الكلام على هل الأدب أفضل من الامتثال ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على هل الأدب أفضل من الامتثال ؟
A-
A=
A+
الشيخ : أن العلماء اختلفوا في مسألة طالما يتعرض لذكرها كثير من العلماء حينما تضطرب الآراء وتختلف الأفكار في إعمال أو تطبيق نص أو تعليم بحديث نبوي هل يكون الأولى تطبيق هذا النص الصادر منه - صلى الله عليه وآله وسلم - تعليما للناس أم يكون الأولى والأفضل أن يؤجل تنفيذ التعليم أو الأمر النبوي إذا ما دار في بال المسلم أن الأدب خير من الامتثال للأمر في المسألة قولان : منهم من يقول : الأدب خير من الامتثال ومنهم من يقول الامتثال خير من الأدب فجاء أحد الأذكياء ووفق بين القولين فقال الامتثال هو الأدب أظن من كان طالبا للعلم ومر عليه مثل هذا الكلام فهو سيفهم المراد من مثل هذا الكلام لكنني أتصور أنه ليس كل إنسان طالب علم ولذلك فلا بد من توضيح هذا الكلام بضرب مثال أو أكثر من مثال أقول : من المعلوم بين المسلمين لا فرق بين خاصتهم وعامتهم أن الأذان الذي تلقاه الخلف عن السلف والسلف تلقوه تعليما منه - عليه الصلاة والسلام - أن الأذان كما تسمعونه بدون زيادة مقدمة أو مؤخرة الشاهد : في شهادتين أشهد ان لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله إلى آخر الأذان مثالنا الآن بتوضيح الكلام السابق هل يشرع لأحد المسلمين إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله أن يقول مثلًا : - سبحانه وتعالى - - سبحانه وتعالى - تعظيم لله - عز وجل - فهو أدب مع الله لكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما علم بلالا وعلم عمرو بن أم مكتوم وعلم أيضًا أبا محذورة في قصته المعروفة في السنن " سنن النسائي " وغيرها حيث سمع صوته يوما فأعجبه صيته فناداه فعلمه كيف يؤذن هذا الأذان الذي نحن الآن في صدد التمثيل به ومما علمه أنه قال له إذا أذنت الأذان الأول في الفجر فقل مع حي الصلاة حي الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم هكذا أمره - عليه الصلاة والسلام - وهكذا أمر جميع المؤذنين وهكذا جرى عليه المسلمون في كل بلاد الإسلام والحمد لله على الرغم مما أصاب هذا الأذان من زيادة في مقدمته أو في مؤخرته في كثير من البلاد الإسلامية أما صلب الأذان فلم تمس قداسته وتعليمه النبوي والحمد لله ترى لو أردنا الآن أن نطبق وجها من وجهي الاختلاف السابق الامتثال خير من الأدب أم الأدب خير من الامتثال الآن الامتثال كيف علم الرسول - عليه السلام - بلالا وعمرا وأبا محذورة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله الأدب ما هو ؟ أن تعظم ربك وأن تقول : أشهد أن لا إله إلا الله - سبحانه وتعالى - - عز وجل - أو أي عبارة فيها تعظيم هذا أدب وذاك امتثال فأيهما أفضل ؟ في المسألة قولان : فالذي يقول الأدب خير من الامتثال لا يرى بأسا أن يقول بعد أشهد أن لا إله إلا الله أن يزيد من عنده ما شاء من باب الأدب مع الله - عز وجل - أما الذي يرى أن الامتثال خير من الأدب بل هو الأدب عينه يقول لو كان خيرا لأمرنا بذلك هذا طبعًا تقريب لأمر والحمد لله لم يقع لكن أنا هذا قلته مقدمة لما قد وقع مع الأسف الشديد ها نحن في الشهادة الأولى ننتقل الآن للشهادة الأخرى أشهد أن محمدا رسول الله فهل يجوز لنا أن نقول أشهد أن محمدا رسول الله في الأذان ؟ - صلى الله عليه وسلم - هذا أدب من يقول الأدب خير من الامتثال يقول لا بأس أن نقول صلى الله على محمد خاصة الرسول يقول : ( مَن صلَّى عليَّ مرَّةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا ) ، أيضًا هذا والحمد لله لم يقع لكن ما هو الذي وقع ؟ أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله هذا وقع ما هو الحجة ما هو الدليل ؟ الأدب خير من الامتثال هذه الدعوى طبقوها في كثير من مواطن ولا تزال تطبق في مواطن قد لم نسمع بها وهذه الأمثلة الآن تكفيكم مثلًا أظن ما سمعتم والحمد لله إلى الآن أذانًا أو مؤذنًا يقول : أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله لكني أسألكم أليس فيكم الآن وأرجو ألا يكون فيكم فنعدل السؤال أليس فيكم من سمع بعض المصلين يقولون في التشهد : اللهم صل على سيدنا محمد ؟ آه سمعتم لكن أرجو ألا يكون واحد منكم من هؤلاء وإذا كان من هؤلاء فبيكون يعمل بالقاعدة المزعومة الأدب خير من الامتثال الآن وضح لكم إيش المقصود من هذا الكلام ؟ الامتثال خير من الأدب أم الأدب خير من الامتثال ؟ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما أنزل الله على قلبه (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) ، " قالوا : يا رسول الله ، أصحابه يسألونه قالوا : يا رسول الله ، هذا السلام عليك قد عرفناه ؛ فكيف الصلاة عليك ؟ قال : ( قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت ) كما هو معلوم عندكم إذن هذا أمر قال : ( قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمد ) ، قوله : اللهم صل على محمد فإذا أردنا أن نطبق من يقول الامتثال خير من الأدب ماذا نقول ؟ كما علمنا الرسول : اللهم صل على محمد وإذا أردنا أن نطبِّق من يقول الأدب خير من الامتثال نقول : اللهم صل على سيدنا محمد الآن في المجتمع الإسلامي بل في المصلين من يتمثل بالأمر ومن يتمثل بماذا ؟ بالأدب ترى الذي تمثل بالأمر وطبقه حرفيا هل أخل بالأدب مع الرسول - عليه السلام - وهو يطيعه حاشا هنا الآن كفة رجحت مع الذين يأتمرون بأمره - عليه السلام - وكيف لا والله - عز وجل - يقول في صريح القرآن الكريم : (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ، لننظر الآن إلى الطرف الثاني الذي يقول نعم الرسول أمرنا أن نقول اللهم صل على محمد ، لكن نحن أدبًا معه نقول اللهم صل على سيدنا محمد هل هذا خير هذا المتأدب زعم خير أم ذاك المؤتمر بأمر الرسول - عليه السلام - خير ؟ نحن لا نشك إطلاقًا أن الذي يأتمر بأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما قلت لكم هو المتأدب هو المتأدب والذي يخالف أمر الرسول - عليه السلام - هو القليل الأدب وإن كان هو يزعم أنه يتأدب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - انظروا الآن ما الذي يحمل بعض الناس قديمًا وحديثا أن يضيف إلى تعليم الرسول - عليه السلام - كلمة من عنده بدعوى إن هذا أدب مع الرسول والله قال في القرآن الكريم : (( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ )) ؛ أي : تعظِّموه ولا شك أننا يجب علينا أن نعظم نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن نوقره كما حضنا ربنا - عز وجل - على ذلك في القرآن الكريم ولكن أولا هل يكون التوقير على كيفنا بالتعبير الشامي هل يكون توقيرنا وتعظيمنا الرسول على كيف الواحد منا وإلا في حدود الشرع ؟ لا شك أنه سيكون الجواب في حدود الشرع هذا أولا السؤال الثاني والأهم هل يكون التوقير والتعظيم بمخالفة أمر الرسول - عليه السلام - في مثل ما نحن فيه الآن قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الإخلال بتنفيذ الأمر والاغترار بالرأي الشخصي من بعض الأفراد قد يكون من العلماء فيما يظن وقد يكونون من طلاب العلم تقديم الرأي على النص هو الذي جعل المسلمين فرقًا .

مواضيع متعلقة