بعض الفرق الضالة يفرقون بين السنة والحديث فيقولون السنة هي المتواتر الذي اتفقت عليه الأمة كالصلوات الخمس , وأما ما جاء من الجزئيات والتفاصيل فيسمونه حديث ويقولون لا نقبل الحديث إلا إذا كان موافقاً للكتاب , كيف نرد عليهم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعض الفرق الضالة يفرقون بين السنة والحديث فيقولون السنة هي المتواتر الذي اتفقت عليه الأمة كالصلوات الخمس , وأما ما جاء من الجزئيات والتفاصيل فيسمونه حديث ويقولون لا نقبل الحديث إلا إذا كان موافقاً للكتاب , كيف نرد عليهم ؟
A-
A=
A+
الطالب : وجهة نظرهم ، وجه دليلهم إذ أن للقرآن لتفسير القرآن مصادر داخلية وخارجية فيعدون لغة القرآن من الوسائل الداخلية وأيضًا يعدون نظم القرآن ترتيب القرآن أيضًا من الوسائل الداخلية يقولون السنة والحديث من الوسائل الخارجية ، ثم يقولون السنة يراد به التواتر العملي يريدون كلما تعامل به أمة خمس صلوات صوم حج هذا من السنة ، والذي يصدر مثلًا رفع اليدين أو تفاصيل الصلاة .

الشيخ : هيئات الصلاة .

الطالب : أيوا يسمونه حديث ، فيقولون : نحن نعرض الحديث على الكتاب ، لا نقبل إلا إذا يطابق الكتاب ، ولكن لا ينكرون السنة ولكن أيضًا يقولون السنة من الوسائل الخارجية ليس من الوسائل الداخلية لتفسير القرآن هذا صاحب تدبر القرآن قال به تفصيلًا .

طالب آخر : ايش اسمه ؟

الطالب : محمد أمين ... جميع الشيخ ... توفي قد توفي .

طالب آخر : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له .

الطالب : له كتب كثيرة وله تفسير عظيم في الأوردية .

الشيخ : على كل حال ربنا - عز وجل - يقول : (( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) ، والحديث المعروف : ( وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلُّها في النار إلا واحدة ) ، الحديث أوَّلًا : كما قلته آنفًا لا مشاحة في الاصطلاح لكن الاصطلاح إذا كان مآله ونهاية أمره إلى تعطيل شيء مما جاءنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سواء سميناه سنة بالمعنى الشامل أو بالمعنى الضيق الذي حكيتموه أخيرًا وهذا في علمي مذهب من يسمون بالقرآنيين فسواء سمينا أصطلحنا على هذا أو هذا إنما الأمر كما قال - عليه السلام - كما تعلمون في غير هذه المناسبة : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) ما خاتمة هذا الاصطلاح وهو التفريق بين السنة العملية وبين السنة القولية التي وردت كما يقولون بطريق الآحاد وهي لا تفيد إذا الظن ، إن كان هذا الاصطلاح وهذا التفريق لبيان الواقع مثلًا كما عليه علم المصطلح حيث قسم الأحاديث إلى أقسام صحيح وحسن وضعيف وموضوع ، لا بأس من هذا لأنه يشرح الواقع لكن إذا كان الحديث حسنًا لا نقبله آه هذا دفع لما ترجح ثبوته عند أهل الحديث أعني علماء الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله ولو بطريق الظن ليس بطريق اليقين الذي يستفاد بالخبر المتواتر ، إذن هؤلاء الذين حكيت عنهم آنفًا ما حكيت لازم تفريقهم تعطيل السنة حينئذٍ نحن نقول كما قال رب العالمين وهذه الآية مهمة جدًّا عندنا في الرد على الذين يخالفون منهج السلف الصالح في تمسكهم بالسنة سواء جاء من فرد أو من أكثر من ذلك ، نحتج على هؤلاء المفرقين الذين يأخذون ببعض السنة ويكفرون ببعضها نقول محتجين عليهم بقول ربنا - عز وجل - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ؛ لذلك يعجبني بهذه المناسبة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وجزاه عن الإسلام وعن السنة خيرًا أنه إذا كان قد وقع خلاف في السلف في مسألة ما بين قولين فلا يجوز إحداث قول ثالث لأنه مخالفة لسبيل المؤمنين ، وإذا كان هناك أقوال أكثر ثلاثة مثلًا فلا يجوز إحداث قول رابع لأنه يخالف سبيل المؤمنين فهؤلاء الذين أشرت إليهم وظننت أنهم هم الذين يعرفون بالقرآنيين هؤلاء خالفوا سبيل المؤمنين ، من سبقهم إلى هذا التفريق الذي من آثاره هدم كثير من السنة كنت وأنا في دمشق التقيت مع بعض الشباب المغرورين بالدعوة المزعومة القرآنية ، والقرآن بلا شك يأمرنا بالسنة لو كانوا يعلمون فدندن حول ما ذكرت عنهم آنفًا نحن نأخذ ما وافق القرآن قلت له هل تصلي ؟ قال نعم قلت صلي ، جاء بصلاة لا أصل لها إطلاقًا هي من ابتكار جهله أو من لقنه ، طيب هذا لا أصل له وهناك أحاديث كثيرة وصحيحة باتفاق الأمة فكيف خرجتم عن الأمة وعن اتفاق الأمة ؟ واتفاق الأمة حجة ما لم يخالف كتابًا أو سنة ، فهذا أنا اعتقادي أنه لا ينبغي أن نهتم كثيرًا وحينما أقول كثيرًا أعني ما أقول ، لا أعني لا ينبغي أن نهتم ، لا ، أقول لا ينبغي أن نهتم كثيرًا كلما سمعنا صائحًا يصيح بدعوة محدثة لم يقل بشيء منها أحد من سلفنا الصالح ، لكن نهتم بقدر لكي ندفع الشبهات ونخشى على من كانوا ضعفاء في العلم أن يتورطوا وأن ينحرفوا وأن يحسبوا السراب ماءً فنرد عليهم بقدر ، لكن ما نهتم بهم كثيرًا لأن الأمر كما قال رب العالمين ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك .

الطالب : بارك الله فيكم .

مواضيع متعلقة