تعلمون ماذا حل بالجزائر من مصائب بسبب الخوارج التكفيريين ، الذين يكفرون الشرطة والجيش وخرجوا للجبال باسم الجهاد ، واليوم من مصائبهم أنهم اذا علموا حت ببيت في صحن هوائي يدمرون العمارة كلها ، وبل قد يدمرون الحي كله ، فما توجيهكم وما العمل ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعلمون ماذا حل بالجزائر من مصائب بسبب الخوارج التكفيريين ، الذين يكفرون الشرطة والجيش وخرجوا للجبال باسم الجهاد ، واليوم من مصائبهم أنهم اذا علموا حت ببيت في صحن هوائي يدمرون العمارة كلها ، وبل قد يدمرون الحي كله ، فما توجيهكم وما العمل ؟
A-
A=
A+
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : كيف حالكم يا شيخنا الكريم ؟

الشيخ : الحمد لله بخير .

السائل : نكلمكم من الجزائر يا شيخ !

الشيخ : أهلا مرحبا .

السائل : كيف حالكم ؟

الشيخ : الحمد لله بخير .

السائل : والله إننا نحبكم في الله يا شيخ !

الشيخ : أحبك الله الذي أحببتني له ، وجزاك الله خيرًا .

السائل : عندي قضية مهمة يا شيخ ؟

الشيخ : هاتها .

السائل : أرجو من الشَّيخ أن يصبر عليّ ، لأنها قد تحتاج إلى وقت كبير يعني ؟!

الشيخ : إي ، ولكني أقول لك : أوجز ، لأن هذا الوقت وقت مشاع لكل مسلم لديه سؤال يهمه مثلك فاختصر ما استطعت .

السائل : إن شاء الله يا شيخ ، تعلمون ما حدث في الجزائر في الأشهر الأخيرة من كثرة القتلى ؟!

الشيخ : نعم .

السائل : من كثرة الهرج والفتن على أنواعها !!

الشيخ : إي نعم .

السائل : حتى أصبح الحليم فيها حيران .

الشيخ : الله المستعان .

السائل : وقال المؤمن : ( هذه مهلكتي ) ، وذلك كله لكثرة مخالفتهم لهدي الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - ، ثم لإعراض إخواننا عن فتاوي أهل العلم وخاصة منهم أهل الحديث ، هذا وقد وصفهم بعض السفهاء بعدم فقه الواقع ، فوالله إن الواقع نفسه لَيُبرهِنُ على أن أهل الحديث هم أفقه الناس ، أفقه الناس بالواقع ، ولكن أكثر الناس عن الحق معرضون ، لكثرة ذلك خرج المتحزبون ، وسماع التكفير عن الحاكم ، وصعدوا الجبال بعد تكفيرهم للحكام والوزراء والشرطة والجيش ، وأباحوا دمائهم وأموالهم ، فأصبحوا يقومون بهجومات على شركات الدولة والثكنات فيسرقون الأموال والأسلحة ويقتلون ويسفكون دماء الشرطة والجيش ، وعندهم كذلك إذاعة صوتية سرية من خلالها يحمسون الشعب ويطلبون منه جهاد هؤلاء الحكام ، والخروج عليهم ، وأن لا يسمع إلى السلفيين ، لأنهم عملاء السلطان ، بل وصل الحد بهم إلى أن حكموا على السلفيين بالنفاق بل وكفر الردة ، بسبب أن تقاعدوا عن الجهاد بزعمهم ، ومنهم من لم يخرج إلى الجبال لكن يعتقد نفس الاعتقاد ، ويقوم بجمع الأموال والأدوية والرصاص بسرية ، ويؤون في بيوتهم هؤلاء الذي خرجوا على الحكام بعد القيام بعمليات شيطانية لقتل رجال الشرطة والجيش ، فتصيب شر هذه الفتنة الصالح والطالح ، من هؤلاء في العمارة التي أقيم فيها ، وخاصة بعض الكذبة ، حلق لحيته ولبس لباس الكفار وأدخل إلى بيت إخوة ومأواهم المقعَّر الهوائي ، من خلالها يستطيع أن يشاهد على جهاز التلفزيون البرامج الفرنسية التي بلغت أقصى حد في الفحشاء والمنكر ، هؤلاء الجيران يقومون بكل ما سبق ذكره والذي يصل أدنى شكوة إلى الشرطة والجيش لا قدر الله فيدمروا العمارة بأكملها بما فيها الصالح والطالح الصغير والكبير ، بل قد يدمروا الحي كله ، وقد سبق أن حدث مثل هذا الاعتداء ، أحيط الشَّيخ علما أنني قد بلغت بخمسة وعشرين سنة تقريبا متزوج ولي طفلان ، ليس لي مكان أذهب إليه مع عائلتي غير يعني السكن الذي أذكر للشيخ ، وقد يعني وقد صار أمور كثيرة لكن رفقي بالشيخ ، أنزه شيخي عن ذكرها عن سماعها ، فأفتونا جزاكم الله خيرا ما العمل ؟

الشيخ : الذي سمعته شيء مؤسف ، وأمر طبيعي جدًّا كما جاء في تضاعيف كلامك ، أمر طبيعي ، لمخالفة الأحكام الشرعية التي يعرفها أهل العلم ، لكن لا يخفى عليك -إن شاء الله- قوله - تبارك وتعالى - : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) ، فسؤالك ليس فيه استفتاء عن حكم شرعي ، حتى نقول لك يجوز أو لا يجوز ، أو هو فرض أو ليس بفرض ، أنت تحكي فتنة عمياء صماء بكماء ، ماذا تريد من واحد مثلي لا يملك إلا الكلمة الطَّيِّبة ، إما هداية للسائل إلى الطريق المستقيم إذا كان ضالا عنه ، أو تعزية بكلمة طيِّبة إذا أصابه ظلم أو ضيم أو ضرر فنقول : كما قال ربُّ العالمين في القرآن الكريم : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) ، وبالنسبة لما وقع في الجزائر نحن من قبل نصحنا إخواننا الجزائريين الذين مروا علينا في فتنة الخليج ، نصحناهم بأن يعنوا بالتصفية والتربية ، وأن هذا العمل يحتاج إلى علماء بالمئات علماء بالكتاب والسنة ، ويحتاج للقيام بالتصفية والتربية لشعب مثل الشعب الجزائري يعد العشرين مليون وزيادة ، يحتاج إلى سنين طويلة حتى يتمكنوا أو حتى يمكِّن الله - عز وجل - لهم في الأرض ، ولكن كان هناك من لا يتبنى هذا النصح ، فوقع ما وقع مما وقع في الحرم المكي في نهاية أو في أول هذا القرن الذي نحن فيه ، وكما يقع في كثير من بلاد الإسلام مع الأسف الشديد ، فلا أجد جوابا عما سألت إلا ما سمعت والله المستعان .

السائل : جزاكم الله خيرًا يا شيخ .

الشيخ : وإياك إن شاء الله .

السائل : ... يا شيخ .

مواضيع متعلقة