دام أن الأمر كما ذكرت وهذا مما يفرح قلب كل مسلم والحمد لله ، فلا أجد في نفسي ما أنصح به إخواني المشار إليهم في اليمن وهم على الخط معنا على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح إن شاء الله تعالى ، لكني أُذكر ولا أُعلم إلا من كان جاهلا أو غافلا والذكرى كما قال ربنا - عز وجل - : (( تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) ، أرجو من أخينا الشَّيخ الفاضل مقبل أنه إذا أذن لبعض الطلبة للخروج في سبيل الدعوة ، أن يختار منهم من كان أقوى ما يمكن أن يكون علما بالكتاب والسنة والآثار السلفية التي تساعدهم على الإجابة على ما قد يوجه إليهم من أسئلة قد تكون لم تمر على مسامعهم من قبل ، يسمعونها من شيخهم أو من غيرهم من العلماء الذين يقرؤون كتبهم وفتاويهم ، ذلك لأن من خرج للدعوة فهو معرض لأن يُسأل عن كل كبير وصغير ، وبالتالي فسيضطر للإجابة إلا إذا كان قد ربي على العلم الصحيح ، الذي منه قول بعض العلماء : نصف العلم لا أدري ، فلا ينبغي لطالب العلم أن يكون جريئا على الإفتاء خجولا عن الامتناع عن الإجابة عن بعض الأسئلة ، لا ينبغي أن يكون كذلك ، بل ينبغي أن يتمثل ... الذين كان يأتيهم من أقصى البلاد أسئلة بالعشرات بل ربما بالمئات : ثم لا يجيب إلا عن القليل منها كما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله - : " أنه جاءه رجل خراساني ومعه عشرات أو مئات الأسئلة -لا أستحضر الان- من تلك البلاد القاصية عن المدينة المنورة فأجاب فقط عن ثلاثة أسئلة !! فتعجب هذا الرسول المرسل من قبل خراسان الى الإمام مالك ، فهذا الإمام إمام أهل المدينة لا يجيب عن كل الأسئلة وهي كما قلنا علىالأقل بالعشرات إلا عن ثلاث مسائل فقط ! قال له : لا تجب إلا هكذا ؟! ماذا يقول الناس الذين أرسلوني اليك ؟! قال : ارجع إليهم وقل : إن مالكا ليس عنده علم بتلك الأسئلة إلا بما سمعتم من الأجوبة عن الأسئلة الثلاثة " ، هكذا ينبغي على طالب العلم أن يكون ورعا ، أن يكون شحيحا بالإجابة عن السؤال إلا إذا كان متمكنا في الإجابة عنه بدعم ذلك الجواب بالكتاب أو بالسنة أو برأي من آراء السلف الصالح ، والذي نعرفه نحن بالتجربة هنا وفي سوريا : أن كثيرًا من إخواننا طلاب العلم قد لا يعرفون دليل المسألة التي سؤلوا عنها وأجابوا عنها ، وإنما عرفوا رأي رجل يثقون بعلمه ، إما هو من الأحياء أو من الأموات فيجيبون بذلك الجواب ، لكنهم لا يعرفون مأخذه ومصدره أهو من الكتاب أم من السنة أم هو منقول عن السلف أم هو رأي واجتهاد من ذلك العالم ؟!! الذي تلقوا الجواب منه أو عنه ؟ ؟!! في هذه الحالة أنصح طلاب العلم في كل الأقطار الإسلامية أنهم إن نقلوا رأيا أو جوابا عن مسألة أن لا يصدر هذا الجواب منه بحيث أن السَّائل يفهم أن هذا رأيه وهذا علمه ، وإنما يقول سمعت فلان العالم قال كذا ، أو قرأت في الكتاب الفلاني كذا وكذا ، وهذا لسببين اثنين : السبب الأول : يعود إلى نص هام جدًّا من نصوص الأحاديث الصحيحة التي منها قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن تشبَّعَ بما لم يُعْطَ ؛ فهو كلابس ثوبَي زورٍ ) ، ( مَن تشبَّعَ بما لم يُعْطَ ؛ فهو كلابس ثوبَي زورٍ ) ؛ أي : من تظاهر بشيء من العلم وهو ليس له ، فهو كلابس ثوبي زور ، وليس ثوبا واحدًا ، هذا أوَّلًا ، وثانيًا : ولعله أثر لذلك الحديث ، قاله العلماء ، وصار عرفًا متَّبعًا عندهم ألا وهو قولهم : من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ، أنا أضرب لكم مثلًا واقعيا في علم الحديث ، قد يسأل أحد إخواننا الطلاب عن حديث ما هل هذا حديث صحيح أم ضعيف ؟ فسواء كان الجواب صحيحًا أو ضعيفًا ، المسؤول إن كان متمكِّنًا في علم الحديث ، أي يستطيع من دراسة إسناد حديث ما وتتبع طرق هذا الحديث بحيث أنه يحصل عنده غلبة ظن أن هذا الحديث صحيح ، أو أن هذا الحديث غير صحيح ، فأجاب بأحد الجوابين المشار إليهما ، جاز له أن يقول صحيح أو ضعيف ، أما إن كان تلقى هذه الخلاصة من غيره من العلماء سواء كان حيًّا أو ميِّتًا : فلا يجوز له أن يقول صحيح وضعيف بس ، وإنما عليه أن يقول صحيح كما قال فلان ، ضعيف كما قال فلان ، حتى أولا ينجو من الزور الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في الحديث السابق ، وحتى يعمل بحكمة العلماء السابق ذكرها من بركة العلم أن يعزى كل قول إلى قائله ، هذا ما يخطر في بالي من القول أو النصيحة لطلاب العلم ، من كانوا وحيثما كانوا ، وقد أضيف إلى ذلك : أن يكونوا ورعين بعيدين عن ما يتعلق بالأمور الدنيوية ، سواء كان مالًا أو كان جاها أو كان ليتصدروا صدور المجالس ، ويظهروا على الناس بنحو تقبيل اليد ، أو القيام لهم ، أو نحو ذلك .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته- فعليهم أن يكونوا أبعد الناس عن ذلك ، لأنه هذا كله من سنة سلفنا الصالح - رضي الله تعالى عنهم - ، وذلك مما تأسوا به أو فيه بنبيِّهم - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حيث كان يجلس حيث انتهى به المجلس ، حيث كان يدخل الغريب فلا يميز النبي - عليه الصلاة والسلام - بزي أو شعار أو لباس عن سائر أصحابه ، وإذا دخل - عليه الصلاة والسلام - : لا يقومون له ، فلا فرق بينه - عليه السلام - وبين الصحابة الكرام ، هكذا ينبغي أن يكون طالب العلم بين المسلمين جميعًا ، لا يتميز عليهم بشيء ، إلا بما اختاره الله - عز وجل - له من علم نافع أو عمل صالح هذا ما يحضرني .
السائل : بارك الله فيكم شيخ .
الشيخ : وفيكم بارك .
الشيخ : ما دام أن الأمر كما ذكرت وهذا مما يفرح قلب كل مسلم والحمد لله ، فلا أجد في نفسي ما أنصح به إخواني المشار إليهم في اليمن وهم على الخط معنا على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح إن شاء الله تعالى ، لكني أُذكر ولا أُعلم إلا من كان جاهلا أو غافلا والذكرى كما قال ربنا - عز وجل - : (( تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) ، أرجو من أخينا الشَّيخ الفاضل مقبل أنه إذا أذن لبعض الطلبة للخروج في سبيل الدعوة ، أن يختار منهم من كان أقوى ما يمكن أن يكون علما بالكتاب والسنة والآثار السلفية التي تساعدهم على الإجابة على ما قد يوجه إليهم من أسئلة قد تكون لم تمر على مسامعهم من قبل ، يسمعونها من شيخهم أو من غيرهم من العلماء الذين يقرؤون كتبهم وفتاويهم ، ذلك لأن من خرج للدعوة فهو معرض لأن يُسأل عن كل كبير وصغير ، وبالتالي فسيضطر للإجابة إلا إذا كان قد ربي على العلم الصحيح ، الذي منه قول بعض العلماء : نصف العلم لا أدري ، فلا ينبغي لطالب العلم أن يكون جريئا على الإفتاء خجولا عن الامتناع عن الإجابة عن بعض الأسئلة ، لا ينبغي أن يكون كذلك ، بل ينبغي أن يتمثل ... الذين كان يأتيهم من أقصى البلاد أسئلة بالعشرات بل ربما بالمئات : ثم لا يجيب إلا عن القليل منها كما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله - : " أنه جاءه رجل خراساني ومعه عشرات أو مئات الأسئلة -لا أستحضر الان- من تلك البلاد القاصية عن المدينة المنورة فأجاب فقط عن ثلاثة أسئلة !! فتعجب هذا الرسول المرسل من قبل خراسان الى الإمام مالك ، فهذا الإمام إمام أهل المدينة لا يجيب عن كل الأسئلة وهي كما قلنا علىالأقل بالعشرات إلا عن ثلاث مسائل فقط ! قال له : لا تجب إلا هكذا ؟! ماذا يقول الناس الذين أرسلوني اليك ؟! قال : ارجع إليهم وقل : إن مالكا ليس عنده علم بتلك الأسئلة إلا بما سمعتم من الأجوبة عن الأسئلة الثلاثة " ، هكذا ينبغي على طالب العلم أن يكون ورعا ، أن يكون شحيحا بالإجابة عن السؤال إلا إذا كان متمكنا في الإجابة عنه بدعم ذلك الجواب بالكتاب أو بالسنة أو برأي من آراء السلف الصالح ، والذي نعرفه نحن بالتجربة هنا وفي سوريا : أن كثيرًا من إخواننا طلاب العلم قد لا يعرفون دليل المسألة التي سؤلوا عنها وأجابوا عنها ، وإنما عرفوا رأي رجل يثقون بعلمه ، إما هو من الأحياء أو من الأموات فيجيبون بذلك الجواب ، لكنهم لا يعرفون مأخذه ومصدره أهو من الكتاب أم من السنة أم هو منقول عن السلف أم هو رأي واجتهاد من ذلك العالم ؟!! الذي تلقوا الجواب منه أو عنه ؟ ؟!! في هذه الحالة أنصح طلاب العلم في كل الأقطار الإسلامية أنهم إن نقلوا رأيا أو جوابا عن مسألة أن لا يصدر هذا الجواب منه بحيث أن السَّائل يفهم أن هذا رأيه وهذا علمه ، وإنما يقول سمعت فلان العالم قال كذا ، أو قرأت في الكتاب الفلاني كذا وكذا ، وهذا لسببين اثنين : السبب الأول : يعود إلى نص هام جدًّا من نصوص الأحاديث الصحيحة التي منها قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن تشبَّعَ بما لم يُعْطَ ؛ فهو كلابس ثوبَي زورٍ ) ، ( مَن تشبَّعَ بما لم يُعْطَ ؛ فهو كلابس ثوبَي زورٍ ) ؛ أي : من تظاهر بشيء من العلم وهو ليس له ، فهو كلابس ثوبي زور ، وليس ثوبا واحدًا ، هذا أوَّلًا ، وثانيًا : ولعله أثر لذلك الحديث ، قاله العلماء ، وصار عرفًا متَّبعًا عندهم ألا وهو قولهم : من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ، أنا أضرب لكم مثلًا واقعيا في علم الحديث ، قد يسأل أحد إخواننا الطلاب عن حديث ما هل هذا حديث صحيح أم ضعيف ؟ فسواء كان الجواب صحيحًا أو ضعيفًا ، المسؤول إن كان متمكِّنًا في علم الحديث ، أي يستطيع من دراسة إسناد حديث ما وتتبع طرق هذا الحديث بحيث أنه يحصل عنده غلبة ظن أن هذا الحديث صحيح ، أو أن هذا الحديث غير صحيح ، فأجاب بأحد الجوابين المشار إليهما ، جاز له أن يقول صحيح أو ضعيف ، أما إن كان تلقى هذه الخلاصة من غيره من العلماء سواء كان حيًّا أو ميِّتًا : فلا يجوز له أن يقول صحيح وضعيف بس ، وإنما عليه أن يقول صحيح كما قال فلان ، ضعيف كما قال فلان ، حتى أولا ينجو من الزور الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في الحديث السابق ، وحتى يعمل بحكمة العلماء السابق ذكرها من بركة العلم أن يعزى كل قول إلى قائله ، هذا ما يخطر في بالي من القول أو النصيحة لطلاب العلم ، من كانوا وحيثما كانوا ، وقد أضيف إلى ذلك : أن يكونوا ورعين بعيدين عن ما يتعلق بالأمور الدنيوية ، سواء كان مالًا أو كان جاها أو كان ليتصدروا صدور المجالس ، ويظهروا على الناس بنحو تقبيل اليد ، أو القيام لهم ، أو نحو ذلك .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته- فعليهم أن يكونوا أبعد الناس عن ذلك ، لأنه هذا كله من سنة سلفنا الصالح - رضي الله تعالى عنهم - ، وذلك مما تأسوا به أو فيه بنبيِّهم - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حيث كان يجلس حيث انتهى به المجلس ، حيث كان يدخل الغريب فلا يميز النبي - عليه الصلاة والسلام - بزي أو شعار أو لباس عن سائر أصحابه ، وإذا دخل - عليه الصلاة والسلام - : لا يقومون له ، فلا فرق بينه - عليه السلام - وبين الصحابة الكرام ، هكذا ينبغي أن يكون طالب العلم بين المسلمين جميعًا ، لا يتميز عليهم بشيء ، إلا بما اختاره الله - عز وجل - له من علم نافع أو عمل صالح هذا ما يحضرني .
السائل : بارك الله فيكم شيخ .
الشيخ : وفيكم بارك .
- فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 139
- توقيت الفهرسة : 00:00:00